عالم الغوص والبيئة البحرية في متوسطة عطاء بين أبي رباح
6/11/2019



سمير آل ربح

حلَّ الكابتن حسين بن أحمد العباس مدرب مدربي الغوص ضيفًا في مدرسة عطاء بن أبي رباح المتوسطة بالقطيف يوم الثلاثاء 9 ربيع الأول 1441هـ؛ ليقدِّم لطلابها برنامجًا مميزًا عن الغوص: معداته وأنواعه وعن البيئة البحرية مبتدئًا بمعدات الغوص التي تتكون من: أسطوانة مملوءة بالهواء سعتها 12 لترًا (أو أكثر أو أقل) من الهواء المضغوط يكفي لمدة تتراوح بين 45 – 60 دقيقة حسب عمق المياه ومنظم يتصل بالأسطوانة وهو الذي يجعل الغوَّاص يتنفس داخل الماء وهناك منظم آخر احتياط يُستخدم فيما لو حدث عطل للمنظم الأساس أو لإنقاذ غواص آخر بحاجة إلى التنفس وعدَّادان: أحدهما يحسب مقدار الهواء المتبقي في الأسطوانة وآخر لبيان عمق البحر الذي وصل إليه الغوَّاص علمًا بأن العمق المسموح بالوصول إليه في الحالات العادية هو 30 مترًا.

وأوضح أن من معدات الغوص زعانف تساعد الغوَّاص على الحركة تحت الماء مستعينًا بهذه الزعانف وكذلك هناك نظارة مقفلة مع الأنف؛ لكيلا يتسرب الماء إلى داخل الجسم. أما بدلة الغوَّاص فمنها السميكة ومنها الجافة التي تمنع وصول الماء ومن المعدات السنوركر وهو يستعمل للغوص على سطح البحر. أما الحذاء فليس من المعدات الضرورية فقد يُحتاج إليه في البيئة المليئة بالصخور وبالشعب المرجانية وقد لا يُحتاج إليه في البيئة الرملية ومن أهم المعدات هو حزام الأوزان وهو الذي يساعد الغوَّاص على النزول ويشكل 10% من وزن الغوَّاص وإذا ما تعرض للخطر بسبب ما (كنفاذ الهواء من الأسطوانة) فإنه كل ما عليه أن يفتح هذا الحزام من خصره ليطفو (الغوَّاص) تلقائيًا على الماء ومن دون جهد يُذكر لتزول لحظة الخطر.

واستطرد المحاضر في بيان أنواع الغوص؛ فمنه الترفيهي الذي يهدف إلى التقاط الصور وإلى الاستمتاع بروعة الطبيعة ويفيد في حالات الاسترخاء والتأمل واستكشاف الطبيعة وإشباع روح المغامرة ومنه التجاري للشركات الذي يهدف إلى صيانة السفن والموانئ وهو بحاجة إلى دورات احترافية متوفرة في بعض البلاد ومنه الغوص التقني الذي يُعنى بغوص الأعماق وهو بحاجة إلى معدات خاصة ومنه الغوص الحر وهو الذي يكون من دون معدات معتمدًا على طول النَّفَس وكذلك هناك الغوص الليلي وغوص الكهوف وغير ذلك.

وتوقف عند المسابقات التي تُجرى بين الغوَّاصين؛ فمنها مسابقة كتم النَّفَس ومسابقة مقدار العمق الذي يصل إليه المتسابقون كل ذلك مع أخذ الاحتياطات والتحقق من إجراءات الأمن والسلامة.

وذكر المدرِّب أن المملكة في ساحلها الغربي تحتضن أفضل بيئة غوص في العالم وهو البحر الأحمر وأمنية غواصي العالم أن يغوصوا في هذه البيئة؛ لما تحتويه من شعب مرجانية وكائنات بحرية وتهدف رؤية 2030 فيما تهدف إليه اتساع رقعة السياحة في أرجاء الوطن بأنواعها ومنها الغوص بمستواه الترفيهي وفق الضوابط التي تحددها الجهات ذات العلاقة.

وبيَّن العباس بأن هناك لغة إشارة خاصة بين الغوَّاصين تسهل عليهم عملية التواصل وهم في عمق المياه.

من جهته أكَّد كبير الغوَّاصين حسن الشبيني على أهمية الحفاظ على البيئة البحرية؛ فهي مسؤولية دينية واجتماعية ووطنية ودعا إلى أهمية توعية المواطنين عامة والناشئة منهم على وجه الخصوص بهذا الأمر الجسيم وذكر أن من المهام التي يقومون بها بشكل دوري هو انتشال النفايات المختلفة من البحر ولا يدرك خطورتها إلا من رآها رأي العين نافيًا ما في الأذهان من أنها تتحلل بمرور الزمن؛ فالعبوات البلاستيكية مثلًا تبقى على حالتها عشرات بل مئات السنوات والزُّجاج لا يتحلل نهائيًا ثم عُرض فيلم توعوي يحث المواطنين على المساهمة في التنظيف البيئة البحرية.

يُذكر أن الكابتن حسين العباس من مدينة سيهات في المنطقة الشرقية بدأ الغوص الترفيهي عام ٢٠٠٥ بدورة للمبتدئين في الخبر والتحق بدورات متعددة بين شرم الشيخ وجدة حتى أصبح مدربًا للغوص في ٢٠٠٩ وفي ٢٠١٤ افتتح مركز غواصين سيهات وتفرغ للعمل فيه وإدارته وفي ٢٠١٥ تم تسجيل واعتماد مركز غواصين سيهات في اتحاد مدربي الغوص المحترفين (بادي PADI) باعتباره مركزًا ذي خمس نجوم حسب تصنيف الاتحاد وفي 2016حصل على مستوى مدرب مدربين من جمهورية الدومينيكان وهو أول مدرب يصل إلى هذه المرتبة في المنطقة الشرقية. حسب سجلاته درَّب العباس ما يقارب ١٠٠٠ غواص وغواصة بمختلف المستويات.

وفي أخير البرنامج أثنى رائد النشاط في المدرسة على هذه المحاضرة التفاعلية الذي مزجت بين النظري والتطبيقي ممثلًا في لبس بعض الطلاب المتدربين معدات الغوص داعيًا أبناءه الطلاب بالانخراط في دورات تعلم الغوص على يد مدربين معتمدين بعد مراجعة أولياء أمورهم ثم سلَّم قائد المدرسة زكريا بن محمد آل عيسى شهادة تقدير شاكرًا هذه الجهود الكبيرة التي تُبذل من أجل توعية الطلاب وصقل مهاراتهم الحياتية.
 

التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى