انسكابة قهوة..بقلم غالية المحروس
16/03/2017
غالية محروس المحروس

كنت مترددة في بداية مقالي هذا هل أكون مباشرة في الطرح وألقي فكرة المقال بلا مقدمة أو أن استجيب لرعشة القلب عندما أكتب, نعم يرتعش قلبي؛ فبيني وبين الكتابة ليل شجون ولحظات أنس, فمهلاً أعزائي, فكلمات الليل الناعسة التي تصل القراء كأنها بلسم تتطاير منه أحزان العمر.

هذا أنا من أول نص حتى آخر نص, وهنا سأحاول أن أصل إلى عتبة نصي هذا, يكفيك من النص عنوانه هذا الذي يقف في وجه القارئ صادقا وجريئا, ولكنه يشي بالعناد والكبرياء كالمرايا الصقيلة تعكس ملامح النص بكل سطوره,هي انسكابة أي ومضة من سطر واحد متسائلة نفسي كيف سأكتب النص المفتوح, ولعل كل ما أكتبه أيضا استثنائي, وقد يعجبك الجانب الغامض في النص.

نهضتُ من السرير فجرا ودخلت المطبخ و أعددت قهوتي, كانت اللحظات التي تصل الليل بالنهار طويلة ومعتمة, ولو كان بمقدوري البكاء لكان الحال أخفّ, لكن على أي شيء سأبكي؟ على من؟ أبكي على نفسي؟ لقد بالغت في التركيز على النفس ولذا لن أبك على أحد سوى من يستحق دموعي, وأنا لست عجوزا جدا هذا ما يبدو لي, أيا ً كان التناقض في مبادئنا في حال وجوده وأنا أشك بوجوده عند البعض القواسم المشتركة بيننا أكثر بكثير من محطات التناقض من هذه القواسم مثلا وليس حصرا : حبنا لكل أطفال العالم تضامننا مع كل الجياع والفقراء والمظلومين سعادتنا برؤية الورود والعصافير كراهيتنا المقدسة للظلم والتعسف والإرهاب وغيرها الكثير جدا, وثمة قاسم مشترك هو الأهم : حبنا اللا محدود لأوطاننا وأراضينا وأبناء شعبنا, فإذا نحن ملتقون ولا ثمة تناقض بين مبادئنا وقيمنا وأخلاقنا ومشاعرنا.

عندما أدخل في موضوع الخطايا بخطوطها الحمراء ونحن نعيش في مجتمع مسلم شرقي محافظ, سأجد نفسي حرة وجريئة, لكن مع بعض التحفظ ليس خوفا, وإنما لأمارس مع نفسي أخلاقي ومبادئي التي تناسبني وتشبهني بسموها, مَن منا بدونِ خطيئة؟ هل الخطيئة أن أصرخ في وجه الظّلمِ والنفاق أم الخطيئةُ أن أحلمَ بأنَّني سوفَ أطال النّجوم وأنا لا زلت على الأرض وهل الخطيئةُ أن أقول لا دون مجاملة والناس لا ترغب من لا يتفق معها أحد, أم إن الخطيئةُ أنْ تَحتال على اللحظات الرائعة التي تستحقها؟ وهل الخطيئة أنْ أذهب إلى هنا وهناك وأعودَ ثانية لأنّني لَم أجد نفسي!!!.

قرأت يوما أن إحدى المؤسسات الغربية أعدت استطلاعا عن معنى الحب من خلال توجيه السؤال إلى مجموعة كبيرة من الأطفال, سأحاول أن أنقل لك جواب الطفلة بيلي وعمرها 4 سنوات الحب هو : عندما يحبك شخص ما فإنك تشعر بأنه ينطق اسمك بشكل مختلف, عن ما ينطقه بقية الناس إنك تشعر بأن اسمك بأمان في فمه, دعني أسألك أيها القارئ الكريم : أيهما أكثر رجاحة عقل وبياض قلب هذه الطفلة البريئة أم المتصابي الذي بلغ من العمر عتيا, ولا يخجل من إرسال رسائل بأسماء مستعارة, أو بدون أسماء ليزعج هذه السيدة المحترمة أو تلك الفتاة العفيفة ؟ والقارئ يستشف ما أصبوا إليه.

لا زلت أحتفظ في فنجاني ببقايا قهوتي, حيث لقهوة الصباح حكايات.

التعليقات 1
إضافة تعليق
مواضيع اخرى