أصوات همهمة غامضة تكشف ولادة نادرة لبركان
12/01/2020


التقط علماء سلسلة من أصوات الهمهمة الزلزالية في مناطق مختلفة من العالم وتعقبوها ليجدوا أن لها علاقة بميلاد بركان تحت سطح البحر وبذلك توصل العلماء إلى تفسير للغموض الذي حيّر المجتمع العلمي الأكاديمي طوال شهور.


ففي 11 نوفمبر 2018 تم تسجيل سلسلة من أكثر من 400 نبضة غريبة استمرت على مدى 40 دقيقة بالقرب من شاطئ جزيرة مايوت بين مدغشقر وموزمبيق في المحيط الهندي.

ورغم أن أحدا لم يشعر بهذه النبضات أو الاهتزازات فقد زرع العلماء مجسات في العديد من دول شرق أفريقيا قبل أن تتكرر هذه النبضات في مواقع مختلفة من العالم مثل تشيلي وهاواي وكندا وعلى بعد حوالي 18 ألف كيلومتر في نيوزيلندا.

وأبدى العلماء اهتمامهم بهيكلية الأشكال الموجية بطيئة الحركة ومنخفضة التردد المرتبطة بهذه الاهتزازات والتي تترافق في العادة مع الزلازل الكبيرة التي تعد أكثر فوضوية وهو ما زاد من حيرة العلماء ودفعهم لبذل مزيد الجهد لمعرفة ماهيتها.

وعند البحث عن مصدر النبضات قام فريق من علماء الجيولوجيا في ألمانيا بإعادة بناء عملية انهيار ما يعتقد أنه أحد أكبر خزانات الصهر في طبقة الوشاح العلوي للأرض.

ووقع الانهيار جراء ولادة بركان ضخم في قعر البحر الأمر الذي يقول فريق العلماء إنها المرة الأولى التي يلاحظون فيها مثل هذا الحدث.

واكتشف العلماء أن البركان بدأ بالتكون قبل اكتشاف الهمهمة الزلزالية وصولا إلى آلاف الهزات التكتونية بما فيها هزة بقوة 5.8 درجة قرب جزيرة مايوت وهي منطقة خلت من النشاط الزلزالي قبل نحو 4000 سنة ثم جاءت النبضات الغامضة.

ووفقا لحسابات العلماء الحالية فإنه مع بدء هذه النبضات بدأت جزيرة مايوت التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 250 ألف نسمة في الغرق والتحرك شرقا حيث تحركت بما يقرب من 20 سنتيمترا حتى الآن.

وفي خضم العديد من الاقتراحات الخيالية حول السبب وراء ذلك بدأت فكرة أن النبضات يمكن أن تكون مرتبطة بالنشاط البركاني وتكتسب قوة وزخما.

وفي مايو 2019 اكتشفت مجموعة من الباحثين الفرنسيين وجود بركان جديد تحت الماء بالقرب من جزيرة مايوت.

وهذا الأسبوع نشر فريق من جامعة بوتسدام تقريرا في مجلة نيتشر جيوساينس قدموا فيه صورة تفصيلية مدتها عام واحد لعملية الصهارة النادرة المسؤولة عن هذه الأحداث وقاموا بتجميع الملاحظات التي أدلى بها الجيولوجيون من جميع أنحاء العالم لإعادة بناء ما حدث بدقة ولاحظوا لأول مرة على الإطلاق العمليات التي تحدث في طبقة الوشاح العليا من الأرض قبل تكوين البركان الضخم تحت الماء.

ووفقا للباحث الرئيسي سيمون تشيسكا فقد تم تحديد مرحلتين رئيسيتين في واحد من أكبر الانفجارات البركانية تحت البحار .

وبدأت سلسلة الأحداث بتفجر الصهارة من أحد أعمق الخزانات البركانية المعروفة في الوشاح العلوي الذي يمتد أكثر من 30 كيلومترا تحت سطح الأرض.

وقالت المؤلفة المشاركة في التقرير إليونورا ريفالتا لصحيفة واشنطن بوست : إن جيب الصهارة بلغ حد الانفجار. وبمجرد نشوء ممر إلى السطح بدأت الصهارة في التدفق وتكوّن البركان

...
 

التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى