وعند الله لا تموت الأمنيات
21/03/2018
خديجه ٱل براهيم أم الدكتور علي حسين ادبيس

خلال تلك السنوات الطويلة لم أرافقه يوما إلى المطار لوداعه ، ولم أكن اتواجد هناك لحظة وصوله أيضا ..
وكنت دائما أفترش سجادتي الصغيرة وأخلو مع خالقي وأدعو له بالسلامة والتوفيق .
لكنني هذه المرة مجبرة على انتظاره على أرض لا تهواها نفسي 

نعم ، كنت هناك
ومن غيري يحق لها ذلك ،،
كنت هناك، ليس لاحتضان قطعة مني وإعادتها إلى أحشائي ثانية، ولا لأشم رائحته التي أدمنتها منذ رحيله، ولا لأتحسس قبلاته البارة بجبيني ويميني ،،
بل كنت هناك لشيء أعظم من ذلك ...
كنت هناك لأتحدث بنعمك يا الله - كما أمرتني .
كنت هناك لأحمدك يا الهي حمدا ليس له أمد بعدد نعمائك التي لا تحصى ولا تعد .
كنت هناك لأرى ذلك الصغير الذي خرج قبل أوانه وأتعبني بضعفه وقد أصبح قويا، عظيما، كبيرا وجاءني من أقصى الأرض بمصباحه السحري الذي حقق به أمنياتي . 

كنت هناك لأرى قلبه قبل عينيه وهو يناديني : هاقد عدت يا قديستي وقد وفيت لك بما عاهدتك به .
كنت هناك لألملم بقايا غربتي وغربته، ولهفتي ولهفته وأخبأها في إحدى حقائبه ثم أقبرها في زاوية من زوايا ذلك المطار الواسع .
كنت هناك لأقول للزمن توقف، وكفاك ما اخذته من عمري وعمره .
كنت هناك لأحصد ثمار تلك السبع العجاف سبعا سمان، بل أكثر من ذلك .
كنت هناك ماسكة بيميني وردة، وبيساري (فاطمة ) تلك الصغيرة التي كبرت برحيله أعواما سبقت عمرها .
كنت هناك لاودع همي وصبري وأستقبل روحي وأعيدها إلى جسدي ثانية ، بعودته . 

كنت هناك ليتوجني ملكة على الجميع ويمنحني ذلك اللقب الذي كلفنا الكثير .
كنت هناك لأسمع من الجميع ..
حمدا لله على سلامته يا ( أم الدكتور علي ) .

كثيرة هي اللحظات الرائعة التي تجعلنا نتخلى عن بعض عاداتنا لأجلها ، لذلك غيرت عادتي
وكنت هناك . 


التعليقات 1
إضافة تعليق
مواضيع اخرى