كورونا قبل الانتشار .......د. علي الدرورة
28/03/2020

كورونا قبل الانتشار

بقلم/ د. علي الدرورة

الطبيب الصيني لي وِن ليانغ Li Wen Liang اكتشف فايروس كورونا (Covid -19) في شهر نوفمبر من العام المنصرم 2019م حيث اكتشفه وحذّر من خطره وأخبر الحكومة الصينية ولكنّها لم تحمله على محمل الجدّ بل وبّخته واتّهمته بنشر الأكاذيب.

وكان الأجدر أن تبادر وزارة الصحة هناك بروح المبادرة وتعمل جاهدة للقضاء على الفيروس بتشكيل فريق من العلماء المختصين بالفيروسات بإدارة الطبيب مكتشف كرونا نفسه والعمل بروح الفريق الواحد لتفادي ذلك الخطر المحدق ولكن ذلك لم يحدث.

إنّ الدراسات الطبية المستقبلية سوف تضع اللائمة على الحكومة الصينية حيث انطلق فايروس كورونا من بلادهم ولم يتم احتواؤه في وقت مبكر للقضاء عليه أو الحدّ من انتشاره بالطرق الحضارية وفي الوقت ذاته البحث عن علاج ناجع للقضاء عليه مما جعله ينتشر وبشكل سريع.

الطبيب توفي منذ شهر بسبب إصابته بذات الفيروس خلال توليه علاج المصابين حيث انتقلت له العدوى وقضت عليه.

لو أخذت الحكومة الصينية كلام الطبيب على محمل من الجدّ لم يحدث الذي حدث في الصين وأصقاع كثيرة من العالم.

والصورة ذاتها تكرّرت لدى الحكومة الإسبانية والإيطالية حيث تمادت ولم تأخذ في الحسبان وجود جائحة الكورونا على محمل من الجدّ فوقعت الكارثة فحدث الذي حدث في الصين.

اليوم قدّمت الصين اعتذاراً رسمياً إلى لطبيب لي وِن ليانغ وكذلك اعتذرت إلى عائلته وأذاعت ذلك في كلّ القنوات.

الاعتذار الذي جاء متأخراً لا يقدّم ولا يرتقي لما حدث في العالم من كارثة تاريخية عظيمة لا تنسى عبر العصور وما تسبّبت من خسارة في البشر ودمار في الاقتصاد وتعطيل مصالح الملايين وحتى أهل الطبيب نفسه لن يفرحهم اعتذار أو حتى نصب تذكاري إذا ما عمل له مستقبلاً.

إنّ تدارك الأمر في وقت مبكر هو أمر حضاري ويعود بالنفع على البشرية وتركه بعض الوقت قد يشكل خطورة فادحة فماذا لو ترك لكثير من الوقت فالطامة هنا تكون أعظم وهو ما نشاهده ونسمعه يومياً في كثير من الدول وخاصة في أوروبا وأمريكا.

إنّ تلك الدول تمادت في التصدي لجائحة كورونا فوقعت في الكارثة أما الدول الآسيوية فالكارثة أقلّ وطأة وحسناً فعلت الدول العربية ولا سيما تونس والسعودية والجزائر التي تنبّهت لهذا الخطر ولكن الإجراءات الاحترازية كانت في السعودية بشكل أقوى وأكثر فعالية وأكثر حزماً وأكثر تجهيزاً وهذا يعود للقيادة الحكيمة التي كانت تنظر بعمق لمجريات الأمور.

ويؤسفني أنّ بعض الدول العربية لم تتخذ إجراءات احترازية صارمة لحماية مواطنيها حتى إنّ إحدى الدول لم تبدأ في أخذ الاحترازات إلا مساء أمس.

لا شك أنّ الاحتراز يُعدّ أمراً واجباً في البدايات وهو أسلوب حضاري ومطلب ديني تمليه الشرائع السماوية في الحفاظ على أرواح الناس وسلامتهم.
__
عضو الجمعية التاريخية السعودية بالرياض.
 

التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى