فن إدارة الأحلام .. الكاتبة ليلى الزاهر
28/02/2017
ليلى الزاهر 

في إحدى اللقاءات التي جمعتني بإحدى السيدات في أحد المعارض بجدة عرفت من بين السطور أثناء الحديث أن بعض من أحلامنا تموت وتُدفن في مهدها بينما البعض الآخر منها يُزهر وينمو ليطرح ثماره الشهية لأنه تعهدها بالرعاية والحماية . 


هذه السيدة عاشت حُلمها حقيقة ساطعة منذ صغرها وطوَّرته تِباعا لمراحل متعددة منذ ولادته إلى أن غدا يافعا ولن أقول أنه استقر بسلام بل ظل متناميا يلامس أعالي السماء فيسقط غيثا نافعا تتوالد معه ساعات من الفرح وإثبات الذات . 

هناك أحلام تعشق أصحابها ، تظل ملازمة لهم ، تبحر معهم بجسارة وتصارع المستحيل من أجلهم . هذه الأحلام تدفع بأصحابها إلى البزوغ وإن تعذَّر الضياء. 

وهناك أحلام ممنوعة ما أن تُبرِق حتى تتلاشى بعد إصابتها بأول وعكة لأن أصحابها لم يتقنوا فن إدارتها على النحو الصحيح . 

سأل الممكن المستحيل : أين تُقيم ؟ فأجابه : في أحلام العاجز ! إن العاجز لا يستطيع تحقيق أمنياته وهو يصرح دائما بحاجته إلى عصا سحرية تسانده وتفتح له مغاليق الأبواب الموصدة. 

لكننا لابد أن نفطن لأمور مهمة لتصبح أمنياتنا وأحلامنا ساحرة وساحبة ، سحر ينفذ لقلوبنا وينعشها ويسحب طاقاتنا المدفونة ويعيد برمجتها وظهورها الفتي من جديد . 

لابد لكل إنسان عاشق أن يصل لأول مراحل عشقه فإذا تسنى لك ذلك فاعلم أنك حققت أهدافك الصغيرة وجاء وقت تحفيزها لتصل للأهداف الكبيرة إذ أن تحقيق أيّ حلم لايكون إلا على مراحل متعددة والبداية هي محك الانطلاق ، وأنت في طريقك الجميل كلّما حققت جزءا من حلمك لاتبخل على نفسك بمكافأة أو هدية غير متكلفة وأطلق عليها مسمّى لكل مرحلة عمرية من مراحل عمر حلمك الافتراضي الذي وصلت إليه . وأثناء مرورك بتلك المراحل العمرية لحلمك تصفّح في حياة من حققوا أحلامهم واقتدِ بهم مبتعدا عن سارقي الأحلام ولا تنسَ أن تجعل عقلك اللاواعي يعيش حلمك حتى وإن ارتديت معطف طبيب عندما تحلم أن تكون طبيبا ،أو تقوم بدور المدير الفني بين أسرتك عندما تريد أن تكون مهندسا .  

تحدّى نفسك وابتعد عن المحبّطات وإن تعددت ، وابتسم للحياة وإن عبست ، وتعلّم العلم للمعرفة التامة حتى تصحبك الخبرة في جميع أمورك الحياتية وخاصة عندما تكون لديك مبادرات إيجابية تطوعية تخدم بها مجتمعك وتصقل ذاتك .

إن المعرفة هي سلاحك القوي الذي سوف يفتح لك أبوابا عديدة تدخل من أي باب تريد. فلاتقف عند حد معين ، وتعلّم ماحييت حتى وإن خالط علمك تعبك فلاشيء يتم بدون تعب إلا الفقر. 

أخيرا لابد أن تتعلم شيئا مهما أثناء رحلتك هذه وهي أن بعض الذكريات الفاشلة التي مررت بها سيئة جدا لدرجة أنك عندما تتذكرها تشعر بحبال لُفّت حول عنقك محاولة خنقك لذلك لاتسمح لها بالعودة مطلقا.


التعليقات 1
إضافة تعليق
مواضيع اخرى