أهلة الشهور والاستهلال ما بين الاستحباب الشرعي والهواية الفلكية
8/10/2020

أهلة الشهور والاستهلال ما بين

الاستحباب الشرعي والهواية الفلكية

المقدمة:

إن أهمية الاستهلال في نهاية الشهور الهجرية تولى عناية خاصة عملاً بالاستحباب الشرعي لقوله تعالى{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ} البقرة:189 فهي مهمة للغاية وبالخصوص في بعض الشهور المرتبطة بالأعمال والأحكام الشرعية ومن أهمها (شهر رجب ورمضان وذي الحجة) وفي جانب آخر يهتم بذلك المنتسبون لمجموعات الفلك والمهتمون بالرصد والتوثيق كهواية أو جانب من جوانب المعرفة والعلم في العلوم المتنوعة وتزداد أهمية الاستهلال ومحاولة الرصد عندما تكون الأهلة حرجة جداً وصغيرة فتوثيقها ورصدها سواءً بالعين المجردة أو بالوسائل البصرية المقربة كالتليسكوب أو الكاميرا الفلكية يوضح مدى إمكانية الراصد في هذا الجانب .

المحتوى:

سيتم تناول هذا المقال المبسط بصورة أسئلة وأجوبة وبيان لبعض الأمور فيما تتعلق بهذه الجوانب.

سؤال1: ما هو الهدف من ممارسة الفلكي أو الهاوي للاستهلال؟

وجوابه يتضح من الشرح السابق بأن الأهداف متنوعة فمنها ما هو شرعيٌّ ومنها ما هو لممارسة الهواية وربما يستهل البعض من باب محاولة رصد أهلة قياسية المواصفات لتسجيلها في المواقع المعتمدة والمهتمة في هذه العلوم الفلكية أو التأكد من صحة الرصد في ظروف مختلفة وتكرار الحصول على نفس النتيجة لهذه المواصفات القياسية أو القريبة منها.

ولتحقيق ذلك ينبغي متابعة الرصد في كل الشهور وخاصة الشهور التي تكون فيها الأهلة قريبة من الأرقام القياسية أو في حدودها ويمكن التدرب على الاستهلال وتحسينها من خلال متابعة الرصد لأهلة نهايات الشهور (وإن كان ذلك لا يُعوَّل عليه شرعاً) وبداياته هي الأهم.

سؤال2: متى يُعرًف الهلال بأنه حرج وصعب الرصد؟

يمكن الرجوع إلى المقالات والمواقع المعتمدة والتي تهتم بهذه الجوانب وهي عديدة ونرفق هنا رابط مركز الفلك الدولي http://www.icoproject.org/record.html وهو موقع باللغة العربية وشامل لمتابعة أهلة الشهور على طوال العام الهجري ومن مختلف دول العالم ويبين الأرقام القياسية الموثقة لأقل المواصفات والدرجات المثبتة للرصد بالعين المجردة والأدوات المقربة المتنوعة.

سؤال3: ما هي الأهلة الحرجة لهذا العام 1442هـ؟

يوجد تقريباً ثلاثة شهور يكون فيها الهلال حرجاً وبالخصوص عند محاولة رصده بالعين المجردة بينما يكون أسهل بالوسائل المقربة المتنوعة وبالخصوص المحوسبة (كالتلسكوبات الحديثة) وهي عديدة ومتنوعة والشهور الحرجة هي كالتالي:

* الشهر الأول هو شهر ربيع الأول ويوم الاستهلال (يوم السبت الموافق 17-10-2020م)

* الشهر الثاني هو شهر جمادى الأولى ويوم الاستهلال (يوم الثلاثاء الموافق 15-12-2020م)

* الشهر الثالث هو شهر رجب ويوم الاستهلال (يوم السبت الموافق 13-2-2021م)

والجدير بالذكر هنا بأن رصد الأهلة في هذه الشهور يوجد بها صعوبة ( وخاصة لشهري ربيع الأول وجمادى الأولى ) ولا يعني ذلك عدم إمكانية رصدها ولكن الصعوبة فقط بسبب مواصفاتها التي تحتاج إلى مكان صاف وبعيد عن الأضواء ومعرفة تامة لمنازل الهلال فالعوالق ومخلفات البيئة التي زادت بأعداد مضاعفة جداً وبالذات في المناطق القريبة من السكن وأدَّت لتعذر الرصد مرات عديدة ومتكررة وأصبحت الأهلة الحرجة صعبة الرصد وتكون نادرةٌ لهذه الأسباب وليس بسبب عدم إمكانية الرصد ولذلك ينبغي الانتباه لمن يتصدى لإثبات الشهور لهذا الأمر الهام.

سؤال4: هل يمكن رصد الأهلة الحرجة (سابقة الشرح) بدون الاستعانة بالوسائل المقربة والمحوسبة لتحديد مكان الهلال بدقة؟

حقيقة ومن خلال التجارب العديدة ومحاولات الرصد المتكررة للأهلة الحرجة التي لا يمكن رصدها إلا بعد غروب الشمس مباشرة يتعذر رصدها بالعين المجردة بعد المغيب إلا في حال تم توجيه المستهلين لمكان تواجد الهلال بالضبط مع العلم بوجود تفاوت كبير بين المستهلين في نفس مكان الاستهلال فالرؤية متفاوتة بين الراصدين وكذلك زمن الرصد فالبعض يرصد الهلال فور معرفة مكانه ويقوم بوصفه بدقة والبعض يتأخر حتى نزول قرص الشمس أكثر تحت الأفق ولذلك ينبغي للراصدين بالعين المجردة للأهلة الحرجة أن يستعينوا في مكان رصدهم بأحد الراصدين بالتليسكوب المحوسب بغرض التأكد من وجود الهلال بالفعل وكذلك تحديد مكانه بدقة وكذلك التزود بالمعلومات من أهل الفلك ومن لهم دراية عملية في الرصد لا علمية فقط!!!! (والأفضل من كان ملمّاً بالاثنين) ومن غير ذلك يكون الأمر في غاية الصعوبة وفي الغالب يتعذر على الكثير رصده لهذه الأسباب التي يجب عدم إغفالها وهذه الاستنتاجات تم الوصول لها من خلال عمليات الرصد المتكررة وخاصة للأهلة الحرجة التي يقل عدد الراصدين لها في مناطق عديدة وبالخصوص في منطقتنا بسبب التلوث البيئي الواضح في المنطقة وبالخصوص أفق المشرق والمغرب (مكان الهلال بداية ونهاية الأشهر) ويصل إلى ارتفاع تسع درجات تقريباً في أغلب أيام السنة.

الخلاصة التي يمكن الوصول إليها من خلال النقاط السابقة هي كالتالي:

1- الاستهلال في بداية الشهور الهجرية أمر مستحب شرعاً حسب النصوص الشرعية وكذلك يستهوي أهل الرصد الفلكي والمهتمين بهذه العلوم الفلكية.
2- ينبغي الاهتمام برصد الأهلة الحرجة بصورة خاصة والأهلّة عموماَ بالعين المجردة وبالوسائل المقربة وبالخصوص التلسكوبات المحوسبة وأن يُوثَّق الرصد بدقة لتكوين قاعدة بيانات يمكن الاستفادة منها لمن يبحث عن المعلومة وبالخصوص لمن يتصدى لإثبات الهلال الشرعيّ.
3- الحث على توجيه عدد من المستهلين المعروفين والراغبين والمهتمين مع فرق مزودة بالأدوات والوسائل المساعدة والمقربة (مناظير دربيل تلسكوب محوسب) للاستهلال خارج المناطق السكنية وخاصة للأهلة الحرجة للوصول إلى نتيجة واضحة حول إمكانية الرؤية بالعين المجردة ومقارنتها بالعين المسلحة ومدى تأثيرها على المستهلين بالعين المجردة وتسجيل الملاحظات.

التوصيات:

1- أن تُولى عملية رصد الأهلة للشهور الثلاثة سابقة الذكر في هذا المقال المبسط أهمية خاصة لتطبيق الأفكار والمقترحات.
2- رصد الأهلة لهذه الشهور الثلاثة بالعين المجردة ليس مستحيلاً فقد رُصِدت العديد من الأهلة بمواصفات أقل بكثير ولذلك ينبغي الاهتمام بتجديد المعلومات والقياسات للأهلة التي يمكن رصدها في منطقتنا بوجه خاص ولا يمكن الوصول لهذه النتيجة إلا من خلال العمل المنظَّم والعلمي والمتكرر في نفس الظروف.
3- تم توثيق نتائج رصد عدة مرات في منطقتنا للعين المجردة دون رصدها بالعين المسلحة وعلى نطاق واسع وهذا ينافي الواقع والعلم ولا يمكن التعويل على صحته إلا من خلال العمل المشترك في الرصد للأهلة الحرجة بين فِرَق الرصد بالعين المجردة والعين المسلحة -وإن كان الأمر محسوماً مسبقاً -ولكن لحسم هذا الأمر وتوثيق المعلومات والنتائج التي يتم الوصول إليها.

كلمة شكر وتقدير:
أتقدم لجمعية الفلك بالقطيف وأعضائها بجزيل الشكر والتقدير والثناء على جهودهم في نشر المعرفة والمعلومات الفلكية بصورة عامة وما يولونه من اهتمام مستمر بأهلة الشهور وجعله الله في ميزان أعمالهم.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

تحياتي
أخوكم / أبو زكي


رابط المقال ( ملف أكروبات )

‏https://drive.google.com/file/d/1FbrImWS6-t702sScu6Jv7Uht2cnL_jxg/view?usp=sharing
 

التعليقات 1
إضافة تعليق
مواضيع اخرى