رئيسة لجنة كبار السن بمجلس شؤون الأسرة النعيم تستعرض تجربتها الملهمة
10/07/2020


محمد البدر - بث الواحة

من ضمن جدول أنشطة فعالية تحدي الأثر الأول لكبار السن استضاف فريق تحدي الأثر عبر منصته في الأنستغرام يوم الثلاثاء الماضي الأستاذة هدى عبد العزيز النعيم مؤسسة و مديرة مركز الملك سلمان الاجتماعي ( 1417-1432 هـ و رئيس لجنة كبار السن في مجلس شؤون الاسرة بوزارة الموارد البشرية و التنمية الاجتماعية

و تناول اللقاء عدة محاور تشمل رحلة إنجازاتها العلمية و العملية داخل السعودية و خارجها وتوصيات و قصص حثت فيها الشباب و المجتمع على الاهتمام و الدراسة عن فئة كبار السن .

و بدأت الأستاذة هدى النعيم حوارها بشكر مديرة اللقاء الدكتورة وزيرة باوزير المشرف العام على فعالية تحدي الأثر وذلك على هذه الفكرة و المبادرة التي وصفتها الأستاذة هدى بأنها جميلة و مؤثرة لأنها تستهدف أهم فئتين عمريتين لهما تأثير قوي في بناء المجتمع فئة الشباب الذين ينعمون بروح التحدي و فئة كبار السن الذين يتسمون بالحكمة و الخبرات .

كما أضافت أن ما يميز هذه المبادرة هو تقوية الروابط بين الأجيال الذي سوف يساعد الشباب للإستفادة من خبرات و تجارب كبار السن و اكتشاف مواهب و طاقات كلا الفئتين العمريتين .

و أشارت بأن الإعلام له دور كبير في وضع كبار السن في صورة معينة – صورة المستهلكين فقط ولا يمكن استثمار طاقاتهم – و بهذه المبادرة (تحدي الأثر) سوف تتغير هذه الصورة النمطية عن كبار السن وهناك وقائع أثبتت ذلك لأن مهما تقدم العمر فالروح لا تشيب .

وفي السؤال عن علاقة علم الاقتصاد بالاهتمام بكبار السن قالت الأستاذة هدى أن علم الاقتصاد من العلوم الإنسانية و التي تدرس علاقة الإنسان بالمحيط الخارجي سواء كان أفراد أو مجتمعات أو تلبية احتياجات و رغم أن علم الاقتصاد يهتم بالجانب المادي فهذا لا يمنع من دراسة العلاقة التبادلية بين الطرفين .

و عن علاقتها بكبار السن فأوضحت أنها منذ الطفولة كانت شغوفة و محبة للتعلم ومجالسة كبار السن الذين لمست أثرهم الإيجابي في حياتها .

و عن بداياتها فقد كانت قصتها ملهمة جدا للشباب المقبلين على الحياة فقد تزوجت في سن مبكر من طبيب وأكملت دراستها وسافرت إلى كندا برفقته وهي أم لطفلين و استغلت تواجدها هناك بأنها بادرت بإقامة فعاليات و أنشطة للجالية السعودية بكندا ثم عادت الى المملكة العربية السعودية والتحقت ببرنامج الدراسات العليا و حصلت على الماجستير في علوم الاقتصاد بتقدير امتياز و كانت في حينها أم لأربعة أطفال .

وأما عن تأسيس مركز الملك سلمان الاجتماعي فقد استلهمت الفكرة أثناء تواجدها في أحد الجمعات العائلية التي دار الحديث فيها عن مركز اجتماعي فتح أبوابه بشكل تجريبي و المركز بحاجة الى متطوعات فقررت التطوع بمركز الملك سلمان الاجتماعي و كان المركز في حينه ينقصه الكثير من الموظفين فكانت أول مهمة لها هو الإعلان عن المركز فنشرت المنشورات الإعلانية في المراكز التجارية و الأماكن المخصصة للمشي بمعية زوجة حارس مركز الملك سلمان الاجتماعي فاستقطبت في خلال ثلاثة اشهر ما يقارب 850 سيدة يمارسن الرياضة بأريحية في المركز .
ثم واجهها تحدي آخر وهو كيف تقنع كبار السن بالتسجيل في المركز الذي أنشئ خصيصا لهم فبدأت بأمهات و قريبات المنتسبات في المركز
و توالت عليها التحديات من نوع آخر وهو احتياج المركز لفريق نسائي لتشغيل جميع مرافق المركز ( قسم المكتبات – القسم الرياضي و القسم الصحي – القسم المختص بالفعاليات ) فانتهزت الفرصة ووضعت خطة تشغيلية و رسمت هيكل وظيفي منظم يقوم على تشغيل جميع عناصر المركز و رُشحت فيما بعد من جميع أعضاء مركز الإدارة بأن تصبح مديرة القسم النسائي بمركز الملك سلمان الاجتماعي .
فساهم هذا البناء الإداري المحكم في تطوير المركز و أصبح له صدى قوي في منطقة الرياض و ضواحيها و استثمرت بشكل فعال و عملي فتزايدت أعداد المنتسبات للمركز إلى أن وصل في فترة قصيرة الى 3900 منتسبة 60% منهن من الكبيرات .

و في السؤال عن قدرة المسن على التعلم و اكتساب الخبرة فقد افتتحت مدرسة لتعليم الكبيرات في نفس المركز تابعة لوزارة التربية و التعليم و هذا برغبة و إصرار من كبيرات السن في التعلم وهي موجودة إلى الآن وقد تم تخريج المئات من الكبيرات الراغبات في التعلم وليس فقط قسم محو الأمية بل أيضا قسم تعليم اللغات .

ونوهت الأستاذة هدى مرشدةً الشباب عن الطريقة المثلى للتعامل مع كبار السن حيث قالت : لابد من العلم و الممارسة فالتعلم وحده لا يكفي و لابد من اللجوء الى الله سبحانه بالدعاء ثم البعد عن السلبية و المشاحنات و التحلي بخلق المسلم الإيجابي المتبسّم المرن الذي يثري العلاقات مع الآخرين خصوصا كبار السن .

وأكدت على وجوب توسيع دائرة العلاقات الاجتماعية لكبار السن لأنها بمثابة الخط الدفاعي و المناعي لصحتهم بشكل عام مما يحفز الذات الإيجابية لدى كبار السن التي ترغبهم بالمشاركة و الإنتاجية . 

و في هذا الصدد ذكرت لنا قصة السيدة التي أصبحت لا تستخدم العصا أثناء المشي بفضل الله ثم بممارستها الرياضة يوميا و عدم اتكالها على المساعدين لها بل وأصبحت إحدى الكبيرات تعلّم الرياضة في المسبح لقريناتها بعدما كانت لا تمتلك اللياقة البدنية التي تساعدها على ممارسة السباحة .

و أشادت مديرة اللقاء الدكتورة وزيرة باوزير بإنجازات الأستاذة هدى النعيمي مخاطبةً الشباب بأن هذا هو النموذج المثالي و الواقعي لمن أراد فعليا أن يضع مبادرات للشباب و كبار السن وأن الشخص المؤمن بالفكرة سيكون قادر على إقناع الاخرين بها.

و في مفارقة جميلة جدا غير مخطط لها أن إنجازات الأستاذة هدى النعيم كانت خلال 15 سنة و أن أيام فعاليات تحدي الأثر لفئة كبار السن هي 15 عشر يوما من التحدي والإنجاز و النجاح و لازالت الفعالية قائمة و مستمرة في يومها السابع على التوالي حيث بلغ عدد المشاركين ما يزيد عن 400 مشارك
هذا وقد وصلت إلى منطقة التحدي مشاركات جميلة وفعالة من الشباب سيعلن عنها قريبا بمشيئة الله تعالى.
 

التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى