القلب والإجهاد
24/09/2018

تُعتبر عضلة القلب من أغرب عضلات الجسم؛ لأنها لا تتشابه مع باقي العضلات في الإجهاد، حيث تستمر العضلة بالانقباض والانبساط طوال حياة الإنسان دون تعب أو توقّف، ولكن في بعض الحالات القليلة إذا بذل الإنسان جهداً عالٍ وفوق طاقته لفترة طويلة، فإن العضلة سوف تعمل بشكل أسرع من الطبيعيّ لدرجة تفوق طاقتها وقدرة استيعابها، لمواكبة تطلُّبات الجسم من التّروية الدمويّة والأكسجين، فتُجهَد هذه العضلة، وتتباطأ حركتها قليلاً، فتزيد فترة الانقباض عن مُعدّلها الطبيعيّ.

لأهمية عضلة القلب، إنّ أيّ خلل في هذه العضلة يُحدِث ألماً شديداً في منطقة الصّدر، وقد يمتدّ إلى الكتفين، فيشعر الإنسان بانقباض وضيق يُجبره على التوقّف عن الحركة ومُمارسة ما كان يفعله، ولكن إذا استمرّ بما كان يقوم به، قد يتطوّر هذا الألم العرضيّ ويتحوّل إلى مُشكلة حقيقيّة تضرّ القلب بشكل دائم، ويتحوّل إجهاد هذه العضلة إلى احتشاء العضلة القلبيّة.

إذا استجاب الشّخص لهذه العلامات بشكل مُبكّر وعَمِدَ إلى الرّاحة التّامة سيزول الألم بشكل تدريجيّ حتى يتلاشى في غضون ثلاث دقائق كحدّ أقصى، وهذه الحالة لا تُعتبر خطيرة أبداً في حال أخذ الرّاحة المناسبة، بل هي تعبير عن زيادة الضّغط على العضلة وإجهادها. وفي حال تكرّرت هذه الحالة لأكثر من مرّة في غضون فترة قصيرة يجب على الشّخص مُراجعة الطّبيب في أقرب وقت.[٣]

أسباب وجع القلب:
هناك عدّة أسباب لآلام القلب، ولكننا سنستعرض بعض هذه الأسباب:[٤]

أمراض الشّرايين التاجيّة: انسداد الأوعية الدمويّة القلبيّة يُقلّل من وصول الدّم والأكسجين لعضلة القلب نفسها، وهذا يُسبّب آلاماً تُسمّى الذّبحة الصدريّة، وهي عَرَض لمرض قلبيّ، وفي العادة لا تُسبّب عَطَلاً دائماً في العضلة، ويدل هذا على إمكانيّة الإصابة بنوبة قلبيّة في المستقبل. وهذا الألم من المُمكن أن يمتد إلى اليد، أو الكتف، أو الحنك، أو حتى الظّهر، حيث قد يشعر المريض بإحساس الضّغط أو الثّقل على الصّدر، وهذه الذّبحة الصدريّة يُحفّزها الإجهاد، أو الحماسة الزّائدة، أو الضّغوطات النفسيّة، وتُقلّلها أو حتى تُخفيها الرّاحة.

احتشاء عضلة القلب: استمرار قلّة وصول الدّم لعضلة القلب يؤدّي إلى موت الخلايا العضليّة القلبية، وآلامها مُشابه لألم الذّبحة الصدريّة لكنّها أشد ألماً يُوصَف بالسّاحق ويكون في مُنتصف الصّدر أو مائلاً للجهة اليسرى ولا يذهب مع الرّاحة، ويُصاحب هذا الألم الشّديد التعرّق، أو ضيقاً في النَّفَس، أو ضعفاً عاماً في الجسد.
التهاب عضلة القلب: بالإضافة لألم في الصّدر، يُصاحب التهاب العضلة القلبية ارتفاعاً في الحرارة، وإرهاقاً عاماً، وتسارعاً في نبضات القلب،



 
التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى