الحجاب الزينبي ( السيد فاضل علوي )
24/01/2018


السيد فاضل علوي

لم يكن الحجاب بلف للبدن بقطعة قماش يسترها عنوان انتقاص ، بل هو عنوان العفة و الحشمة التي تحتجب معه المرأة عن مفاتن الشيطان ونظرات الريبة من أصحاب النفوس المريضة ، و الذين يتربصون دوائر السوء بكل امرأة أسفرت عن بدنها و تخلت عن حجابها ، فالحجاب مؤشر للجميع بأن هذه المرأة المحجبة متجلببة بالتقى و النزاهة و الورع من أي ألوان التجاوز لعلاقة غير مشروعة ، فالنظرة الخائنة المسمومة رسالة القلب الغادر و التي تفتح أبواب الشيطان لما لا يحمد عقباه ، و لعل المجتمعات السافرة و التي تعاني من ظاهرة التحرش الجنسي و المضايقات في العمل على هذا الأساس ، تدرك و تعي أهمية وجود حاجز يمنع نار السعار و الابتذال ، و ليس هناك من وسيلة تمنع من هذا الانحدار كحجاب المرأة ، و الذي يصونها و يحفظها عن تطاول مرضى النفوس ، مما يسهم في الحفاظ على تاج العفاف و الشرف في المجتمع .

و من استهان بالحجاب الزينبي و رأى فيه عائقا و مانعا من انخراط المرأة في عملية التنمية و الازدهار المجتمعي ، فهو واهم و لا يدرك دور الحجاب في تجنيب المؤسسات التعليمية و أماكن العمل من المضايقات بين الجنسين ، و هو في الحقيقة ما يعيق عن إتمام الأعمال و إنجازها ، و يشكل بيئة خصبة للممارسات غير المقبولة و الهادمة للمنظومة القيمية .

إننا أمام مواقف مخزية حيث أن دعوات الانحلال الخلقي و إفشاء السفور و القضاء على المنهج التربوي تقوم على النداءات التحررية و خلع الحجاب كنوع من الثورة على التقاليد ، و الانطلاق نحو الرقي الحضاري من خلال إسفار المرأة عن مفاتنها أمام الرجال الأجانب !!!

تعسا لأمة رأت في إسقاط راية قيمها و التي هي مصدر اعتزاز ، و سقطت في أتون السعار الجنسي و مقدماته ، فمن لم ير في محادثة الفتاة و الشاب بعيدا عن الأعين ، و تبادل و تفريغ شحناتهما العاطفية أنها مراحل متعاقبة لعلاقة آثمة و غير مشروعة فهو أعمى البصر و البصيرة ، إذ أن الغريزة الجنسية عند الرجل لا تحتاج في تهيجها إلى أكثر من وجود مثير و محرك ، و هل هناك من مثير أكثر من إبراز شيء من مفاتنها و تخليها عن حجابها ؟
 

بل إن مرضى النفوس ينتظرون ابتسامة ذات مغزى أو كلمة رقيقة أو نظرة إغراء أو بروز - و لو شيء بسيط - من حجاب المرأة ؛ لينطلق في فضاء الإثارة الجنسية فكل ذاك مقدمات للدخول في دائرة الخطر .

 

التعليقات 1
إضافة تعليق
مواضيع اخرى