جمال الذكريات
19/01/2019

كم يبدو مؤلما أن تفقد قدرتك على كتابة ماتشعر به، وتراقب الأيام وترجو من الله أن يحدث لك أمراً يثير دهشتك ويجدد ذلك الشغف الذي أنطفئ لأنشغالك؛ وتمر الأيام ويأتي ذلك الحدث، وليته لم يأت، لأنه جاء كي أنعى فيه فقد عزيز غيبه الموت الذي لابد منه.

هكذا جرت سنة الخالق سبحانه أن تمر بنا لحظات نفقد فيها من لا نلتقي بهم مُجدداً، ليبقى في أعماقنا مجرد ذكريات مضت بجمالها.

الحكايات الجميلة تنتهي فجأة، فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ، لذلك الشخص الذي كانت ابتسامته وميض من نور، الراحل الذي ترك فجوة في قلوب محبيه صغاراً وكباراً، الراحل الذي كان يتسابق ليكون اول المهنئين بقدوم فجر جديد، الراحل الذي بعطفه غمر الجميع.

لماذا رحلت سريعاً وجمال الذكريات يجمعنا يا ابا أحمد؟ لماذا زرعت موسماً للحزن وأنت الذي كُنت تزرع عبر حياتك الممتده عبر هذه السنوات بساتين الفرح بتلك الأبتسامة.

هل كان الزائر الغريب على موعد معك ذاك المساء؟ لم تكن ملامح الإعياء بادية على محياك؛ أم كنت تكابر كعادتك؟

زائرك الغريب استعجل الحضور دون موعد وفجأة أختطفك من أحبائك، يا من شملت مزاياك الحب، الرحمة، التسامح، الأيثار بلا حدود، والتواضع.

أبا أحمد أنت المحبة الجميلة وضحكاتك هي موسيقى، لم تتوقف حتى قبل رحيلك، عندما قدمت ذاك المساء لتزف التهاني لأولائك الشبان بيوم زفافهم، كان حلمك قبل أسبوع ان نجتمع حولك ومن معنا على مائدة الغداء، وفي ذاك المساء غدا حلما.

معرفتي بك جعلتني أستوقف قليلاً لأتأمل جميل صنعك لم تكن تملك شيئاً غير أن حُسن أخلاقك، وكلماتك الطيبه المسبوقه بتلك الأبتسامة كانت رصيدا لا يستهان به.

عشت بسيطاً ورحلت بسيطاً، لاقيمة للمال لديك، فكُل مالديك لغيرك بتفاني وآيثار.

أوحدت أخاك، وشريكك بكل رحلاتك، انحنى ظهره برحيلك، فأصبح رجل المائة عام، اتكئ عليك فرحلت مخلفاً الوحدة له والخذلان.

أبا أحمد أنت لم ترحل، أنت باقٍ في قلوبنا نعم أيها الراحل.

حُزننا كان ثقيلاً، ولكن هذه إرادة الله ولا راد لقضائه

لك الرحمة ومثواك الجنة.

اللهم رضا بقضائك، لا معبود سواك، ولا نقول ما يغضب الرب، وإنا بفقدك يا أبا أحمد لمحزونون.

رحم الله (عبد المحسن السبع )

بقلم / نرجس حسين الجمعان
التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى