استشاري أسري: 90 دقيقة تواصل بين الزوجين كافية لإنقاذ العلاقة بينهما
22/07/2017

نظمت لجنة تيسير الزواج بجمعية سيهات للخدمات الاجتماعية ورشة عمل " كيف تحقق زواجاً سعيداً " مستهدفة بها المقبلين على الزواج والمتزوجين رغبة منها في إعطاء الزوجين خبرة ونصائح تغنيهما عن الوصول لأبغض الحلال عند الله مع تزايد نسب الطلاق في المنطقة.

الورشة التي نظمت على مدى ليلتين بالتعاون مع مركز البيت السعيد بصفوى، قدم لها الشيخ صالح الابراهيم بالحديث عن الزواج كأحد أهم مشروعات الحياة وأكبرها وأهميته للرجل والمرأة، وكيف يمكن للعلاقة الحميمية بينهما أن تؤمن لهما الاستقرار، وكيف يمكن للاهتمام بهذا الجانب أن يجنبهما الكثير من المشاكل الصحية والنفسية وأيضا الاجتماعية بمعرفة الأساليب، والأوقات، بل وحتى الأخطاء التي يجب تجنبها لتحقيق زواج ناجح بكل المقاييس.

وأوضح الابراهيم أن المجتمع لا زال يجهل حتى اليوم الثقافة الجنسية، ويجهل كل من الرجل والمرأة مدى احتياج كل طرف للعلاقة ودوافعه لإشباعها، مشيراً إلى أن النساء يؤطرن العلاقة على أنها وسيلة، في حين يترجمها الرجل على أنها غاية.

وفي الليلة الثانية من الورشة تطرق الأستاذ ناصر الراشد لأدوات تمكن الرجل والمرأة من إنجاح العلاقة الزوجية، وأولها الاحتفاظ بذاكرة نقية، بفلترة السلبيات وتعزيز الإيجابيات لئلا يؤثر السلوك السلبي ويهدد العلاقة بتعميمه على الطرف الآخر.

وقال بأن الفوز بعلاقة زوجية سليمة يحتاج لتكوين نفسي واجتماعي، ومعرفي ثقافي علمي، وهي تحتاج إلى ذكاء عاطفي، اقتصادي، لغوي بعد معرفة سمات الطرف الآخر.

وشدد الراشد على الاقتدار العاطفي، ومعرفة النفس، بالكشف عن مبادئ الانسجام بين الزوجين، مشبهاً إياها بالسيمفونية لأنها تحتوي على مقاطع تشكل سير العلاقة بين الطرفين، مؤكدا أن أكبر خديعة يتعرض لها الزوجين هي النظريات التي يخرج بها البعض مستهدفاً استقرارهما كنظرية تصنيف الرجل على أنه شمالي، أو غربي، أو شرقي، وكذا نظرية أن الرجل من المريخ والمرأة من الزهرة، وذلك لأن الموضوع لا يتطلب أكثر من معرفة الذات وتطويرها باستمرار لتخرج من الاطار التقليدي والاستسلام للمشاكل دون إيجاد الحلول الملائمة وتفهم طبيعة كل طرف للآخر، وعدم تحميله مسؤولية فشل العلاقة لجهله بنفسه، بتحكيم الأفكار والأحكام والخبرات السابقة.

وأوضح بأن هناك العديد من الزيجات مستمرة بصورة فيزيائية بوضعها في خانة اللاشعور، وتخزين الخبرات التي تسير العلاقة دون عيشها حقيقة وتجاهل البصمة النفسية والفروقات، لافتاً إلى أن أحد أكبر أخطاء المقبلين على الزواج هو بناء تصور مسبق عن الطرف الآخر ومايتوقعه منه، أو البحث عن شخصية الأب في الزوج، أو تمني شخصية الأم في الزوجة، وقتل العلاقة بالمقارنة.

ولفت الراشد إلى أن العلاقة الزوجية تتطلب نقاشاً وحواراً بين الزوجين لتنجح، مشيراً إلى أن الاحصائيات أظهرت أن التواصل بين المتزوجين لا تتعدى 7 دقائق في اليوم، في حين أن العلاقة تتطلب 90 دقيقة من الحوار البناء والمشاركة والمصارحة حتى تصل لبر الأمان، مؤكداً أن الانتقادات وتصيد الأخطاء تقتل العلاقة، بينما أن العلاقة تحتاج لكسر الروتين، والبحث عن مشتركات بإمكانها أن توجد مساحة بينهما، وتشير الدراسات حسب ماذكر إلى أن الزوجة تشعر بالعدالة ويتحسن أدائها في العلاقة الزوجية بنسبة 87% حين يشاركها الرجل في أعمال المنزل، كما أن هرمونات السعادة ترتفع لدى الأزواج الحريصين على الاحتضان يومياً والمعززين لكل جميل وذكرى حلوة في حياتهم، مختتماً حديثه بالحديث عن أعمدة الأربعة هي: الحب، التقدير، الفهم، والمسؤولية.


التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى