عدو غير مرئي ......فتحية القطري
14/03/2020

عدو غير مرئي

عدو لانراه بالعين المجردة يطوف القارات يضرب دولا فيها ويتخطى أخرى إلى أن صنفته منظمة الصحة العالمية وباء عالميا .

إليكم مقتطفات من رسالة بعث بها طبيب إيطالي يعمل على الخط الأمامي للمواجهة التي تخوضها إيطاليا ضد فيروس كورونا المستجد .
يخاطب فيها الناس راجيًا أن تنتشر رسالته :
( عندما ترى الشباب في وحدة العناية المركزة ... فإن الوهم الذي يحمي سن الشباب من الخطر يتلاشى .
لم يعد هناك تمييز بين جراحين أو أطباء مسالك أو اختصاصي جراحة العظام بل أصبحنا فجأة جميعنا جزءا من فريق واحد نعمل معا لمواجهة هذا التسونامي الذي طغى علينا .
هل الذعر حقا هو أسوأ من الإهمال واللا مبالاة في أثناء تفشي وباء من هذا النوع ؟ عندما لاتصل الرسالة إلى الناس عن خطورة ما يحدث أصاب بقشعريرة !
لم تعد هناك أوقات دوام ولا ساعات عمل محددة .
الحياة الاجتماعية معلقة بالنسبة إلينا حتى إشعار آخر لم نعد نلتقي عائلاتنا خوفا من نقل العدوى إلى أفرادها .
البعض منا أصبح مصابا فعلا بالفيروس على الرغم من الإجراءات الاحترازية .
كونوا صبورين ... )
وختم الطبيب تدوينته بتوجيه رجاء لمشاركة هذه الرسالة إلى جميع أنحاء إيطاليا وبالفعل تم له ما أراد بل عبرت الحدود .

ما نحتاجه بالفعل نحن كمواطنين أمسينا في مواجهة مع هذا العدو ؛ هو أن نتحلى بالصبر والثبات على ما نمر به للحد من سيطرته علينا .

الصبر في شريعتنا فضيلة نص عليها كتاب الله وسنة النبي محمد - عليه صلاة الله وسلامه - وإرث آله الأطهار .
ومن لا صبر له ولاطاقة لتحمل القيود المفروضة في هذا الظرف الإستثنائي والرزء الذي ابتلى به العالم أجمع ؛ فليدرب نفسه على ذلك ففي الأرزاء تنمو أعظم الفضائل .

الإمام علي بن أبي طالب - سلام الله عليه - يرشدنا بقوله :
للنكبات غايات تنتهي إليها ودواؤها الصبر .
وقال : الصبر صبران : صبر على ما تكره وصبر على ما تحب .

مسؤولية عظيمة ملقاة على عواتقنا وهي أن نكون على درجة كبيرة من الوعي بالخطر المتربص بنا والتصدي له بكل ما أوتينا من قوة وقدرة
ونكون أكثر ثباتا وصبرا لنجني جميعا ثمار الجهود الجبارة التي قامت بها الدولة وجميع كوادرها الصحية لسلامة أرواحنا .

أما أن نُمَلِّك زمامنا لليأس والإستسلام له ونهمل كما أهمل غيرنا فسيقودنا ذلك - لا قدّر الله - إلى هوة سحيقة من الهزيمة وسوء الحال .

ومابين الصين وإيطاليا في التعاطي مع الوباء نستلهم الدروس والعبر .

وبحول الله وقوته وجبروته لن تذهب جهود ومساعي الدولة سدى في مواجهة هذا العدو ومحاربته والإنتصار عليه ؛ إن التزمنا بالقرارات والإجراءات الاحترازية الصارمة التي فرضتها لحماية مواطنيها من هذا الخطر المستشري .

حمانا الله وإياكم وجميع المؤمنين والمؤمنات والبشرية جمعاء من كل سوء .



... 
 

التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى