في الأعوام الأخيرة ، انتشرت داخل مدينتنا القطيف حالات السقوط في الملاعب . حتى أصبحنا ما بين شهر وآخر نسمع عن فقيد لفظ أنفاسه وهو يلعب الكرة .
وبات البعض من الأهالي يخافون على أبنائهم من كرة القدم ويحذرونهم من ممارستها . وإن غلبهم الابن وذهب إلى الملعب ، تظل قلوبهم على ابنهم هل سيعود أم سيخطفه شبح الملاعب .
كرة القدم ومنذ القِدم عرفت بأنها اللعبة الشعبية الأولى في القطيف . فالكبير والصغير يترقبون موعد ملامسة أقدامهم لتلك المدورة . والكرة كمثلها من الرياضات مفيدة للجسم والصحة ولها من المنافع على الجسم الكثير .
واليوم ومع انتشار ملاعب الإيجار ذات العشب الصناعي في القطيف زادت تلك الملاعب في حماسة الممارسين للعبة . فالبعض خصص وقتا أسبوعيا للعب الكرة ، والبعض ما إن تسنح له الفرصة للمشاركة مع الأصدقاء ذهب ملبيا .
وفي الأعوام الأخيرة بدأت تظهر حالات السقوط في الملاعب حتى انتشرت انتشار قد يقال عنه مخيف ، فتشير بعض الإحصائيات إلى أنه خلال العامين الماضيين رحل أكثر من عشرة أشخاص أثناء لعب الكرة في القطيف بمعدل فقيد كل شهرين .
وتغلب على حالات السقوط أن يكون سببها توقف القلب وبلع اللسان والتي يكون اللاعب بعيدا فيها عن الالتحام مع لاعب آخر أو ملامسة الكرة حتى أو الركض .
بث الواحة التي بادرت لإعداد التقرير وسؤال المختصين عن أسباب السقوط . كانت قد تلقت تفاعلا من أطباء ومختصين كانوا يطالبون بنشر الوعي والثقافة الصحية بين أطياف المجتمع لتفادي الوفيات في حالات السقوط .
هيثم الثواب طبيب الطوارئ في مستشفى القطيف المركزي تحدث عن أسباب ذات صلة بإصابات الملاعب ، وأول ما أشار إليه أن عدم توفر أي من الخدمات الإسعافية في الملاعب الحديثة يعد أمرا فظيعا وغير مقبول ، حيث تنعدم في بعض الملاعب وجود حقيبة إسعافات أولية حتى .
وأضاف الطبيب بأنه يجب توفير أجهزة مزيل الرجفان الـ AEDفي أغلب ملاعب القطيف الرياضية المنتشرة الآن ، مشيرا إلى أن هذا الجهاز قادر على التعامل مع أغلب حالات توقف القلب وذلك الحالات الإسعافية المستعجلة.
وناشد الطبيب إدارات الملاعب والأجهزة الحكومية المختصة توفير الجهاز في الملاعب ضمن إجراءات السلامة وكذلك توفير الأرضية الصالحة للعب والتهوية المناسبة ضمن شروط استخراج تصاريح الملاعب .
وتحدث الطبيب حول الثقافة الإسعافية بين اللاعبين ، مبينا أن الكثير من اللاعبين يجهلون طريقة التعامل مع الحالات الإسعافية أو حتى أساسيات إنعاش القلب ، وأول ما يبادرون به هو نقل المصاب إلى المستشفى دون إسعافه إسعافا أوليا وبذلك يخسرون الدقائق الثمينة في حياة المصاب الذي قد يصل المستشفى متوفيا .
ونصح الطبيب الأهالي بأن يتثقفوا حول الإسعافات الأولية ، موضحا لضرورة أن يكون في كل بيت منقذ مثقف .
وشدد الطبيب حول الوقاية الطبية ، حيث يتجاهل الكثير من اللاعبين المشاكل الصحية البسيطة لديهم ويتجاهلون فحصها بسبب التساهل ، مبينا أن تلك الأعراض البسيطة قد تكون لا سمح الله دليلا على وجود مشاكل خطيرة في جسد اللاعب .
ونبه الطبيب اللاعبين الذين قد يعانون من مشاكل وراثية ضرورة الفحص دوريا كل ستة أشهر أو كل سنة .
وقال الطبيب بأن معظم حالات توقف القلب لا يعرف سببها بسبب غياب الجانب التشريحي الطبي لمعرفة الأسباب ، ومن المستحيل الجزم بسبب أي من حالات الوفاة تلك دون التشريح .
وبين الطبيب أنه لا يوجد لحد الآن أي مؤسسة علمية أو حكومية تتبنى البحث العلمي حول أسباب الوفيات في الملاعب . ومن المؤلم أن نخسر كوكبة من شبابنا دون أن نعرف الأسباب .
وفي جانب آخر تحدث أخصائي العلاج الطبيعي مؤيد آل ضاحي الحاصل على ماجستير في الطب الرياضي بأن من أشهر أسباب الوفاة المفاجئة لدى الرياضيين في سن الشباب هو وجود مشكلة في تركيب القلب ، ومن أكثرها شيوعا تضخم عضلة القلب تليها العيوب الخلقية في الشرايين .
وبين الأخصائي أن مصطلح بلع اللسان هو نتيجة حدوث فقدان الوعي وتوقف القلب مما يؤدي إلى انغلاق مجرى التنفس حيث يعود اللسان للحلق فينتج عنه انسداد في المسالك الهوائية وبالتالي تكون حياة المصاب مهددة .
وأشار إلى وجوب التصرف بسرعة ومحاولة إنقاذ المصاب وذلك بوضعه على ظهره ودفع رأس المصاب من جبهته إلى الخلف وفتح فمه من خلال دفع الفك السفلي للأسفل مبينا أنه في غالب الأحيان يعود اللسان لموضعه في حال إسعافه بالطريقة السابقة .
وفي حال لم يستجيب اللسان يبقي المسعف فم المصاب مفتوحا مع وضع بعض القماش حول فمه حتى لا يطبق المصاب على المسعف بأسنانه وأثناء ذلك يقوم المسعف بمحاولة التقاط اللسان باستخدام أصابع اليد كملقط . وفي حال عاد التنفس للمصاب فيوضع موضع الإفاقة ، وإن لم يعد التنفس فيجرى له عملية التنفس الصناعي .
ونصح الأخصائي من فقد أحد أقربائه الرياضيين أثناء ممارسة الرياضة أن يذهب للطبيب لإجراء الفحص السريري ويرجح القيام بتخطيط القلب والتصوير التلفزيوني للقلب المعروف بالإيكو .
وفي جانب آخر أعرب إعلاميين من القطيف وأطياف من المجتمع القطيفي عن شعورهم بالاستياء من نشر أسماء الرياضيين المتوفين كسلسلة زمنية في إحدى الصحف المحلية ، وقال علي عبد الله بأن نشر الأسماء بهذه الطريقة يعد أمرا بشعا وفيه عدم احترام لأهالي المتوفين كونه تذكير لهم بوفاة فقيدهم . وطالب إعلامي آخر بأن يكون التركيز على تثقيف المجتمع ونصح اللاعبين بالثقافة الطبية وأخذ رأي الأطباء والمختصين ، وأنه لا جدوى من نشر سلسلة المتوفين سوى تجديد الحزن .