الكاتب.. الادعاء
23/10/2020


✍🏻 جواد علي المعراج

إن الادعاء يؤدي لتكوين العلاقات غير المتماسكة أو غير المتوازنة بين أشخاص معينين فكل طرف يلجأ لأستخدام النفوذ الاجتماعي بغرض تحقيق أهدافه الخاصة واستغلال ثقة الآخر وهذا طبعا يمثل مدخلا للانخراط في ممارسات الاستغلال بمختلف المجالات الثقافية والعلمية والفكرية.

الادعاء الذي يشمل الخداع يجعل فئة من الكُتّاب تستخدم النفوذ الاجتماعي بغرض إسكات الأصوات المخالفة واستغلال المشتركات الثقافية بطريقة غير صحيحة وتوسيع رقعة النفوذ الاجتماعي لتحقيق طموحات وأهداف واطماع خاصة.

ونضيف إلى ذلك أستخدام وسائل الإقناع التي تميل لتغيير أفكار وسلوكيات الناس بالمكر لنيل المراد من خلال إظهار مشاعر الحب والولاء الخادعة من أجل الحصول على تأييد شعبي من قبل الفئات الواعية بشكل كبير وكذلك استغلال ثقتها الكبرى من خلال نشر العبارات المنمقة والكلام المعسول ورفع الشعارات البراقة.

يعتقد كُتّاب معينين أن اللجوء للخداع عند تكوين العلاقات مع الآخرين يدعم المصالح المشتركة ويقرب القلوب وبالتالي يجعلهم هذا يبدأون معاركهم الوهمية التي تهدف للسيطرة على العقول البشرية بأستخدام شتى أساليب الإقناع والتحايل التي يكون من خلالها ارتداء الأقنعة والانسلاخ عن الذات الإنسانية باللجوء لحيلة جديدة ألا وهي دغدغة مشاعر الغير بغرض ارتداء قناع إسفنجي يخفي خلفه نفسا حاقدة وانتهازية تطمح إلى تحقيق اطماعها الشخصية فقط.

وجدير بالذكر أن المدعين يتجنبون تحمل المسؤوليات الكبيرة والصراعات والضغوطات بمختلف أشكالها لإنهم لا يستطيعون مواجهة الواقع ولا يمكنهم تكوين العلاقات المبنية على الصدق ولهذا ينفصلون عن الواقع عن طريق وضع استراتيجيات المرواغة باعتبارها بسيطة من ناحية إنجاز الأهداف الكبيرة.

ومن الأسباب التي تدفع الكاتب للادعاء هي: الافتقار للوعي والخشية من التعامل مع الأصوات المخالفة والخوف من التعرض للتهميش والتستر خلف الأبواب المغلقة نتيجة لعدم الإقرار بالحق أو القلق من إظهار الكثير من الحقائق التي تريد الفئات الواعية فهمها والتعامل معها بطريقة إيجابية وأيضا عدم فهم الظروف الثقافية والعلمية والفكرية وغيرها.

السيطرة على الرأي العام يحول هذه المشكلة للمسار الصحيح لأن هناك عناصر تتحرك وفق تنمية الوعي والمواهب والإبداعات وتعزيز ثقافة المشتركات بدلا من التركيز على إثارة الخلافات والجدالات بين فئات معينة بطرق مباشرة أو غير مباشرة وخصوصا وأن كل شخض يمارس ضغوطات على الآخر على حساب تحقيق مصالحه الشخصية فقط من دون الاهتمام لخدمة المصلحة الاجتماعية مما يؤدي ذلك لتباعد وجهات النظر وإضعاف قدرة التفاهم والتواصل التعايش وعدم تقبل سلبيات وعيوب الغير.
 

التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى