الكسب المتاح..ابراهيم الزين
16/09/2017

بين شح الوظائف وترك مقاعد الدراسة وخيار الوظيفة الرتيبة ان وجدت والتي نعتبرها الحد الأقصى للكسب والرزق ، ورفض الحرف المهنية الخاصة ، وبين فراغ الوقت وقلة الإدراك والوعي ، فاللجوء للسلوك الغير شرعي للحصول على المال ، يتشكل المجتمع ليصبح في حالة عدم اتزان ، وبمنظومة مثقوبة يدخلها اليأس ، ويخترقها الضياع ، والشريحة الأعم منها تعيش حالة ضياع ، ألا وهم الشباب ، إلاّ من رحم ربي .

لا نريد هنا مناقشة موضوع ترك مقاعد الدراسة ، ولا التخلي عنها بسبب الحاجة للوظيفة ، نحن ننقاش هذه البطالة المستشرية التي لا علاقة للدولة بها ، بل هي آتية من هؤلاء الذين طابت له الحياة بدون قيود ولا نظام ، ليروا أنفسهم بعد فترة وهم يعيشون حالة من الحسرة على ما فرطوا ، وليس هناك من سبيل للعودة للمدرسة ، ولا مؤهلات للحصول على الوظيفة ، غير وظيفة رجل امن في بنك او شركة براتب زهيد يقل عن مصروف الجيب الذي يحصل عليه بعضهم من آبائهم ، والقليل منهم من يعود لإكمال دراسته ليلاً أن تاب وعمل صالحاً.

عندنا نوعين من هؤلاء الشباب نتحدث عنهما إجمالاً ، وهم هذه الفئة التي ذكرنا ، والفئة الأخرى التي اكملت دراستها سواء داخلياً أو خارجياً، وبحثت عن الوظيفة فلم تجدها .

وسؤالنا أولاً هل الوظيفة المتعارف عليها هي الخيار الأفضل والأنسب ، ونحن في بلد تنتشر فيه فرص العمل الحر ، ويستطيع أي منا إيجاد الفرصة للعمل الخاص والكسب الأفضل من الوظيفة .

مشكلتنا هي المكابرة والترفع على الوظائف الحرفية مثلاً ، وكأن وظائف الشركات أو الوظائف الحكومية هي الوظائف الأفضل على الأطلاق ، هذا إن توفرت من الأساس ، حيث تقارن بالأخرى التى صنفوها كوظائف مخجلة أو غير مناسبة المقام على ما يظنون ، في الوقت الذي يدر بعضها على الفرد أضعاف ما يحصلون عليه من الوظيفة الرسمية والمقيدَة الوقت والمكان ، والحياة بمجملها .

تحضرني بعض أسماء الأحبة في شركة أرامكو وشركات أخرى ذات الأعمال الشاقة على سبيل المثال ، والذين يقضون نصف اليوم في الدوام ، أو فترة وفترة من الأسبوع أو الشهر ، فأتذكرهم وأرثي لحالهم رغم العائد المادي الكبير الذي يحصلون عليه ، وفي ذلك نقاش ، ولكن ما قيمة المادة وهذه الحياة التي هي في ما يشبه المنفى مع الأشغال الشاقة المؤبدة .

التجارة الحرة أسرع الكسب المتاح ، وهي متوفرة ورائجة في بلدنا ، وهناك من تركوا وظائفهم الأساسية أو تقاعدوا وافتتحوا لهم أعمالاً خاصة ونجحوا وكسبوا في فترة وجيزة ما كسبوه في ثلاثين سنة من الوظيفة الرسمية وأكثر ، وانقلبت حياتهم للأفضل رأساً على عقب .

التحقوا بالوظائف الحرة أو أوجدوها ، وابحثوا عن الفرص الحرفية الإحترافية فيها . تجرأوا على خوض غمار العمل الحر ، وعلقوا الشهادات على جدران مكاتب شركاتكم ومؤسساتكم لاحقاً ، واذكروني بخير عندما تنجحوا ، وسوف تنجحوا بشرط المثابرة والإستمرار حتى مع الإخفاقات ، وليكن رأس المال هي السواعد والهمة والعزيمة والإصرار والتوكل على الله عز وجل ربي .

إبراهيم الزين

التعليقات 2
إضافة تعليق
مواضيع اخرى