الفنان التشكيلي: عبدالعظيم الضامن
في واحة الفنون بسوق عكاظ ١١ ، تلك المساحة البيضاء الناصعة الغنية بالجمال ، التقينا من مختلف مناطق المملكة بمحبة نرسم الفرح والسعادة ، نرسم الجمال في واحة الثقافة والفنون الطائف ، واحة والورد والكادي .
التقينا دون موعد ، التقينا وقليل منا يعرف الآخر ، لكننا عشنا كأسرة واحدة ، في بيت جمعنا بحب ، والشكر للدكتور علي العنبر الذي كان مع الجميع بمحبة ، وكان تواجدنا بين المشاركين لننثر ورد المحبة للجميع ،ولم تكن المهمة سهلة كما توقعنا ، لأن البعض لم يستوعب أهمية التجربة ، فكان يدور في فلكه دون التواصل مع غيره لكسب الخبرة والفائدة ، والبعض كان يتطلع لمزيد من الخبرة ومزيد من المعرفة ، فكان يسأل ويتردد على زملائه لكسب الخبرة والمعرفة ، البعض جاء للإستعراض وزيادة عدد متابعينه .
واحة الفنون في سوق عكاظ ١١ هي المبادرة الأولى لورشة عمل جداريات تفاعلية بهذا الحجم في تاريخ المملكة، وهذا يحتسب لهيئة السياحة والتراث الوطني لكونها تبنت هذا المشروع الجميل ، والذي نتأمل من خلاله إطلاق ملتقى الفنون البصرية الدولي في سوق عكاظ ١٢ ليتحقق ( الحلم الممكن ) وتكون أمانينا تتوائم مع طموحات سمو الأمير سلطان بن سلمان وجميع من يعمل بحب في هيئة السياحة والتراث الوطني في المملكة .
في واحة الفنون منذ أول يوم استوقفتني بعض الأعمال في غاية الجمال ، وأكثر ما استوقفني عمل الفنانة سامية المحمدي ، الذي استوقف العديد من الجمهور ، فنانة تعمل بصمت وبحب للعمل ، تُحدثها تستجيب لحديثك ، تستمع جيداً لكل ما يخدم عملها ، عملها مُلفت ويخاطب الوجدان والبصر في ألوانها ، والعمل الثاني لطفلة صغيرة عمرها اثنا عشر عاماً وهي رزان النجعي ، هذه الطفلة أجزم أنها ستكون فنانة مميزة في سماء الفن التشكيلي المحلي ، تحمل في داخلها روح جميلة وفكر يتواكب مع فنها ، وسوق عكاظ حقق لها ولغيرها الحلم الممكن ، أما الفنانة ألطاف حمدي التي كانت ترسم ألوان الفرح بحب للعمل والمكان والزمان ، فكانت ترسم طوال الوقت دون توقف ، فقط تبتعد قليلاً لترى عملها من بعيد ثم تعود لترسم بحب ، أم الفنان فهد الجابري فقد كان متألقاً في اللون والحركة ، والرائع محمد الرباط كعادته كان متميزاً في الفكرة واختزال اللون وبساطته التي أعطت للعمل أكثر وهجاً وجمالاً .
أكثر من مائة وخمسون فناناً وفنانة شاركوا في واحة الفنون ، قدموا أفضل ما يمكن تقديمه للفن ولأنفسهم ، بعضم جاء لزيادة رصيد متابعينه فكان يستعرض نفسه أكثر من اهتمامه بالفن ، والبعض جاء للمشاركة فأبدع ، وما أجمل الإبداع حينما يكون بحب .