( السيد فاضل علوي ) : أوراق تطير
26/09/2018

في موقف أو مشكلة كنت تتوقع من صاحبك المساندة و المؤازرة و وضعت الآمال في أعلى سقوفها و لكن خابت ظنونك و أخطأ حدسك فلم تر منه إلا الانسحاب المبكر بهدوء و محاولة إخفاء موقفه المتخاذل بالتعلل بكثرة المشاغل و الظروف الخاصة مع أنك لم تكن في أي حال بالذي تتأخر عن مساعدته و التخفيف عنه فتصاب في مثل هذه اللحظة الحرجة بالحيرة و تلف عقلك الأفكار السلبية المشتتة و تذهب بعيدا في تحليل موقفه و يغيب عنك التركيز على أصل المشكلة و حلها ما أمكن .
لا يمكن الادعاء بأن الموقف سهل و يمكن تجاوزه ببساطة و لكن فكر : ماذا يفيد و ما الذي سيتغير إن بقيت هكذا كعلامة استفهام تعيش الجهالة و الغفلة ؟
اقرأ الحدث بتمعن و رتب أوراق فكرك و عملك بعيدا عن العاطفة العمياء و كن واثقا من قدرتك على تجاوز تلك المرحلة الصعبة ما كنت متسلحا بالصبر و التحليل الدقيق و الإرادة القوية فلا يغيبن عن بالنا أن قدراتنا تنمو في رحم الصعاب و المشاكل و بعد هذا الموقف سنخرج بثلاث فوائد مهمة - على الأقل -هي نتاج مواجهة التحديات و اعتصار الايام لنا .
الأولى : هي تلك الخبرة المتشكلة من قراءة الأزمات و تحليلها و عصر الذهن لاستخراج مجموعة من الحلول و العمل على تطبيقها دونما توان أو تسويف . و الأخرى : علينا بناء صداقاتنا بناء على مجموعة من المعايير في الاختيار المناسب و أهمها نسج الثقة المتبادلة من خلال قراء واعية لمواقفه و تصرفاته معك في أحداث مختلفة فلا تمنحه صفة المستشار المقرب منك و المطلع على مجمل أسرارك و اهدافك المستقبلية لمجرد ارتياح عابر أو عاطفة مجردة لم تأخذ في الحسبان تقييمه بشكل جيد و مدروس .
و الثالثة : لا تأسف على إراقة الماء و انكسار الجرة فذلك لن يعيد ما أتلف فهذه حقيقة فما فات لا يمكن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء لاسترجاعه و تغيير تفاصيله فما فائدتك من وضعه نصب عينيك سوى استخلاص العبر و تكوين خبرة منه تنفعك في المستقبل في مواقف مشابهة فلا تدع نفسك أسير أخطائك السابقة مما يؤثر على طموحك و همتك مستقبلا فعبرة من مدرسة الحياة استقيتها ستأخذ بيديك بقوة نحو اختيار أصدقاء وفق معايير تبلوهم و تكشف معادنهم .
 

التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى