أحداث كبيرة عارمة يعلو صداها كعاصفة هائجة تتخلل هذه الأحداث حروب دامية : جرحى وموتى كل يوم إلى أرضٍ هاوية لكن ما النتيجة ؟
دمعة طفل يتيمة أو عجز شاب جريح وهناك أرى أماً ثكلى بجانبها أب رسم الزمن على تجاعيد وجهه غصة الألم.
أتصفح أكثر في العالم عن طريق جهازٍ جامد بضغطة زر واحدة تأتي كل الأخبار البائسة: خبر عاجل، حريق، ووفاة أسرة كاملة ، ووفاة شابة في عمر الزهور بمرض خبيث , حادث مروري مروع , وسرقة , وقتل ,واختطاف . سؤال يجول في الذهن ما لتلك الأحداث الكثيرة المتكررة أصبحت بشكل شبه يومي؟! هل كل تلك الأحداث لم تكن موجودة أم ضغطة الزر هي التي لم تكن موجودة ؟
أكمل تصفحي أرى ما أراه في تلك الصفحات المليئة بالفتنة نعرات طائفية وقبلية ،تلك الفتنة الأبدية التي لا تكاد تنتهي ! سب , قذف , تكفير .
أما صفحات الفن فمليئة بالاستعراض والتملق والشجار والشتم خادشة الحياء مليئة بالبدخ ناقصة للهدف .
نفس الإصبع ونفس الزر لكن غيرت وجهة التصفح ! تبرعات من أهل الخير تصل للمحتاجين و للأيتام .
متفوقون رفعوا رؤوسنا لنحصل على المراتب الأولى في المسابقات . أبحاث علمية واكتشاف علاجات جديدة للأمراض الخبييثة . فرح وزيجات و نجاحات وتفوق و ذرية صالحة .
انتهى تصفحي وانتهت تلك ضغطة الزر والزمن لم ينتهِ بل يبحث عن ضغطة زر اخرى مليئة بأحداث جديدة ... اختر مايناسبك ؟!
