كفى توجسًا ..........غالية محروس المحروس
16/03/2020


كفى توجسًا 
 
كالعادة كنت اعد قهوتي بالمساء حين بعثر صمت السكون حوارا, شاهدته قبل نهاية العام الفائت مع السيدة اللبنانية ليلى عبد اللطيف, ومن اخطر تنبؤاتها عن حدوث وباء هالك يقضي على أعداد هائلة من البشر,حينها تسارعت دقات قلبي وازدادت يداي ارتعاشًا مع أثار الرجفة في جسدي وتجمدت في مكاني وكإنه خبرا قاتلا, رغم إنني حينها أكذب على نفسي مما سمعته من تلك السيدة على إنه يخرج عن حدود التوقع, قلت لنفسي كذب المنجمون ولو صدقوا! رغم إن السماء ترفض هكذا تجاوز على أهل الأرض, لا يمكن أن يكون كما هو, ولكن لا اخفيك أيها القارئ لقد تجمدت أمام فنجان القهوة! وايضا كنت منزعجة لهذا التنبؤ الخطير, هذا الحدث حدثا استثنائيا يبدو من الوهلة الأولى ان المهمة مستنزفة. 

هواجس عديدة انتابتني وغضب وتوترمشروع حركني للكتابة وأنا أعد نفسي للحديث عن وباء كورونا, حيث حبست بداخلي دمعة متمردة, ولكن عن أي وباء نتحدث!! وهكذا يمضى الوقت وكأن الرتابة هي قانون لهذا الكون. وما عدا موسم الكورونا الذي حل مع حلول 2020 والعدد الهائل من الإصابات و الوفيات أجزم الآن لا شيء يشغل الحكومات إلا الحفاظ على صحة وحياة الشعوب! ولا يعلم احد سرهذا الإنتشار السريع,وكإن هناك شبه اتفاق بالحيرة والقلق والمسؤولية والترقب.

وكثيرا مااسمع واشاهد برامج التلفزيون المتنوعةولكن, هذه الايام استثنائيا حينما اسمع المذيع يقول واليكم نشرة الاخبار بالتفصيل:مع بعض الوصف عن رحلة المرض الغامض ومن خلال صور ضحاياه إن المصاب لا يجد يقينه ولا يستوعب اصابته ولا يحس بذاته, ويتهاوى فوق الارض وكإن سقوطه غريبا والنظرات والشهقات المرعوبة تتعلق به بلا حراك ربما فيهما رجاء,وهنا يعتريني شعور من التفكير الغريب وتخيلات متناقضة تتداعى في ذهني دون ترتيب. ولكن على مهلكم أيها القراء! لماذا تستفزكم المخاوف والهواجس كما حدث معي عند سماعي التنبؤات وبعض الأنباء؟ جرى الاتفاق ان تتمالكوا هدوئكم وأعصابكم! هل باستطاعتكم ان ترتكبوا التحدي والصبر نصف ما ارتكبه المرض والخوف ضدكم؟ أيها القارئ العزيز إن الذي نخاف منه نبقى عليه, فلا ينبغي ان نجعل القلق والحزن يتراوحان في تعذيبنا وإيذائنا! حيث لكل شيء حدود وقيود حتى للمرض والموت . لنبتعد عن ضجيج وصخب الحياة ولننسى هذه الهواجس التي تسكن أرواحنا, ولتهدأ ترقباتنا حتى نحلق في عالم الحكمة والتوازن, وقد يكون في ذلك شيئ يشفي بعض غليلنا.

كنت اود الاسترسال في الكتابة بهذا النص, ولكن خيل إلي إنني سمعت شيئًا. هل هي الكلمة المنتظرة؟ ربما! لم أكن متأكدة مما سمعت ومع هذا تسارعت دقات قلبي ثانية, وكإن علامات التأثر والانفعال الداخلي تشير الى ان عقلي وفكري استوعب الحدث وابعاده, وهنا اعتراني شعورا من الراحة! ونسيت ان اخبركم كإنني سمعت لقد تم القضاء على هذا الوباء الجائح الكاسر القاتل, مهلا ما بك ايها القارئ لم يعجبك حلمي الم تسمع عن هناك احلاما قد تحققت!؟وقد كادت جرأتي ان تتخلى عني في اللحظة الأخيرة لولا رؤيتي الثاقبة وهنا سوف التزم الصمت والهدوء واتذكر هذه الآية الكريمة من سورة التوبة قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ونحن تحت مشيئة الله وقدره و كفى توجسًا.

بنت القطيف: غالية محروس المحروس


... 

التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى