ومن حزن ومن قهر فررت إلى بحر وكما يونس ركبت سفينة عزلتي وفيها طالت وازدادت غربتي وفي ظلمات كماعانى يونس منهن ظلمة ليل وظلمة قاع البحر وظلمة بطن الحوت تخبطت وزادت حيرتي وجلست قابعا على فوهة حفرة بركان اترقب اشتعاله كل حين ولكن في لحظة تداركتني رحمات خالقي جرت آيات على لساني فقلت (استغفرواربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا) وخاطبت النفس أليست محنة يونس قد أصبح فيها بيأس قد دخل قلبه من قومه إذ لم يهتدوا ولن يهتدوا وظن ان ذالگ الحال أبدي ففر من الساحة قبل أن يأذن الله له وظن انه لن يعاتب ان الله لن يضيق عليه و بقي ينادي ويناجي (لا إله إلا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين)
تجاوز يونس محنته بتسبيحة بقيت شعاعا ومنارا للحائرين عندها تأملت وقست آلامي فهي ليست بذي بال مع ألم انسان آخر ففزعت إلى قوله (وأفوض أمري ألى الله إن الله بصير بالعباد) والتجأت لخالقي ان يخلصني من تبعات زللي وان يدفعني ان أتجاوز ماابتليت به وان يخرجي من ظلمات ورددت( لااله الاانت سبحانك اني كنت من الظالمين) فرجعت الي بصيرتي ومسكت بزمام نفسي وأخذت بما استطيع فعله فإن أثرت أو لم يتأثر من حولي بذالگ فذلك بقدر وقضاء من خالقي اللهم اعمر قلوبنا بطاعتك.
