اختلف الزمان والقصة واحدة ...مها خالد البصري
19/03/2019
بقلم الطالبة: مها خالد البصري

إشراف المعلمة: ازدهار الهلال


اختلف الزمان والقصة واحدة 
أبى الزمان أن يجمعهما فألَبهما الموت مفرقاً إياهما ساحراً قلوب السامعين بهاتين القصتين اللتين ما بقيَ عاقلٌ إلا وعرفهما لأديبين مختلفين بالزمان والمكان فروميو وجولييت لشكسبير كانت بين الحفلات والمناسبات أما قيس وليلى لأحمد شوقي الذي يؤمن بحقيقة وجودهما فهي كانت بين صحارٍ ورمال في خيام. اختلفت الأماكن واختلفت الأزمنة ولكن جمع بين البطلين قصة حب أسرت قلوب المشاهدين. فما الذي استوحاه أحمد شوقي في مجنون ليلى من قصة روميو وجولييت.
علق قيس وليلى بمعاناة العادات التي كانت لديهم بحيث لا يتزوج محبوب تغزل شعراً في محبوبته أما روميو وجولييت فضاعا في الخلاف الذي بين عائلتيهما.
تتشابه وتختلف القصتان لكن قصة مجنون ليلى قد أُختلف في القصة فكانت هناك روايتان:
1. الرواية الأولى: تقدم قيس لخطبة ليلى ولكنها ترفضه عناداً لقلبها وتوافق على الزواج بوَرد لكنها سرعان ما تندم وتموت.
2. الرواية الثانية: يتقدمُ قيس لخطبة ليلى ولكن والدها يجبرها على الزواج بوَرد لعدة أسباب منها العادات المتوارثة لديهم.
أما بالنسبة للتشابه بين قصة مجنون ليلى وروميو وجولييت مقارنة بالرواية الثانية فهو:
o موت ليلى بسبب زواجٍ لم تعشق من تزوجته فيه فما كان من قيسٍ إلا مات حزناً على قبرها.
o موت روميو منتحراً بالسم عند قبر جولييت بعدما ظنها ميتة ولكنها تستيقظ وروميو ميت بجانبها فما كان منها إحتمال ذلك فسحبت خنجره قاتلة نفسها به.
تختلف المقولات ما بين شاعرٍ ومحب فقد قال:
قيس في الغزل:
فيا ليتَ هذا الحب يعشقُ مرةً فيعلم ما يلقى المحب من الهجر
وروميو في الحب:
من لم يذق مرارة الجراح يسهل عليه السخرية من الندوب.
سالت الدموع إثرَ موت هؤلاء لكنها لم تأبه للأمر قبل مماتهم فشجار بين عائلتين أدى إلى موت روميو وجولييت. وعادات واختلافات لم تسمح لقيس بالزواج من ليلى وأدى إلى الموت الذي جمع بين القصتين الذي استلهمه أحمد شوقي من موت روميو وجولييت في سبيل حبهما.
تظهر القصتان التمسك بالتقاليد والفرقة التي كانت منتشرة بين مجتمعين مختلفين, فلو لم يكن هنالك شجار بين عائلتي روميو وجولييت وكانت الألفة بديلاً عنه لما حصل لروميو وجولييت ذلك.
ولو لم يتمسك ولد ليلى بتلك العادات ولم يلقِ بالاً لما كان من خصومة وخلاف بين القبيلتين لما تألم قلبُ قيسٍ لموت ليلى ولما توجعَ الأب نفسه لفراق ابنته.
أجد أن كل ذلك مما أمرني به ديني مبتعدة عن الخلاف متبعةً ما أمرني به من قيم وخصال عليً الاتصاف بها.




التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى