متى يبدأ طفلي بالمذاكرة وحده؟
11/11/2019

مع دخول الموسم الدراسي تحمل كل أم هم المذاكرة لأطفالها وعندما يكون الطفل عنيدًا ولا يستجيب لما تطلبه الأم منه تصبح المهمة أكثر صعوبة وتبدأ الأم بالتساؤل متى يبدأ طفلي المذاكرة وحده؟ والحقيقة أن مذاكرة الطفل بمفرده من سن صغيرة تعد من الأمور الصحية التي تساعد الطفل على محاولة فهم المواد الدراسية بمفرده والاعتماد على نفسه ما يجعله قادرًا على تحمل المسؤولية في المستقبل. 

على عكس الطفل الذي يعتاد على وجود الأم دائمًا لتساعده في أداء الفروض المدرسية والاستذكار ولا يستطيع المذاكرة بمفرده أبدًا حتى عندما يتقدم في السنوات الدراسية وفي هذا المقال سنخبركِ عزيزتي عن التوقيت المناسب الذي يستطيع طفلك بدء المذاكرة فيه بمفرده وكيف تشجعينه على ذلك. 

 متى يبدأ طفلي المذاكرة وحده؟ يشكو كثير من الأمهات من رفض الطفل المذاكرة بمفرده أو حتى كتابة الفروض المدرسية إذا لم تجلس جواره وتساعده في كتابتها وهو من الأمور المرهقة للأم خاصةً إن كانت عاملة والغريب في الأمر أن بعض الأطفال يستطيعون بالفعل الاستذكار بمفردهم وكتابة الواجبات دون مساعدة ولكنهم يرفضون تأديتها إلا في وجود الأم وهو نتيجة خطأ يقع فيه معظم الأمهات عندما يعودن أطفالهن على المذاكرة لهم والاعتماد عليهن في كل شيء يخص الدراسة وغيرها. 

والجدير بالذكر أن ترك الأطفال يذاكرون بمفردهم من الأشياء التي تعلم الطفل تحمل المسؤولية والاعتماد على النفس وبالطبع لا نقصد أن تترك الأم طفلها تمامًا دون متابعة ولكن المقصود هو ترك الطفل ليذاكر بمفرده مع متابعته من وقت لآخر ومساعدته في الأجزاء التي يصعب عليه فهمها أو حلها بمفرده. 

ويشير أخصائيو التربية إلى أنه لا يوجد سن محددة لتعويد الطفل على المذاكرة بمفرده فالأمر يتوقف على قدرات الطفل ولكن بصفة عامة يُنصح بمتابعة الطفل في المرحلة الأساسية للتعليم ومساعدته في المذاكرة وأداء الواجبات المدرسية.

 ومع نهاية المرحلة الأساسية أي من عمر عشر سنوات تقريبًا على الطفل الاعتماد على نفسه في المذاكرة بصورة كلية والاستعانة بالأم فقط في الأجزاء التي يصعب عليه فهمها بمفرده فيمكنكِ البدء بتعويد الطفل على المذاكرة بمفرده كليًا بدايةً من المرحلة الإعدادية حيث يصبح الطفل بالغًا بالقدر الذي يستطيع فيه المذاكرة والبحث عن الحلول والإجابات بمفرده دون مساعدة أحد وتؤكد الدراسات أن الطفل الذي يعتمد على نفسه في المذاكرة يؤدي أفضل من الطفل الذي يعتمد على الأم في المذاكرة. 

اعتماد الطالب على نفسه لا يقتصر الأمر على أداء الفروض المدرسية فقط فتعويد الطفل على المذاكرة يحتاج لعدة خطوات سنذكرها لكِ عزيزتي فيما يلي: 

منذ بداية دخول الطفل المدرسة عوديه على ترتيب مكتبه بمفرده وتقسيم الكتب والأدوات المدرسية بطريقة تسهّل عليه إيجاد ما يبحث عنه. عوّدي الطفل على ترتيب حقيبة المدرسة بحسب جدوله اليومي.

 امنحي طفلك الثقة التي يحتاجها فربما يرفض الاستذكار وحل الواجبات بمفرده خوفًا من الخطأ لذا شجعيه دائمًا على المذاكرة ولا تنتقديه كلما أخطأ وحاولي سؤاله من وقت لآخر إذا ما كان يحتاج المساعدة.

 اجعلي طفلك يشاركك في عمل جدول للمذاكرة يتضمن وقتًا لأداء الفروض المدرسية اليومية ووقتًا لمراجعة الدروس القديمة ووقتًا للترفيه واطلبي منه أن يقسم الجدول على طريقته حتى يلتزم به ولا يشعر أنه أمر مفروض عليه على أن يراعي الجدول المدرسي حتى يستطيع مذاكرة المواد بالتزامن مع المدرسة. 

حاولي دائمًا توفير الأشياء التي يحتاجها الطفل بجانبه فمن أهم وسائل الهروب من المذاكرة هي قيام الطفل عدة مرات لشرب الماء أو لتناول وجبة خفيفة أو للبحث عن قلم أو أوراق لذا وفري له كل ما يحتاجه على المكتب. 

احرصي على أن تكون الإضاءة في الغرفة مناسبة لتساعده على رؤية واضحة ولا ترهق عينيه ويمكنكِ استخدام مصباح المكتب إذا كانت إضاءة الغرفة ضعيفة.

 تابعي طفلك من وقت لآخر فترك الطفل للاستذكار بمفرده لا يعني تركه تمامًا ولكن يحتاج طفلكِ المتابعة والإشراف والدعم النفسي والتشجيع خاصةً في فترات الامتحانات. 

علمي طفلك الاستعانة بالإنترنت للبحث عن الأشياء التي يصعب عليه فهمها فالبحث يساعد على حفظ المعلومات جيدًا وإذا لم يجد ما يبحث عنه فيمكنكِ بعدها مساعدته. 

لا تجبري طفلك على المذاكرة بطرق غير تربوية كالصراخ أو عقابه كلما رفض المذاكرة وخاصةً مع الأطفال صغار السن واشرحي لصغيرك أهمية المذاكرة وكيف أنها السبيل لتحقيق حلمه في المستقبل وأنه لن يستطيع أن يصبح كما يريد إلا باجتياز دراسته. 

احرصي على منح الطفل فترات للراحة فامنحيه عشر دقائق كل ساعة ليريح عينيه ويتحرك قليلًا أو يشاهد فيديوهات قصيرة أو يتحدث معكِ واحرصي ألا تطول المدة عن عشر دقائق حتى لا يشعر بالكسل والفتور من المذاكرة. 

اجعلي طفلك محبًا للاستكشاف واشرحي له كيف أن هناك شغفًا خاصًا للمعرفة والتعلم وأن استكشاف أشياء جديدة وحل المسائل واكتساب معلومات هو الغرض الأساسي من المذاكرة وليس تحصيل الدرجات. 

حاولي تشجيع الطفل ببعض الهدايا البسيطة كالأقلام الملونة والملصقات أو الألعاب عندما ينجز فروضه وبالطبع لا تفعلي هذا على الدوام حتى لا تصبح المذاكرة مشروطة بالهدايا. 

ابحثي عن طرق مرحة تحفز الطفل على المذاكرة مثل استخدام المجسمات وعمل الأنشطة التي تجعل الطفل قادرًا على تخيل ما يذاكره ويمكنكِ استخدام أفلام وثائقية عن الأشياء التي يدرسها الطفل لشرح المعلومة ولكن بطريقة تجذبه للتعلم. 

كيف أساعد ابني على التركيز فى المذاكرة؟ مشكلة انعدام التركيز هي واحدة من الأسباب الرئيسية التي تجعل الأم تحرص على المذاكرة مع الطفل وعدم تركه بمفرده فتفعل هذا خوفًا من تشتت تركيزه.

 والطفل الذي لا يستطيع التركيز حتى مع وجود الأم لا يمكنه إنجاز المهام المحددة له في وقتها ويحتاج وقت طويل لتأدية فروضه ومراجعة دروسه لذا سنخبركِ عزيزتي فيما يلي ببعض النصائح لتساعد طفلك على التركيز في أثناء المذاكرة بمفرده.

 وضع جدول أو روتين للمذاكرة: فوضع جدول سيشعر الطفل بأهمية إنجاز ما عليه ويساعده على تنظيم أموره ويفضل عمل جدول أسبوعي يتم تقسيمه بحسب جدول المدرسة وجدول يومي يتضمن كل ما يخص الأنشطة اليومية للطفل من وقت المذاكرة ووقت الترفيه ووقت التمرين حتى يستطيع الطفل تقدير قيمة الوقت ومحاولة التركيز في فروضه لينجزها في الوقت المحدد. 

تخصيص فترات للاستراحة: الطفل المشتت بصفة خاصة يحتاج لفترات استراحة ليستعيد نشاطه ويصفي ذهنه فحاولي جعل الطفل يستريح لمدة عشر دقائق كل ساعة ويمارس بعض التمارين الرياضية أو يتناول مشروبًا منعشًا أو يجلس في الشرفة قليلًا ثم يعود ليكمل مذاكرته.

 التخلص من المشتتات: أغلقي الهاتف والتلفزيون والحاسوب قبل البدء بالمذاكرة فإنها من أهم الأسباب لتشتت الطفل وعدم تركيزه.

 كتابة قائمة بالمهام الأسبوعية التي يحتاج الطفل أن ينجزها طوال الأسبوع: واجعليه يحذف كل مهمة ينتهي منها فهذا الأمر يشجعه على إنجاز ما عليه. النوم لفترة كافية: احرصي على أن يحصل الطفل على قدر كافٍ من النوم فالسهر والنوم المتقطع يجعل الطفل مشتتًا وغير قادر على المذاكرة أو التركيز في أثناء اليوم الدراسي.

 اختيار ألعاب تساعد على التركيز: اختاري لطفلكِ الألعاب التي تساعد على التركيز مثل البازل ولعبة تكوين الكلمات والألغاز فجميعها تساعد على جذب انتباه الطفل وزيادة قوة تركيزه.

 توفير الهدوء: الطفل سريع التشتت لا يستطيع التركيز مع الضوضاء سواء الآتية من التلفزيون أو صياح أشقائه لذا وفري لطفلكِ مكانًا مغلقًا يمكنه المذاكرة فيه واحرصي على توفير أجواء هادئة له.

 في النهاية إذا كنتِ تتساءلين عزيزتي متى يبدأ طفلي المذاكرة وحده؟ فكما أجبنا عليكِ في هذا المقال أن الأمر لا يمكن تحديده بسن معينة فقدرات كل طفل تختلف عن الآخر ولكن يفضل تعويد الطفل على المذاكرة بمفرده بداية من انتهاء المرحلة الأساسية والاكتفاء بمتابعته والإشراف عليه عن بُعد.


...

 

التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى