فلسفة حصول صلاة الآيات
7/08/2017
بث الواحة: القديح
الشيخ محمد العبيدان

إن الحديث عن فلسفة حصول صلاة الآيات يتضح بالإحاطة بسبب حصولها.
وقد تعرضت المجاميع العلمية لبيان ذلك من الناحية العلمية ما يوحي أن الأمر مجرد حدث كوني ينتج من اختلاف في موقعية الكواكب الثلاثة كما هو مفصل عندهم، لكن يبقى السؤال الديني عندنا وهو: أن الأمور كلها بيد الله تعالى وتحت إرادته, فكيف يحصل هذا الأمر إذاً ؟

هناك محاولة جميلة جدا للإجابة عن هذا السؤال ذكرها بعض الأعلام (ره)، وحاصله أن ذلك يعود لأسباب خارجة عن الطبيعة، وليست أسباباً محددة في المادة كما تصور الطبيعيون وغيرهم، وعلى أي أشير لشيء مما جاء في كلامه (قده)، حيث ذكر عدة أسباب:
منها: إن هذا نحو من أنحاء إرادة الخالق سبحانه فإنه أراد أن يبرز مدى القصور والضعف في القوانين المادية حتى يعرف أنها قوانين غير حقيقية لأنها لو كانت كذلك لما تخلفت.
ومنها: إن الاختلاف الحاصل بسبب الملائكة الموكلين بالظواهر الطبيعية بما فيها الشمس والقمر والكواكب وحركاتها. والدليل على ذلك ما جاء في الصحيفة السجادية في الحديث عن الملائكة ووصفهم، قال(ع): وخزان المطر وزواجر السحاب والذي بصوت زجره يسمع زجل الرعود...إلخ...
ومنها: الاستفادة مما ذكره بعض الفلاسفة المسلمين من أن للكواكب والنجوم والأفلاك نفوساً كنفوس البشر قابلة للعلم والإرادة فيكون الخسوف والكسوف ناجماً عن إرادتها نفسها، لأن ذلك ينتج عندما تريد الشمس شيئاً والقمر شيئاً آخر ما ينتج عنه الاختلاف الموجب لحصول الآية.

والحاصل هناك عدة أسباب توجب حصول هذه الآية قد ندركها وقد لا ندركها والمهم أن ذلك ينتج من وجود علة غائبة وهي الهدف من وجودها.

نعم يوجد عند الناس عادة تخوف من هذه الآيات وليس ذلك شكاً في الحكمة الإلهية وإنما لأن من المحتمل أن يكون هذا الحدث الكوني ناجماً عن غضب إلهي، أو نذير بالبلاء وقد أشير لذلك في النصوص نذكر واحداً منها تيمناً فقد ورد عن الإمام الرضا(ع) أنه قال: إنما جعلت للكسوف صلاة لأنه من آيات الله لا يدرى ألرحمة ظهرت أم لعذاب. فأحب النبي(ص) أن تفزع أمته إلى خالقها وراحمها عند ذلك ليصرف عنهم شرها ويقيهم مكروهها كما صرف عن قوم يونس حين تضرعوا إلى الله عز وجل.




 
التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى