الحصار يدعو الى احتضان المجتمع لمبادرة كفالة طالب ودعم استمراريتها وتكثيف الحملات الإعلانية لها
15/10/2018

حوار: زكية أبوالرحي

كانت لنا فرصة ثمينة حاورناه واستنرنا برأيه عن مبادرة كفالة طالب التي أطلقتها جمعية مضر الخيرية في شهر ذي القعدة من العام الماضي. وقد اعتبرها مبادرة سامية يتطلع لها جيل المستقبل وهي سلم يمهد للطالب طريقه في مواصلة تعليمه.

حوارنا كان مع الاستاذ عبدالله بن إبراهيم بن أحمد الحصار وهو من مواليد القديح عام ١٣٧٢هـ. تعلم في الكتاتيب (عند الملا هلال الحميدان والملا مهدي آل درويش) ودرس في مدرسة القديح الإبتدائية حتى نهاية المرحلة الإبتدائية عام ١٣٨٧هـ وتابع تعليمه الليلي حتى حصل الثانوية العامة نظام (٣) سنوات في مركز الدمام.

التحق بمدرسة تدريب المشاة بالطائف عام ١٣٨٧ هـ ومدرسة الدفاع الجوي بجدة حتى عام ١٣٨٩ هـ وبعد تخرجه عمل (فرد فني) في مناطق المملكة (تبوك وجدة والرياض والظهران) وتدرج في الرتب حتى ترقى لرتبة ملازم فني عام ١٤٠٣ هـ. 

شارك وتفوق في العديد من الدورات داخل وخارج المملكة حصل فيها على العديد من المكافأت والجوائز .

وبعد ترقيته شارك كضابط معلم بمعهد قوات الدفاع الجوي وألف كتاب الإخفاء والتمويه لتدريب الضباط والأفراد ثم تنقل في العديد من الوحدات العسكرية بمناطق المملكة حتى تقاعد برتبة (مقدم) في منتصف عام ١٤٢٢ هـ. وحصل على وسام المعركة /تحرير الكويت ووسام الخدمة العسكرية (٣٥) عاما.

انتمى لكشافة مدرسة القديح الإبتدائية ١٣٨٧ هـ فغرس ذلك في نفسه حب العمل العسكري وعمل في شركة كهرباء القديح المملوكة من المرحوم علي بن رضي العلوان وشركاه وقد أتاح له عمله هذا تكوين علاقات واسعة مع المجتمع كما كان لاعبا في نادي مضر بالقديح في كرة القدم والسلة وألعاب القوى والسباحة.

انضم إلى إدارة نادي مضر بالقديح عام ١٣٩٦ هـ وأصبح المشرف الرياضي حيث تمكن من إعادة هيكلة جميع ألعاب النادي المختلفة ودمج وتأسيس بعض الألعاب مثل كرة اليد وغيرها بمختلف الدرجات وعلى تجهيز وتهيئة ملاعب النادي الحالية.

وخلال فترة زمنية قصيرة (عامين فقط) حقق النادي بطولة المملكة لكرة السلة للدرجةالثانية ثم الدرجة الأولى والصعود إلى الممتاز للمرة الأولى في تاريخ النادي وانطلق بعدها النادي منافسا لجميع أندية المملكة في مختلف الألعاب والدرجات. 

استفاد من خلال عمله بالقوات المسلحة والمناطق المختلفة بتكوين علاقات واسعة ساهمت في المشاركة لخدمة القديح ومتابعة إحتياجاتها في الوزارات والدوائر الحكومية وهو يؤكد دائما تشرفه بخدمة القديح وأهلها الكرام.

اليكم الحوار مع صاحب الحضور الاجتماعي المميز والفاعل مع المقدم المتقاعد الذي أشاد بالمبادرة ودعا إلى احتضان الأسرة والمجتمع لها كما أكد على أن يواكبها زخم اعلامي ودعم معنوي في كل مناسبات المجتمع.

س١- أطلقت جمعية مضر الخيرية مبادرة كفالة طالب في مهرجان التألق الخامس كيف تقيمون هذه المبادرة وما هي أهميتها على الصعيد الشخصي للطالب وللأسرة والمجتمع؟

ج١- يوما بعد آخر نرى تطور العمل الخيري بجمعية مضر الخيرية بالقديح عبر برامج حديثة متواكبة مع متطلبات العصر ومبادرة كفالة طالب لم تأت من فراغ فهي سلم يمهد للطالب طريقه في مواصلة تعليمه ويمنحه الدعم والثقة للتفرغ والتحصيل العلمي بل والتفوق والنبوغ خصوصا عندما تزال إحدى العقبات من طريقه فالإلتزامات المادية على الطالب الجامعي الذي يدرس على حسابه الخاص أهم عائق في طريق الطالب لذلك فالطالب من خلال المبادرة سيكون محل اهتمام وعناية ومتابعة حتى ينهي المرحلة الجامعية بكل طمأنينة وراحة البال كما ستكون أسرته في وضع مريح ماديا ومعنويا في تخفيف أعبائها وتتفرغ لتسيير أمور أبنائها الآخرين أما بالنسبة للمجتمع فسيكون هذا العمل غرس الحاضر ليقطف ثماره في المستقبل فلقد كان أغلب المجتمع في القديح قبل خمسين عاما مكافحا ومجتهدا في شتى المجالات لكن من النادر أن تجد الخريج الجامعي أما اليوم فالحمد لله فقد تطور المجتمع بفضل أبنائه الذين برزوا في مختلف التخصصات العلمية والطب والهندسة كما سيكون لهذا البرنامج والمبادرة توفير الفرص للتعليم الجامعي خارج المنطقة الشرقية في ندرة الجامعات بها وشدة المنافسة على المقاعد الجامعية المتوفرة.

س٢- من اهداف المبادرة تيسير أمر التعليم للطلاب والطالبات فكيف برأيكم تساهم المبادرة في ذلك؟
ج٢- أكاد أجزم بأن الدعم المعنوية رديف للدعم المادي ولكن أهمية الدعم المعنوي في تهيئة الجو الدراسي المناسب لبيئة التعليم لتفريغ الطالب للتحصيل الدعم المعنوي يزيل عن الطالب شحنات وعوائق وعراقيل لا طاقة له بها خصوصا عندما يجد من يربت على كتفه ويأخذ بيده ويذلل له الصعاب.

س٣- عانى مجتمع بلدة القديح من تسرب الطلاب والطالبات من المدارس والجامعات قبل إنهاء دراستهم لاسباب عديدة ومنها ظروف المعيشة فماذا ستقدم المبادرة وكيف ستساهم في تحفيز ودعم الطلاب للاستمرار والمثابرة في التحصيل العلمي؟
ج٣- في الحقيقة وعلى أرض الواقع مرت بالمجتمع القديحي ظروف معيشية قاسية خلال فترات زمنية محدودة كما أشرنا في الإجابات السابقة حيث تركت ذكريات لا تمحى وبالتالي حرص المجتمع على العمل والكد ولم يكن التعليم متاحا إلا الى القلة من أبنائه ومع بدايات التعليم العام كان التسرب من التعليم قبل المرحلة الجامعية للعمل في فرص يقتنصها لكبر سن الطالب وقتها ولكن في الفترة اللاحقة وحاليا نجد إندفاعة قوية نحو الدراسة الجامعية داخل المملكة وخارجها بفضل برنامج طموح جدا هو برنامج خادم الحرمين الشريفين للإبتعاث مما وفر فرصا ثمينة جدا ونادرة لمواصلة الدراسة الجامعية في أرقى جامعات العالم وتضاعفت نسب الطلاب كما كان لبرنامج الإبتعاث الداخلي وتطور الكليات الجامعية إلى جامعات في المنطقة الوسطى لكن المنطقة الشرقية لم تزد الجامعات ومع الظروف الحالية تغيرت المعايير في القبول عبر برنامج خادم الحرمين الشريفين وتقلص العدد وهذا مما يعطي المبادرة دافعا قويا لدعم الطلاب المتفوقين ورافدا مهما للطالب لمواصلة دراسته الجامعية.

س٤- برأيكم كيف للمجتمع أن يساهم في انجاح المبادرة والاستفادة من قيمتها المضافة؟
ج٤- كثير من المشاريع الجيدة لاتجد طريقها للتنفيذ لمسببات عديدة منها ضعف الإعلام مما يحد من التواصل الاجتماعي الحاضن للمبادرة لذلك كان توقيت طرحها غاية في الأهمية ويصب في الهدف من تكريم المتفوقين الذين ( حتما ) يتطلعون إلى مواصلة التعليم الجامعي فكونت هذه المبادرة إرهاصة محفزة للطالب والمجتمع (الحضور) ونجاحها لاشك أنه يعتمد بعد الله على عطاء المجتمع المحب للخير والداعم للعلم وتجزئة الفئات تتيح لكل شخص العطاء في حدود إمكانيته ورغم أن هذا المجال يتطلب أموالا قد تتعدى إمكانية الجمعية ولكن في ظل دعم المجتمع وحماسته ستقلل من العجز المتوقع بإذن الله لذلك أدعو إلى تكثيف الحملات الإعلامية لهذه المبادرة كلما سنحت الفرصة وفي الأماكن التي يمكن الوصول لها.

س٥- ما هي الوسائل التي تضمن للمبادرة الحضور الدائم في أذهان ووجدان أبناء المجتمع وتساهم في استمرار نجاحها وتطويرها في السنوات القادمة؟

ج٥- من أهم الوسائل الإعلامية الشفافية عبر إبراز الأعداد الطلابية ومجالات التخصص أو في التعليم العام ومدى تقدمهم وإبراز المتفوقين والمتألقين إعلاميا كذلك بث رسائل الشكر لأسرة الطالب المتفوق وللداعمين كما يتطلب تكوين فريق متابعة للطلاب في مدارسهم وجامعاتهم لإشعار الطالب أنه محل اهتمام القائمين على المبادرة وأنه تحت نظر المجتمع وانعكاس سلوكه وتفوقه على استقطاب الدعم والإعلام عامل مهم في استمرارية المبادرة ولربما يتطلب الإقتراح في حالة العجز المادي الاستعانة بالبنوك عبر قروض طويلة الأجل يساهم الطالب في سدادها بعد تخرجه إذا أقتضت الضرورة.

س٦- كيف يتسنى لنا أفردا وأسرا أن ندعم هذه المبادرة؟

ج٦- من البوادر المشجعة على استمرار المبادرة احتضان الأسرة والمجتمع لها لكن يجب أن يواكب ذلك زخم اعلامي ودعم معنوي في كل مناسبات المجتمع العامة والمناسبات الخاصة والأسرة ركيزة المبادرة بتحفيز أبنائها على البذل والعطاء والمستفيدين بالحث على التفوق والمتابعة في مقابل ذلك يتم توجيه الفلاشات الإعلامية للتنويه بفاعليات الأسرة والإحصاءات والتشجيع على التفرغ للدراسة والتحصيل العلمي والأسرة ركن المجتمع الفعال ولو وجدت حصالة التوفير او تخصيص جزء من ميزانية الأسرة لدعم مسار المبادرة وديموميتها.

س٧- ما هي كلمتكم لادارة جمعية مضر الخيرية والمتطوعين بلجانها وبالخصوص القائمين على مبادرة كفالة طالب ؟

ج٧- كل الشكر لا يفي بحق القائمين على المبادرة وأنا لن أضيف جديدا حيث أشرت لمكانة طلبة العلوم ( العلماء ) في تنوير المجتمع ورفع المستوى العلمي والعملي للمجتمع والطريق طويل ويحتاج الى جهود جبارة والعمل شاق لكي تزرعون البذرة المختارة المميزة ليوم الحصد وقطف ثمار هذا الجيل مستقبلا المبادرة كالمعلم يعطي دون حدود ويغرس حب العلم في طالب اليوم ليراه غدا في مكان ما يخدم دينه ووطنه وأهله ومجتمعه. إنني أشد على أيدي القائمين على المبادرة لمواصلة جهودهم والعمل دون كلل أو ملل أو استعجال النتائج وأزف أجمل التهاني لكم كنخبة اختارها المجتمع نيابة عنه وتنميته البشرية. كل الشكر والتقدير لكم على هذه الجهود المميزة الجبارة وندعو الله العلي القدير أن يكلل مسعاكم بالنجاح وطريقكم بالسداد والتوفيق.

س٨- في نهاية الحوار معكم ماذا تتمنون من أهلنا في القديح حول المبادرة؟


ج٨- يقع على عاتق المجتمع احتضان ودعم استمرارية المبادرة وتنميتها لانها تمس عصب حياة المجتمع مستقبلا عبر الطاقة البشرية المؤهلة علميا وعمليا فمن منا لم يقف متأملا في الماضي القريب حين كنا نعد الحاصلين من أبناء القديح على الشهادة الإبتدائية كأرقام بسيطة جدا بينما نجد اليوم بفضل الله كما كبيرا وأعدادا كثيرة من أبنائنا وبناتنا في المجالات العلمية حملة الشهادات العليا والتخصصات النادرة وتفوق واختراعات ومهنيين محترفين مما غيَر نظرة الآخرين عن المجتمع القديحي الزراعي الى مجتمع علمي مثقف ورياضي ورفع اسم القديح والوطن في أرجاء المعمورة وعلينا كمجتمع مواصلة المشوار بوتيرة أسرع لدعم طلابنا وطالباتنا لرفد المجتمع بفئة مميزة ونكون عونا لجمعية مضر الخيرية ومساندة أعضاء المبادرة لتذليل الصعاب أمام الطلاب والطالبات وتشجيعهم على الجد والإجتهاد لتحقيق الأهداف الخيرة ونسأل الله التوفيق والسداد.

ترقبوا الحوار القادم مع المهندس احمد عبدالله المرزوق رئيس نادي مضر

 



... 

التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى