و حنيني جعل العيد يقين ......اشتياق ال سيف
28/05/2020

و حنيني جعل العيد يقين

بقلم / اشتياق ال سيف

28/5/2020
________

حين أطل العيد بردائه الذي ازدان بجواهر الفرح و زينته البهجة كان ضيفنا المبارك قد أقفل حقيبته الزمنية بعد أن تصرمت لياليه المحمولة بعبق المناجاة الرمضانيةو المنيرة بدعاء البهاء ينثر دموع الندم و الإقرار راجياََ المغفرة في فصول دعاء ابي حمزة الثمالي يتلوه دعاء السحر راحلاََ عنا بعد أن نثر لآلئ الخير و البركات في جنبات كل بيت و زوايا كل مكان..

و حل العيد بثوبه الزاهي ناشراَ احساس السعادة متحدياََ مشاعر العزلة التي فرضتها ظروف الحجر المنزلي في كل العالم لكن هذا البلد الأمين الذي اثبت لشعبه و لكل شعوب العالم انه سيتغلب على كل تلك الصعوبات القاهرة و الظروف الصحية السيئة التي تسبب بها فيروس كورونا فعطل دورة الحياة الطبيعية و عزل الناس عن بعضهم البعض حين تحولت هذه العزلة لدافع للتميز و الإنجاز و الابتكار و اسثارة دفائن العقول لتكتشف مهارات و كفاءات كانت مخبوءة في فوضى إيقاع الحياة الصاخبة في سائر الايام.. ٠

في الحالات الطارئة و فترات الأزمات تتغير مظاهر الحياة اليومية للناس و طرق معيشتهم. و تتعدى التغيرات حتى تمس التوقيت في جميع ممارسات الحياة.. و قد شاهد العالم اجمع في كل مكان كيف أن كائن لا يرى بالعين المجردة قد فرض حصار في جميع المجالات فحرمنا من تلك الطقوس الروحية التي اعتدنا على ممارستها كمداعبة طفل بتقبيله و تبجيل والدينا بقبلة تقدير على جبين لطالما لثمناه في حنان.. حرمنا من الاقتراب جسديا َ بمن نحب و عشنا مشاعر الوحدة بالتباعد الاجتماعي و العزلة النفسية التي كان من نتائجها إثارة التفكير في تطوير الذات و الاحساس بالآخرين و احترام ظروفهم و اوقاتهم.
ثمة مشاعر لا يمكن أن نستشعرها مالم نكن في نفس المواقف.. و من تلك المشاعر الاحساس بالوحدة رغم انك في ضجيج من الناس و صخب ممن يقحمون أنفسهم و أصحاب الظل الثقيل.

حين يكون لديك قطعة من روحك غائبة رغم حضورها بقلبك.. بعيدة في ذلك القرب
الذي يحولها لطيف ماثلاََ أمام ناظريك في كل حين.. تراه في زوايا البيت الذي غادره.. و تشم اريج حنينه في تلك الوسائد التي يلهو بها في غرفته.. السرير الذي خلا منه و الملابس التي لا زالت معلقة في خزانته.. كتبه التي يعشق قراءتها مبعثرة هنا و هناك.. قناني العطر التي بعضها لم تنتصف.. ترك كل ذلك كي تلامس ذكراه شغاف قلب الأم التي تغفو و هي تلهج بالدعاء لكل غريب ان يعود لاحضان وطنه و يسعد أهله بعودته.. تنام بعد نسج أحلامها بصبح قريب يأتي مع الفرج بعد أن ارهقها الارق و السهر تنتظر قطعة النور التي تشرق على الكون بضيائها فتهمس لقلبها ان البعد لا يعني عدم التاثير فكم ان الشمس بعيدة الا انها تنير دنيانا و تبعث الحياة حتى في ظلام الكهوف و القمر يضئ ليلنا الداجي و كانه ملك يتربع على عرشه الحالك و حوله وصيفات لامعات يتناثرن حوله...

انت كذلك حبيبتي.. انت البعد القريب و القلب الحبيب و النور الذي لا يغيب.. سنلتقي رغم البعد و سأحتضنك بقلبي كما افعل كل يوم ان استمر الحظر الجسدي..

حفظ الله كل فتياتنا المبتعثات و اعادهن سلامات متسلحات بشهاداتهن كي يفخرن بخدمة الوطن الذي أعطاهم الكثير و مهما قدمنا له يبقى قطرات في بحر وطن العطاء.

عوداََ حميدا َ لعيش سعيد لكل قريب و بعيد.
اما انا فستعود حياتي حين تعود قطعة روحي التي غادرت منزلها و ما غادرت قلبي..
 

التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى