الحج وثقاقة التمييز ضد الأجانب
4/09/2017

بث الواحة - عباس الأمرد

يعتبر الحج من الفرائض التي يبذل فيها المسلم الكثير من الجهد والمال تعبدا لله تعالى وامتثالا لأمره، كما يتميز الحج بثماره الأخلاقية والتربوية التي يعود بها الحاج بعد أدائه للحج ومن هذه الثمار التواضع للآخرين وعدم التكبر.

وكثير من الحجاج يدركون عظمة وجود أكثر من مليوني حاج بمختلف ألسنتهم وأعراقهم وفقرهم وغناهم أسودهم وأبيضهم دون فروقات بينهم فهم يقفون في نفس المكان ويلبسون نفس اللباس كمشهد مصغر ليوم القيامة.
ولكن الكارثة عندما يعود بعض الحجاج متناسين هذه القيمة العظيمة وأول ما يقعون فيه التعامل مع العمالة الأجنبية بعنصرية وترفع.

يقول أحد العمال الذين يتعاملون مع الحجاج بشكل مباشر: أقوم بنقل أمتعة الحجاج من السيارات إلى الفندق وبالعكس وبعض الحجاج تحملهم أخلاقهم على التعامل الحسن لكن البعض منهم ينظرون إلينا نحن العمال وكأننا غير مسلمين أو أننا أعداء لهم، لا يتحملون أقل خطأ نقع فيه وحتى تذكيرهم بأنهم حجاج (حج يا حاج) لا ينفع معهم.

ربما تكون النظرة الدونية للعمالة الأجنبية وليدة ثقافة تربى عليها الحاج في محيطه الاجتماعي المحلي ولكن الحج من الأدوات التي ينبغي أن تنهي هذه الثقافة وتنهي النظرة الدونية لهؤلاء الذين لولا هم أغلقت الكثير من المحلات أبوابها وتراكمت النفايات على أبواب بيوتنا.

فكما هم بحاجة إلى العمل نتيجة ظروفهم في بلادهم كذلك نحن بحاجة إليهم نتيجة ظروف بلادنا وإن لم يكن ذلك مسوغا لاحترامهم فعلى المجتمع أن يتذكر مبادئه الإسلامية وأخلاقه العربية التي تنهى عن التكبر وتأمر باحترام الإنسان خاصة الأجير.
والحجاج هم القادرين أن يكونوا رأس الحربة والقدوة في تغيبر ثقافة التمييز ضد العمالة.


 
 
التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى