تسرب المشاعر..السيد فاضل علوي
12/09/2017

هل يمكن لمستوى العلاقة العاطفية بين الزوجين أن تنحدر بشدة نحو هاوية التجاهل و القطيعة ، و الكراهية الماحقة لكل ما هو جميل من الذكريات التي تمحوها المشاحنات ؟
الحب بين الزوجين مشاعر تشتد و تقوى أو تضعف و تترهل بحسب تلك المواقف و التواصل بينهما ، فالاحترام و تقدير الدور الوظيفي للآخر و مساندته عند الصعاب ، كلها عوامل توجد حالة من الانسجام النفسي و الانجذاب العاطفي ، و في مقابله فإن الاهتزازات الناشئة من حوارات عقيمة و مناكفات تنتهي بجرح المشاعر و النكد وتجاهل وجود الآخر ، توجد حاجزا يمنع من التفاهم و التلاقي بينهما و يؤثر سلبا على علاقتهما ، و ما لم يتداركا الموقف فإن الأمور ستزداد تعقيدا و صعوبة ، و يتحول ذلك التراكم السلبي إلى سم قاتل .

نعم ، البيت الممتلئة جوانبه بالخلافات و الشجار كالقربة المثقوبة يتسرب منها الماء ، و علاقة الحب بينهما في مثل هذا الوضع الملتهب تتلاشى و تفقد رونقها ، فالحب ليس بكلمات عاطفية عذبة فقط لا تحمل بين طياتها إعجابا و تقديرا لمواقف رائعة ، يسعى من خلالها شريك الحياة لإسعاد الآخر و تخفيف أعباء الحياة عنه ، فالمواقف العملية و الحوار الهاديء هي ما تعطي العذوبة و العشق لكلمات الإطراء و التعبير عن مشاعره تجاه شريك حياته ، فهذا هو سر السعادة الزوجية و التي تعطي قدرة لهما على تجاوز الظروف الصعبة و المشاكل الناشئة بينهما ، فتكون الغلبة للعاطفة الصادقة .

و بلا شك فإن الاحتكاكات و المناكفات اليومية تلقي بظلالها الثقيلة على علاقتهما العاطفية ، حيث تشكل معيقا للتواصل الإيجابي بينهما ، و تعلو نبرة الصراخ و التزمت و محاولة إثبات الوجود بصورة أنانية ، ليحال المشهد الزوجي إلى حالة من الجفاء و تجاهل الآخر ، و يسود الصمت القاتل بينهما و يميل كل واحد إلى الانزواء و تجنب الحديث مع الآخر ؛ لئلا تحدث جولة جديدة من المشاحنات ، فهل يعي الزوجان أن الحب بينهما مهما كان قويا فإنه قد يضعف و يختفي إن لم يجد مواقف مساندة و إحساسا بوجود الآخر و اهتماما به .



 
التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى