النفاق الاجتماعي
11/06/2022



النفاق هو التعامل بوجهين وخبث وهو معروف على مستوى التطبيقات أما صورة النفاق أو تحديده فلا يوجد تحديد مطلق له ولكن صورته الاجتماعية في الازدواجية والخبث وهذه الصورة بالتأكيد مفقودة في المداراة

النفاق آفة مرضية مستعصية: تنتشر اليوم وفي عصرنا هذا كانتشار النار في الهشيم وتهدم البيوت وتفرق الأحبة والأصدقاء وتقطع الأرحام وليس في عصرنا الحاضر من جماعة أو مجموعة ولا مجتمع إلا وفيه فئة من المنافقين وأسباب النفاق كثيرة منها المصلحة أو الشهرة أو المكانة أو الجاه ومنها المرض

وأهم أسباب النفاق سببان:
الأول المصلحة فمعظم النفاق في المجتمع يأتي من الجري وراء المصلحة والائتمام بها أينما سلكت في طرق الواقع لذلك فقد تقتضي هذه الطرق النفاق فيفعله سالك هذا الطريق رغم حرمته التشريعية وكرهه من النفس الفطرية فنفسه تعلم أنه حرام وطبعا الكلام للمسلم وما مصيبتنا إلا المسلم الذي يدعي بأنه مسلم ويسلك هذا الطريق طريق النفاق

والمسلم يكون منافقا وتعلم نفسه أن هذه الازدواجبة مخالفة لما فطرت عليه من اتباع الطريق الصحيح ولكن شدة التعلق بالمصلحة جعلته يلقي أحكام الله وفطرة الله في نفسه وراء ظهره سعيا لتحصيلها أي المصلحة
وليست بالضرورة أن تكون المصلحة دنيوية مادية بل قد تكون روحية أو معنوية وقد تكون حتى لتحصيل معلومة دينية وكلها ملذات للنفس خارج إطار الدين أي إشباعها بوسائل لا دينية ولأغراض نفسية أو شخصية

الثاني:
هو المرض والنفاق المتسبب من المرض يحصل في أحيان قليلة أو شاذة فالمريض بالنفاق يعاني من اختلال النفس وتكوينها بحيث إنه لا إراديا يرتاح إلى النفاق ويشعر بميل إلى فعله لكنه حكم موضوعي وتحصيل حاصل والمنافق ذو نفس مهزوزة والنفس إذا اهتزت أركانها تقبلت كل شيء وكل افتراض لأنها أصلا لا تسير على نظام معين يقيم الأمور وفق تقييم ثابت واضح لذلك فهو متخبط سلوكيا واعتقادا ومن صور هذا التخبط الخوف الشديد لعدم وجود إيمان حقيقي بالله وهذا ما يجعله يتقبل أي دعاية أو تزويق صورة لمن يراه قويا أو ناجحا أن شخصية المنافق شخصية بطبيعتها تظهر غير ما تبطن تعمل في الظلام وتثير الفتن والدسائس وتستعين على ذلك بأساليب ملتوية.

شخصية المنافق هي شخصية انتهازية لأن المنافق يلعب على حبلين ويحاول أن يرضي فريقين متصارعين محاولا خداعهما معا والاستفادة منهما معا وأخذ الموقف المذبذب هو الذي اتخذه المنافقون في كل دين وفي كل زمان وغالبا ما يكون المنافق أكثر ميلا لمبدأ العمل بأقل جهد ممكن وهو مستعد للقيام بأي خيار يتطلب أداء عمل أقل لذلك يلجأ للنفاق لأنه يسمح له بالظهور بأفضل شكل ممكن من دون أن يكون عليه بذل أي مجهود مضطرا للتمسك بالمبادئ والقيم ولا الواقع تحت رحمة نوبات الضمير

النفاق الاجتماعي هو تلك السمة المنبوذة في المزاجية والتقلب والتلون والتلاعب بالألفاظ سقوط المبادئ والقيم والأخلاق في النشاط الإنساني بين الفرد والمجتمع وبين جماعات أو مجموعات وأخرى في العلاقات الاجتماعية بهدف الحصول على هدف شخصي أو إعطاء صورة غير واقعية

وارتباط النفاق بالعلاقات الاجتماعية يعد مؤشرا لغياب القيم والمبادئ عند بعض أفراد المجتمع بممارسة الكذب والخديعة والتلاعب بالمشاعر والكلمات دون إعطاء قيمة بحق أو باطل أو ظالم أو مظلوم وذلك بغرض تحقيق مصلحة ما

وسبب انتشار آفة النفاق هو غياب معالم التربية القائمة على قوة الإيمان وحسن التربية حتى يصبح الشخص يتصنع الكلام دون وجه حق أحسن طريق للتعامل مع المنافق هو تجاهله وإهماله اجتماعيا أما إذا كان الأمر نفاقا يخص العقيدة فكشفه وتحقيره واجب ومن ثم تجاهله أي عدم الانشغال به أكثر من اللازم.

والله ولي التوفيق:
اخوكم/صالح مكي المرهون
ابومنتظر
 

التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى