بوح أبيض .. بقلم غالية المحروس
1/03/2017
غالية محروس المحروس

ذات مساء شاحب, لا أدري كلما أردت الكتابة يقشعر بدني وتلوذ الدمعة بأجفاني, أهو الإنتماء للقطيف الذي بين صدري! وكيف يمكن للمرء أن يهجر قلبا بادله الإنتماء, ولكن ليس محض صدفة أن اكتب اليوم, ذلك لأن الكتابة تشاركني كل لحظاتي إبتداء من كوب قهوتي إلى إغفاءة نحو حلم, حتى الكتابة إذا لم تأت مستفزة صوب المشاعر لا تصلح أن تكون أدبا, اكتفيت بشرب القهوة الصباحية أرتشفها على مهلي, بعد برهة أفتح كتابا أبحث فيه أو بين سطوره عن نفسي, أحاول محاصرة روحي بأسئلة تخترق صمتي وصدقي, لكن من لا يدرك أن بداخلي كل بياض الكون!! أتساءل: كيف أحاسب التملق ,الزيف, الكذب والجحود وكل ما هو مخبوء خلف الستار!! ماذا أفعل وأنا أتحلى بأسئلة بيضاء وأتعجب وأنا أطرحها على نفسي أول الفجر ونهاية المساء.

اعذروا تشاؤمي مع إني لا زلت احتضن الحلم الوردي بقلبي, لعلني تذكرت سؤالا قد تم طرحه على رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير: ما هو أسوء يوم في حياتك؟ فأجابت هو اليوم الذي يولد فيه طفل عربي, وأنا المح بخار قهوتي وكأنها غيوم الصيف ولكنها ذات الشمس التي عادت, وإن تلكأت في العودة فهي قادمة بالفرج بالأمل بكل ما هو خير لنا, وسيبقى لون القطيف الأبيض يخترق السواد, ولكن أجنحة أحلامي أوقعتني في إكليل من الورد.

ننشغل أحيانا بالتفكير بأعزاء مروا في حياتنا وهم يعنون لنا الكثير, وحتى في الرحيل يبقى لهم نفس الحظوة في قلوبنا دون أن ننتبه لذلك, اعذروني لقد غرقت في بحور المشاعر الصادقة العميقة هنا, أتذكر عندما كنت أزور أخي السعيد المرحوم بدار الإيواء بجمعية سيهات الخيرية هناك, أجد البعض منهم يشرق بالابتسامة للحياة رغم إعاقته الشديدة, أخجل من نفسي التي أرهقها أحيانا بالمشاعر الغير مجدية وهذا من ألهمني بتساؤلي عن الجدوى ولكن تختلط الصور لحظة الكتابة وتفقدني بعض الألوان حينها لا استطيع أن أتوقف عن البوح, أدرك تماما إن مناخ النص متحرك وفيه إسقاطات لماحة وكأنها تتنبأ بالسر في تفاؤل مباغت لي ، ولكن ترى كم مرة خذلتنا الذكريات قد أصمت وأقول إنها الأقدار وبعدها لي تساؤل: هل سنحلم بفجر لا يعرف غير لغة الطهر والسلام؟ وهل حقا هناك من يتوق لقراءة هذا البوح الأبيض!!!! 

التعليقات 1
إضافة تعليق
مواضيع اخرى