هدوء الغربة
29/08/2017
زكريا حسين الدرويش

قد تبدو الغربة مهما تعددت أسبابها طريق للهدوء لما يلازمها من ابتعاد عن المجتمع ومشاركاته. 

تتعدد أسباب الغربة من طلب للرزق أو من طلب لمسكن أو لسبب أخر وقد تكون إجبارية وأحيانا اختيارية. لكن في كلا الحالتين هل هنالك طريق للعودة؟ ماذا أثناء الغربة وبعدها قد يتبلور لنا كبشر. هل ننتظر مردود مادي ، أو وجاهة أو يكون كلاهما لكن دعنا نتعمق أكثر لنرى ونتعرف على أهم سلبيات وإيجابيات وتأثيرات تلك الغربة. 

تحولات كثيرة تصاحب تلك الغربة منها إنخفاض الحس الإجتماعي في الأغلب وتحوله تدريجيا لمسير مادي فتنبني العلاقات على هذا المنوال. 

قد تكسب بعض الألقاب خلال تلك الفترة من البنك المتنقل ظنا من البشر انك تغربت لتغرف من مغارة علي بابا لكنك علقت في يد الأربعين حرامي ، الإسراف والبذخ بدون حساب ردات فعل طبيعية كتعويض للنقص من جهة أخرى لكن تبين من دراسات عديدة عدم جدوى كذا توجهات لأن المشاعر الجسدية والمشاعر ليست سلعة لتعوض بأخرى فهي إن فقدت فقد معها الإحساس بالمادة نفسها. 

مكونات العلاقات الاجتماعية من أهل وجيران وأحباب وعلاقة بمنظومة المجتمع نفسه الذي أساسه الأسرة إذا لم يبنى صح فسد ، فذلك من أهم معوقات البنّا الصح لجميع هذه العلاقات عدم التواصل في الزمن والمكان الصحيح بسبب الغربة. كالعمل اذا هل نستلم ونحن نرى أهم دافع للغربة وهدف يضيع من أمامنا ! 

النفس البشرية بطبيعتها تتأقلم مع التقلبات الحياتية لنضع برنامج وخطط تعيد وتحيي وتحافظ على ماتبقى من أطلال علاقاتنا التي هي مصدر ودافع للحياة، وتعيد تموقعك اجتماعيا ،وهذا يحتاج من الشركات والمؤسسات الاقتصادية التي طغت عليها الشهوة المادية أن تهتم بأهم مصدر لبقائها وهو المورد البشري، فقط نريد من موظفي الناس في الغربة النظر لموظفيها نظرة توازن بين الحياة العملية والاجتماعية فلتتنازل قليلا من أجل ضمان بقائها تتقدم وتنجز الأفضل. 

فحديثي موجه للإدارات النافذة حينما تتطمئن أن لامحاسب لك تذكر الله في العاملين تحت إداراتكم فلهم أناس تنتظرهم بشغف مثلكم أو اكثر. 

الانسان بطبيعته كائن اجتماعي يحب التداخل والترابط مع مجتمعات ترتبط به روحيا وجسديا ، فالمجتمعات لاتنمو ولاتتطور الا باستقرار عناصرها وأهمها الناس وَمِمَّا يقود استقرار الناس هو الترابط والتواصل مع الجميع عن طريق القنوات الصحيحة. 

سواء كان غربتك إجبارية او إختيارية فالقرار لن يتخذه غيرك من واقع توافر المعطيات لديك شرط أن يكون في الوقت الصحيح. وازن بين حياتك العملية والاجتماعية ( الاسرية) أَعْط كل ذي حق حقه ، حاول أن تغرف ولو قليلا من النجاح أفضل من أن تربح جهة وتخسر عدة جهات. حاول إسعاد نفسك بأقل الأسباب ومن حولك أكثر وضع أمامك مقولة أنا سعيد لأني أسعدتكم. حافظ على هدؤ الغربة ولاتجعله الهدوؤ الذي يسبق العاصفة.



 
التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى