مختصون: آثار كورونا تقود لانعدام «الأمان النفسي»
1/04/2020

جريدة اليوم

يحمل فيروس «كورونا» المستجد آثارا اجتماعية ونفسية إضافة للآثار الصحية والاقتصادية التي تتطلب من المختصين الاجتماعيين والنفسيين الإسهام بالمشاركات والتوصيات للحد ومعالجة هذه الآثار.

انتشار الخوف

قالت الأخصائية الاجتماعية سوزان آل خليف إنه في الآونة الأخيرة ضج العالم بوباء كورونا الذي انتشر في بلدان العالم وعانى جميع السكان من الخوف ولم يقتصر الخوف من آثار المرض على الفرد فحسب وإنما امتد إلى العائلة وأفراد المجتمع أجمع.

أمان نفسي

وأضافت: إن الخوف ليس من الآثار الجسدية عند الإصابة وفقد الأحبة فقط وإنما امتدت آثاره إلى آثار نفسية واجتماعية ومنها الخوف الجماعي من تفشي الوباء وانعدام الأمان النفسي والإخلال بالأمن العام عن طريق نشر الشائعات إضافة إلى حالة الذعر التي تحدث داخل الأسرة والتي لها تأثيرات سلبية على الأطفال.

انفعال وغضب

وأشارت إلى أن من آثار انتشار الفيروس أيضا سرعة الانفعال والغضب الناتجة عن الضغوط والخوف ما يؤدي إلى حدوث المشكلات الأسرية وتغير أنماط العلاقات بين الأفراد وقد يصبح الجميع محل شك لنقل العدوى إضافة إلى التخوف المجتمعي من استمرار الوضع وقطع التواصل والزيارات والاقتصار على التواصل الإلكتروني وصعوبة التنقل ما يسبب تعطلا في العمل وكسادا اقتصاديا وتعطيل أعمال المؤسسات والشركات وبالتالي الخوف من فقدان الوظيفة.

خطط ومواجهة

ولفتت سوزان آل خليف إلى أنه لمواجهة هذا الوباء والحد من انتشاره وآثاره على المملكة لم تقف حكومتنا الرشيدة - أيدها الله - مكتوفة الأيدي وإنما تكاتفت جهود الوزارات وقرعت جرس الإنذار وأعدت الخطط لمواجهته والتصدي له.

تعاون والتزام

وأضافت: إنه يجب على المواطنين التعاون مع الجهات الحكومية والالتزام بتنفيذ التوجيهات وتقبل الأوامر الصادرة لمصلحة المجتمع والبقاء في المنزل وعدم الخروج إلا للضرورة واتباع الإرشادات والتدابير الوقائية التي أطلقتها وزارة الصحة وعدم الاستخفاف بآثار الفيروس.

تجاهل الشائعات

وطالبت المواطنين باعتماد الجهات الرسمية كمصدر لاستقاء المعلومات الصحيحة والتواصل معها عند الحاجة للاستشارة وعدم نشر الشائعات لتأثيرها السلبي على أفراد المجتمع وقطع الزيارات والتجمعات بين الأهل والأصدقاء واستغلال الوقت بما يعود بالنفع على الفرد والأسرة ويساعد على تقاربهم كقراءة الكتب وممارسة الرياضة ومشاركة الأبناء في الأنشطة واللعب والمبادرات المجتمعية وإنشاء جماعات الدعم والمساعدة بالتعاون مع الجهات الرسمية وعدم التهور والتحلي بالصبر والشعور بالمسؤولية الوطنية للحفاظ على سلامة الوطن.

مصدر تهديد

من ناحيتها قالت الأخصائية النفسية بشرى الزاهر: «أثناء تعرضنا لظروف ضاغطة أو للأزمات أو كما هو الحال الآن مع تفشي فيروس كورونا المستجد والذي يعتبر مصدر تهديد للصحة والحياة يختلف الأشخاص في كيفية تعاملهم مع الضغوط النفسية المرتبطة بالاستجابة العاطفية الطبيعية الخوف والتي تؤثر على أفكارنا وسلوكياتنا وقد تحدث تغييرات على عاداتنا اليومية ونمط حياتنا وقد تستمر حتى بعد انتهاء هذه الجائحة».

تباين الاستجابات

وأضافت: إنه قد تتراوح الاستجابات من الخوف والقلق الشديد إلى اللا مبالاة ويرتبط هذا التباين بعدة عوامل منها ما يرتبط بالفرد نفسه «المرحلة العمرية التعليم المعاناة من أمراض مزمنة أو أمراض نفسية» وعوامل أخرى ترتبط بمدى انتشار الوباء وزيادة أعداد المصابين والإجراءات المتبعة للحفاظ على الصحة.

توتر وتأقلم

وأكدت أن المستوى المعتدل من القلق أو الخوف يساعد على التأقلم في ظل الظروف الطارئة ولكن قد يتفاعل البعض بطريقة غير معتادة يتجاهلون المخاطر ويفشلون في الالتزام بالإجراءات الموصى بها ويتجنبون سماع أو قراءة الأخبار كمحاولة للتخفيف من التوتر النفسي وينخرطون في سلوكيات أخرى كالذهاب للتجمعات أو نشر الصور ذات الطابع الفكاهي «آلية نفسية دفاعية تحافظ على التوازن النفسي» إلا أنهم قد يكونون بسلوكهم هذا سببا في نقل العدوى وتفشي الوباء.

قلق ومبالغة

وأشارت بشرى الزاهر إلى أن الأفراد شديدي القلق والخوف يتفاعلون أحيانا بصورة مبالغ فيها من تتبع الأخبار وعدد الإصابات لفترات طويلة يوميا إضافة إلى البحث عن طرق الوقاية والالتزام بكافة التعليمات الموصى بها مثل: التباعد الاجتماعي وقد تظهر لديهم بعض السلوكيات غير المعتادة من الحرص الشديد على النظافة وغسيل الأيدي وتجنب الذهاب للمستشفيات حتى عند الضرورة وأحيانا الشراء وتكديس المستلزمات الأساسية والطبية خوفا من توقف الإمدادات.

ذعر وهلع

وتابعت: إن الأمر يزداد سوءا لدى هؤلاء لو أنه تم تأكيد حالة إصابة لقريب أو زميل عمل أو حتى زيادة عدد الحالات المصابة إذ قد يصابون بالذعر أو الهلع أو نوبات غضب وقد يصل بهم الأمر إلى ظهور أعراض مرتبطة بالقلق على الصحة وقلق الفقد والاكتئاب والانعزال.

اضطرابات نفسية

وحذرت من أنه قد تتفاقم أعراض الاضطرابات النفسية في حال كانوا يعانون منها سابقا وقد ينتقل الشعور بالتوتر لباقي أفراد الأسرة خاصة الأطفال إذ يختلف الأطفال في استجابتهم لمشاعر الخوف والقلق فقد تظهر لديهم سلوكيات غير مقبولة وتغيرات في أنماط الأكل والنوم والمعاناة من الأحلام المزعجة والتعلق والتشبث بأحد الوالدين والتبول اللا إرادي والانسحاب أو رفض المشاركة بالنشاطات المنزلية وقد تظهر مشاكل في الكلام كالتأتأة والتلعثم.

خسائر وإرهاق

ولفتت الزاهر إلى الآثار المرتبطة بالوقت حتى انحسار هذه الجائحة وهي: ازدياد عدد المرضى وبالتالي زيادة ساعات العمل في القطاعات الصحية التي تؤدي لاستمرار الضغوط على العاملين بالمجال الصحي بالإضافة إلى قلة ساعات النوم وبعدهم عن أسرهم «مصدر الدعم» والتي بلا شك تؤثر بدرجة كبيرة على الصحة الجسدية والنفسية وتشير الدراسات إلى أن هذا التأثير قد يمتد لفترة طويلة حتى بعد انتهاء الجائحة.

التزام ومحافظة

وأوصت بالمحافظة على الصحة النفسية لما لها من أثر كبير على الصحة الجسدية وتقوية جهاز المناعة مشيدة بالمحافظة على الروتين اليومي والنوم لساعات كافية والالتزام بأجندة يومية يتخللها نشاطات مسلية وتمارين الاسترخاء أو التأمل والتواصل مع الأسرة والأصدقاء باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي واستغلال الوقت في تعلم بعض الأنشطة أو الألعاب الجديدة والتقليل من متابعة الأخبار بشكل مستمر «خصص وقتا محددا لذلك» مضيفة إن وزارة الصحة توفر برامج ووسائل اتصال للمساعدة والاستشارات النفسية.



...
 

التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى