تراطم الوجدان للطلاب بفقد المعلم ابوجواد الجارودي
15/01/2020



د.نادر الخاطر

صباح يوم الثلاثاء الرابع عشر من عام ٢٠٢٠ لشهر يناير الموت يخطف المعلم الشاب محمد جعفر الجارودي ( ابو جواد ) مما سبب في تحريك الدموع الراكدة في انهار العيون للطلاب وجعل الاحزان تتلاطم داخل وجدان الطلاب اجبرت أن ابحث وأفتش في بحار اللغة على كلمات حتى تمسح الدموع و توقف تراطم الامواج على رحيل معلمهم.

فالمعلم هو من يصنع حضارات الأمم ويرتقي بها و يطور الحداثة إلى أجيال المستقبل و المعلم نبراس الحياة و ينابيع المعرفة في الإيثار والعطاء الله سبحانه وتعالى خص المعلمين في كتابه الكريم بقوله (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) [فاطر:28] حيث مهنة التعليم من اسمى مهن الإنسانية فالتعليم مهنة افضل الخلق و المرسلين كذلك التعليم من اشرف المهن كما قال شوقي:

قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا
كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا
أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي
يبني وينشئُ أنفـساً وعقولا

فلو تخيرنا معلماً في العطاء و الإيثار لإخترنا احد النماذج من ضمنهم ابوجواد الجارودي حيث كان يرسم الإبتسامة على وجه الطلاب بعض الطلاب أثناء مراسيم العزاء يصرحون بأن المعلم ابوجواد يدرسهم في الثانوية بالربيعية من علم طبقات الأرض ( الجيولوجيا ) حيث كان أسلوب تدريسه يمتازفي الوضوح و السهوله كأنه قيثار يعزف في مسامعهم من التشويق في العلوم المعرفية أما عن علاقته الإجتماعية فتجمعني معه عدة زوايا و من ضمنها زاوية خدمته في مأتم الإمام الحسين (ع) في كل مناسبة دينية اجتمع معه في مأتم ابن عمه (محمد احمد الجارودي) مأتم ضامن الجنة وله عطاء ليس منقوصاً من الإشراف و الإدارة في المأتم.

تميز الشاب المعلم ابوجواد بالكرم و المواقف الإجتماعية و كان مدمناً في الإبتسامة الجميلة و تلطيف الأجواء لمن حوله حيث كان يحمل من الأخلاق المحمدية و الطلعة اليوسفية فالسعادة لهذا الشاب الذي رحل عنا وترك كنزاً مخلداً من الجمال الروحي.
 

التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى