دعونا نؤسس للأفكار المبدعة في بنك الابداع الفكري (2)
9/10/2017
الشيخ حسين البيات

ذكر الباحث أبو الفتح الخازني أن البيروني وابن سينا والإدريسي في القرن التاسع ، سبقوا نيوتن (منتصف القرن السادس عشر) في اكتشاف الجاذبية الأرضية وعبروا عنها بتعابير مختلفة كـ أن الأثقال تكون نحو الأسفل وأن كل شيء ينجذب نحو الأرض إلا أن قانون الجاذبية الأرضية سجل براءة اكتشافها نيوتن المولود عام 1643م مع ما واجهه منذ ولادته حيث مات أبوه قبل مولده بثلاثة أشهر وتزوجت أمه بعد فترة لكن المثابرة ومواصلة درب العلم جعله مدرسا وباحثا في الجامعة حتى شاءت الصدف أن يسجل اكتشافه العظيم عن جاذبية الأرض لسقوط تفاحة كانت الأكبر أثرا على قوانين الفيزياء وتقدم العلم الطبيعي 

وكان للشيخ البهائي الذي توفي قبل نيوتن بعشرين سنة ابداعات علمية كبيرة ولعل مشهورها تسخين الماء بشمعة وحركة المنارتين لكننا لا نجد ذلك الزخم العلمي الذي حضى به الغربيون وان كان لاديسون في اختراع المصباح وانشتاين في النسبية وسوزه في الحاسوب أكبر الأثر في تغيير تاريخ الإنسانية
ولو عدنا للوقوف على أسرار تلك الابداعات فسنجد ان الفكرة التي اختمرت وقفزت إلى الذهن فجأة قد تكون نتيجة جهود علمية من البحث والتدقيق ولكنها في الحقيقة تحتاج إلى بيئة ترعى هذه الفكرة وتنميها وتعمل على توسعتها ووضع الأطر المفيدة لجعلها اكتشافا أو عملا قابلا للإنتاج أن عقل الإنسان يسير في حركة ابداعية مستمرة قد تدون تلك الأفكار وقد لا تحتفظ بها وتضيع في عالمها 

وما يهمنا اليوم هو كيفية جمع هذه الأفكار في مدونة عشوائية تجمع كل ذلك دون الاكتراث بأهميتها أو بساطتها ومن ثم غربلتها ووضع المهم منها في قائمة الاولويات لما يمكن لنا من دراستها وتحقيقها واقعا. 

كثيرا ما ننشغل بتوافه العنواين وتجرنا إلى هوامش الحياة لتجعلنا منساقين إلى التفكير الهامشي ولو فكرنا في كيفية توظيف تلك الطاقات في مجال الابداع الفكري لأصبحنا نملك العديد من أدوات الصناعة والإنتاج
لا تشغل نفسك بما يعمله الآخرون بل فكر بما يمكنك ابداعه فإنهم يصنعون لأنفسهم فاصنع لنفسك واذا نجحوا في اشغالك فقد اخروك كثيرا،ولو انشغل المجتمع بجمع الافكار المبدعة لأمكنه القفز عاليا واغلب ابداعات الأمم فكرة صنعت تأملا وقانونا
يخيم علينا اليوم عنواين تستهلك جل فكرنا وخيالنا لما يمكننا ان نكون عليه ولو تفكرنا ساعة واحدة في جنباتها ولم نشغل الواقع الاجتماعي ،لأمكننا القفز بمجتمعنا إلى واقع اجمل وأكمل فالأمور التي لا تملك تأثيرا واقعيا في تغييرها أو تلك التي ستأتي وستقبلها انت وغيرك فلا تجعلها في قائمة اولوياتك بل اجعل لها خطوات عملية لصنعها ودع الواقع يسير بها وكن المصلح والمنظر العملي لها بحلول مفيدة وناجعة فالبكاء والعويل والتهويل لن يوقفها بل سيجعلك المنبوذ بينهم. 

إن التوجه الشبابي وهو أكبر خزينة من الطاقة التي يملكها المجتمع ابداعا وتميزا اذا استطعنا الاستفادة منه في بناء بنك الابداع الفكري بجمع كل فكرة والاستفادة منها لبناء مجتمع صانع للطائرة والسفينة والصاروخ والسيارة لا مستخدمها فقط كما نحن عليه اليوم
وقل ربي زدني علما ووفقنا للتقدم بعقول وسواعد شبابنا وشاباتنا إلى مستقبل واعد بعون الله تعالى

التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى