لإنجليزية» بالصفوف المبكرة .. تدريب استباقي على أدوات المستقبل
28/09/2020

صحيفة اليوم


أكد مختصون أن تدريس اللغة الإنجليزية في الصفوف المبكرة يساهم في إعداد جيل متمكن من أدواته ومؤهل لسوق العمل بشكل كبير كون «الإنجليزية» هي اللغة العالمية الأولى مشيرين إلى أن هذه الفئة العمرية هي الأقدر على اكتساب اللغة بشكل أسرع من غيرها.

وأوضحوا لـ «اليوم» أن هذا القرار يعزز الكفاءة اللغوية للطلاب ويرفع مستوى الثقة لديهم لافتين إلى أهمية إعداد الكوادر التعليمية وتطوير مهارتها للتعامل مع طلاب المراحل الأولى حتى تؤتي الخطة ثمارها وشددوا على أن تعليم «الإنجليزية» لا يؤثر سلبا على اللغة الأم.

 رافد إضافي لمهارات التواصلبين الأكاديمي المختص في تدريس اللغة الإنجليزية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية د. محمد اليماني أن تدريس اللغة الإنجليزية من الصف الأول الابتدائي يُعد رافدا إضافيا لإكساب الطلاب مهارات التواصل مع الثقافات المتعددة وتأكيدا لأهمية تعلّم اللغة الإنجليزية التي تعتبر لغة الأعمال والكثير من العلوم مشيرا إلى أهمية التطوير المهني لمعلمي اللغة الإنجليزية حتى يكون هناك تحقيق للأهداف المرجوّة مع الاهتمام بالركائز الأساسية في تدريس اللغة التي منها «المعلم الطالب المنهج البيئة التعليمية».

وأكد أهمية انتقاء السلسلة المناسبة لهذه الفئة العمرية التي تحتوي على محتوى تفاعلي حضوري وتقني وتدريس اللغة الإنجليزية في المملكة يصنف بتعليم «لغة أجنبية» بمعنى أنها ضمن سلسلة المواد الأخرى وليست بنمط التعليم كـ«لغة ثانية» ومع ذلك بما أن الطلبة في المرحلة الأولى وما زالوا في مرحلة النمو اللغوي ربما يكون هناك تأثير في اكتساب اللغة الأم واللغة الأجنبية بشكل سواء.

قدرة أكبر على تخزين وتطويع المعلومة

قالت الأستاذ المساعد في طرق تدريس اللغة الإنجليزية بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن د. نادية الشهراني إن إقرار اللغة الإنجليزية من الصف الأول الابتدائي يهدف لتحقيق رؤية الوطن في إعداد النشء وفق رؤية عصرية مشيرة إلى أن اللغة الإنجليزية أصبحت لغة العلم والمعرفة والاقتصاد وإتقانها مبكرا ضروري لمجاراة العالم معرفيا واقتصاديا.

وأضافت: إنه حتى تتحقق الأهداف لا بد من مناهج تواكب المرحلة العمرية وكفاءة القائمين على تدريسها وجهات مستقلة تراقب وتقيم تنفيذ الخطط مع ضرورة الاعتماد على الخريجين من برامج الابتعاث والقادرين على مساعدة الوزارة في التنفيذ والتقويم بتواجدهم في التعليم واللجان الاستشارية في الإدارات المختلفة.

وبينت «الشهراني» أن طلاب الصفوف الأولية قادرون على اكتساب اللغة أسرع من غيرهم لوقوعهم فيما يسمى بفترة التعلم الحرجة وهي التي تسبق البلوغ وهي أقرب للفترة الذهبية من عمر الإنسان لاكتساب اللغة وأصواتها ولكنتها باقتدار لليونة مخارج الصوت عند الأطفال ومرونتها وإمكانية تطويعها وذلك بغمر حواس الطفل باللغة غمرا شاملا يساهم في تغذية مراكز التعلم عنده حسيا وبصريا وسمعيا من خلال الترفيه واختيار مناهج تراعي هذه الجوانب وألا تسيطر فكرة التقييم وتتحول الإنجليزية لمادة يدرسها الطفل لينجح فقط.

وأوضحت أن «الإنجليزية» مهارة وتعلمها في هذا العمر لا يشكل تهديدا للغة العربية ويمكن للطفل اكتساب اللغتين بالتزامن ما دامت خطة التعليم وإكساب كلتيهما واضحة للمعلمين والأسرة كما أن تعلم أي لغة لا يتم بمعزل عن تعلم ثقافتها ومدلولاتها بانتقاء المناهج بدقة مع تشجيع الطلاب على التفكير الناقد والانفتاح على اللغات والثقافات الأخرى مما يصنع مع الوقت شخصية عالمية متزنة ومتقبلة للآخر ومدركة في الوقت ذاته لشخصيتها وثقافتها الخاصة وهويتها العربية السعودية الإسلامية.

تحسين المخرجات التعليمية

أوضحت الأستاذ المساعد في تدريس اللغة الإنجليزية بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن د. هناء الحميد أن تدريس اللغة الإنجليزية للصفوف الأولية يُعد استكمالا لخطوات مشروع تطوير اللغة لطلاب التعليم العام وتطوير وتحسين المخرجات التعليمية.

وأشارت إلى أن «الإنجليزية» من هم احتياجات كفايات القرن الـ21 لا يخفى على الجميع ما للغة من أهمية في مجال سوق العمل بتعدد مجالاته نافية وجود أي تأثير سلبي لها على اللغة العربية خاصة مع النظر في المعطيات التي لدينا كون «الإنجليزية» لغة ثانية وأجنبية وغير رسمية في المجتمع والتعرض لها واستخدامها يعتبر محدودا جدا خلال اليوم مقارنة مع اللغة الأم العربية. 


وأضافت «في اعتقادي لا يوجد أي تأثير سلبي على اللغة الأم والهوية والثقافة» مطالبة الجهات المختصة باستحداث برامج أكاديمية سواء ماجستير أو بكالوريوس تهتم بتأهيل المتخصصين في مجال تدريس اللغة الإنجليزية للصفوف الأولية لمراعاة احتياجات هذه الفئة العمرية وتفعيل طرق التدريس المناسبة وبناء المناهج الدراسية الخاصة به بأعلى معايير الجودة العالمية.

لا مخاوف على «اللغة الأم»

بين الأكاديمي بكلية اللغات والترجمة بجامعة الإمام محمد بن سعود د. عبدالرحمن الشبيب أن قرار تدريس مقرر اللغة الإنجليزية للصفوف الأولى له أثر إيجابي كبير يصب في مصلحة الطالب بشكل خاص وتعود آثاره الإيجابية على العملية التعليمية بشكل عام.

وأوضح أن الدراسات العلمية والمراكز البحثية العالمية والمحلية أثبتت قابلية الأطفال في سن مبكرة جدا للجمع بين تعلم أكثر من لغة في آنٍ واحد ولا يعني هذا القرار احتمالية أن يتعارض تدريس اللغة الإنجليزية في هذه الصفوف المبكرة مع ترسيخ اللغة والهوية العربية في شخصية الطفل المتعلم إذ أكدت التجارب التعليمية في الدول المتقدمة كالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وغيرها على إمكانية الجمع بين اللغتين بل أسهم ذلك في زيادة معارف الطالب ومهاراته واستيعابه وتواصله مع الآخرين لا سيما وأنّ اللغة الإنجليزية - كما هو معلوم - تعد هي اللغة الأولى في العالم تحدثا وانتشارا.

وأكد «الشبيب» أهمية تأهيل معلمي الصفوف الأولية وتدريبهم على مهارات إكساب اللغة الإنجليزية لدى طلاب هذه الصفوف المبكرة مع العناية باختيار المناهج المناسبة لهذه الفئة العمرية والاستفادة من التجارب العالمية المتقدمة في هذا المجال.

تفعيل طرق التعليم الإلكتروني

أكد أستاذ اللغويات التطبيقية المشارك بجامعة الطائف د. منصور المالكي أن تعليم اللغة الأجنبية في سن مبكرة يساعد في إكساب الطلبة كثيرا من المهارات الحياتية الأخرى كالتفكير الناقد والتواصل الفاعل مع الآخرين والتعاون وتعزيز القابلية للتعلم بحيث لا يأتي تعليم اللغة مجردا بل يحمل معه عددا من المهارات الحياتية المصاحبة مشيرا إلى أن تعليم النشء لغة ثانية بجانب لغتهم الأم يعزز ثقتهم بأنفسهم كمتعلمين. 

واقترح أن يتم تفعيل طرق التعليم الإلكتروني المختلفة ودمجها مع المنهج الدراسي المخصص لتعليم اللغة الإنجليزية بشكل واضح ومقنن أما بخصوص المناهج فلا بد أن تتناسب مع الفئة العمرية وأن تتدرج بحسب المستويات المختلفة لمرجعية الإطار الأوروبي المشترك للغات لمتعلمي اللغة الثانية ويبدأ تعليم اللغة بناء على مستويات متتابعة تحدد كفايات لغوية بنهاية كل مستوى من المستويات الستة. 

وأشار إلى ضرورة تكييف الطرق التعليمية لتتناسب مع هذه الفئة العمرية والتركيز على إكسابهم المهارات الأساسية الخاصة بفهم المفردات والاستماع والتحدث وتعلم اللغة الثانية بجانب اللغة الأم المكتسبة مهم جدا ويعزز الكفاءة اللغوية للطلاب وله أثر إيجابي متناغم مع بعضه البعض.

تعزيز مستوى الثقة والقدرات الإدراكية

قالت عضو هيئة تدريس اللغة الإنجليزية بجامعة الجوف لاما المبارك إن إكساب الطلاب في الصفوف المبكرة مهارات اللغة الإنجليزية يعزز مستوى الثقة والقدرات الإدراكية مما يؤثر إيجابًا على تعلم مختلف المواد الأكاديمية الأخرى مبينة أن أغلب النظريات اللغوية تشير إلى أنه لن يؤثر تعلم أو اكتساب أي لغة أجنبية على اللغة الأم ما دامت اللغة الأم قد وصلت إلى درجة معينة من الإتقان.

 وأضافت أن اكتمال القدرات المعجمية اللغوية يتم في عمر الخامسة تقريبا لذا غالبا لن يحدث ما يُسمى «الثنائية اللغوية المتناقصة» وهو تأثير اللغة الأجنبية على اللغة الأم تأثيرا سلبيا ما دام الطفل سيكتسب اللغة الأجنبية بعد عمر الخامسة.


...
 

التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى