شِعَارُ الصَّالِحِيْنَ وَضَرِيبَةُ الْمُذَكِّرِيْن
7/01/2017
سيد أيمن علوي أبو الرحي

في زمن التكنولوجيا والتطور بالتقنية والبرمجيات وتنوع وسائل التواصل الإجتماعي -السوشيل ميديا- والتفنن فيها بتضييع الوقت ونشر الفضائح والشائعات وتوافه الأمور التي لاتسمن ولا تغني من جوع، هنالك وفي تلك الزواية بصيص نور وأمل وبقعة ضوء متسللة تكاد تُرى فنتتبعها بخطواتنا المتتالية بحثاً عن مصدرها لخروجنا من العتمة والظلام الدامس المحيط بنا...
نتتبعها لنرتقي ونبصر النور الحقيقي لها، فنورها ممتد كشعاع غير منقطع النظير وممتد إلى مالا نهاية وبدون اعوجاج بإستقامة رائعة تشد الآخرين وتسر الناظرين ...(اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ)...  البقرة :٢٥٧.

أحد أصدقائي، وهو أحد المؤمنين المواليين والمتمسكين ببعض الأمور العبادية خفاءاً -خفية- أكثر من علناً، ومن ضمن هذه الأمور والتي كان مواظباً عليها ويحث الآخرين بالعمل بها هي قيام الليل صلاة الليل والتي تتكون مع نوافلها كما تعلمون من ١١ ركعة، ٨ ركعات منها نوافل وركعتي الشفع وركعة الوتر، وبدون تفصيل في كيفيتها الآن فلربما أُسهِب فيها ولا أتوقف، فسأتطرق لهدف مقالي هذا مباشرة.

كان دائماً يحث الآخرين بها بأساليب غير مباشرة فاستغل قنوات التواصل الإجتماعي للحث والنشر والتذكير كل يوم، وفي أحد الأيام وكالعادة وبعد الإرسال خاطبه أحدهم واتسابياً بهذة الجملة :يا فلان تذكيراتك ممله كلها متشابهة ماحس ليها طعم ... ولو ماترسل أحسن لأنها نفاق. 

تعجب صديقي من ردة الفعل هذه ولم يناقش هذا الشخص فيما قال، تنهد وتريث ثم كتب له بعد برهة من الوقت : أعتذر حقيقة إن كانت تذكيراتي للخير مملة فلن أكررها هنا مادامت قد تسببت في إزعاجك، وسأقوم بتذكير الأحبة في أماكن أخرى بعيدة كل البعد عن تواجدك إن شاء الله، واكتفى بهذا الرد بالرغم من وجود وقت كافي للنقاش، وكلي ثقه بأنه يستطيع أن يلقي الحجة على هذا الشخص، بالرغم من ذلك لم يفعل !! ...

سألته أنا متطفلاً :ماذا سيكون ردك لو تم النقاش، فأخبرني بالتالي :سأحمله على سبعين محملاً من الخير فلربما يعاني من أمر ما وصب لجام غضبه عليّ فلا بأس، وجوابي له :

الصلاة اليومية أذانها يعتلي المساجد وأماكن العبادة ٣-٥ مرات يومياً وصوت التذكير لايقل عن ٣ دقائق والصوت يتسلل لجميع المنازل حتى يذكر الغافلين والساهين فينذرهم بدخول وقت الصلاة، وكلها بنفس الجُمل والكلمات والحروف وكلها تذكيرات بوقتها الفعلي المتكرر، فهل ياترى هي مملة حقاً رغم تشابهها وتنبيه الغافلين كأمثالنا بنداء رب العالمين !!

هنا نتوقف للحظة ونفكر...
• لو ناقشه صديقي هل سيكون على مايرام لتقريب وجهات النظر وإلقاء الحجة !
• لو ألقى عليه الحجة فعلاً هل سيقبل الطرف الآخر هذه الأمور ويعترف بخطأه !
• ماذا لو توقف صديقي عن التذكيرات لردة فعل من هذا الشخص، أتسائل لماذا كان اسلوبه فض غليظ بهذه الكيفية، هل لسبب معين ياترى أم لغِيرة لعدم مقدرته على قيام الليل !!

صديقي يقول بعد أن وجهت له هذه التساؤلات، ابتسم ابتسامة عريضة، ابتسامة رضى وربَّت على كتفي وقال : سيدنا، أحياناً يمر الآخرون بظروف نجهلها وفي هذه الحالة وبالموقف المحدد ربما كان ذلك الشخص مقصراً مع الله عز وجل ولم يقوى على سماع التذكيرات اليومية ومع الاستمرار في التذكيرات زاد غيظه وامتعاضه حتى انفجر بركانه وقذف بالحمم وأخرج مافي جوفه من كلمات وربما هو نادمٌ على ذلك الآن لعدم رؤياه التذكيرات اليومية التي تحثه على الخير.

فلو كان متقرباً من الله عز وجل بهذه الطريقة -صلاة الليل- فسيتقبل الأمر ولو كان يحاول سيتقبل الأمر كذلك ولو كان يريد فلن يرد بهذه الطريقة وهذه الكيفية، لكنه -على حسب علمي القاصر الآن- أغلق على نفسه باباً واسعاً من الخير والرزق وحَرَم نفسه وحَرَم من كان معه من الوصول إلى ذلك الباب الواسع.

خِتام المقال، هنالك آيات وأحاديث كثيره تدل وتحث على قيام الليل وأقتبس منها لكم فقط آيتين و حديثين وعليكم بالبحث لمعرفة البقية والإستمتاع بذلك، فبمجرد بحثكم للموضوع سيشملكم خير كثير وكلي ثقة بذلك أحبتي، حينها أسألكم الدعاء.

الآيات و الأحاديث /
( وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًاالإسراء الآية: ٧٩
( تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) السجدة الآية: ١٦

*جاء جبرائيل (ع) إلى النبيّ (ص) فقال : يا محمّد!.. عشّ ما شئت ، فإنّك ميّتٌ .. واحبب مَن شئت ، فإنّك مفارقه .. واعمل ما شئت ، فإنك مجزيٌّ به .. واعلم أنّ شرف الرجل قيامه باللّيل ، وعزّه استغناؤه عن الناس .  معاني الأخبار ص178 ، الخصال 1/7 ، أمالي الصدوق ص141



التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى