الأوهام المدمرة للنفس البشرية
3/12/2020

الأوهام المدمرة للنفس البشرية
✍🏻 جواد علي المعراج

قد يكون التعامل صعب مع المصابين بأوهام الاضطهاد ولكن هناك طرق فعالة للتعامل معهم وهي إجراء الحوار أو النقاش الهادئ والتعاطف معهم والحذر من أستخدام أساليب الاتهام وذلك كي لا تصدر منهم ردود الأفعال والسلوكيات العنيفة التي تسبب الأذى والضرر لمن حولهم. من هنا تبرز أهمية التوعية والتثقيف الذاتي الذي له دور كبير في توسيع العلوم والمعارف الإنسانية وتنمية الإبداعات والقدرات بشكل عام.

يعتقد الشخص المصاب بأوهام الاضطهاد أن هناك أشخاص يريدون القضاء عليه أو التأمر عليه أو أنه يتعرض لمعاملة عدوانية وحاقدة بأساليب معينة وقد يقع المصاب بدائرة التفكير المفرط الذي يؤدي للقلق والتوتر والخوف وذلك بسبب التحسس والوسوسة الزائدة عندما يتم طرح أي رأي وفكرة في المجتمع فالمصاب يظن أن الناس تتقصده بالأذى والاتهام دائما.

تستمر فئة من الكُتّاب في الاعتقاد بأن أوهامهم صحيحة مهما كانت الأدلة العلمية والثقافية والاجتماعية الواضحة والجلية التي يتم طرحها من جهة المثقفين بكثرة والخبراء والعلماء.

أن التعرض للنقد المستمر يؤدي للإصابة بأوهام الاضطهاد فعندما يتعرض الكُتّاب المعينين للنقد المستمر فإنهم يتحسسوا من كلام الناس وبهذا يعتقدون بأن كلامهم دليل على إنهم يريدون الانتقاص من قدرهم أو إهانتهم.

وقد تخف الأوهام عند فئة معينة من البشر عند التقدم في العمر ولكن هناك فئات تستمر لديهم الأوهام طول العمر نتيجة ضعف التركيز والاستيعاب بشكل كبير وطبعا عدم السيطرة على الانفعالات الشديدة يضعف الثقة بالنفس وبالآخرين ودائما يجعل المرء يشعر بالهزيمة في داخله.

توجد أسباب تؤدي للإصابة بأوهام الاضطهاد ومنها: العزلة السلبية التي تجعل فئة من الكُتّاب تنعزل عن التواصل مع الآخرين من ناحية عدم تقبل أو تبادل الآراء والأفكار معهم وانعدام المعرفة بأمور معينة تحدث في المجتمع والتهرب من مواجهة الواقع والتركيز على الجوانب السلبية بكثرة إذا ذكرنا الجوانب السلبية فإننا نقصد بذلك إهمال التركيز على الجوانب الإيجابية والميل للتشاؤم الذي يجعل الفرد يشك في الآخرين باستمرار والتشبث بالتفكير السلبي يؤثر على المشاعر والانفعالات ويضعف الثقة بالنفس ولهذا يجب على الإنسان أن يركز على الإيجابية الخاصة به والأفراد المحيطين به كي لا يصاب بالأوهام التي تجعله يظن أن الناس تريد إيذاءه والتأمر عليه بشكل متواصل.

إذا استمرت الأوهام لدى الشخص طول العمر فهو على الأرجح يحتاج للعلاج النفسي الذي يمكن من خلاله أستخدام الأساليب النفسية التي تهدف للمساعدة على التغيير وتحفيز وتشجيع المصاب على التغلب على المشكلات بوضع طرق وخطط واستراتيجيات معينة كما يهدف العلاج النفسي لطرد الانفعالات والأوهام والعواطف السلبية.
 

التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى