بين كبري الجش والأوجام
1/01/2021



كنت أقود سيارتي في الطريق المحلي الذي يربط بلدة الأوجام بـ ( كبري ) بلدة الجش وما إن وصلت فوقه إلا وبتلك البروزات الاسفلتية التي هزت سيارتي من كل الجهات وكادت تتلف عجلاتها وأذرعتها .

بعد تجاوزي البروزات الاسفلتية .. صرت أتساءل : كم مدينة وقرية يخدم هذا ( الكبري ) !! كم شخصاً من البشر يستخدمه ؟ !! لاشك أنه يخدم أكثر من مدينة وبلدة في منطقتنا !! ويستخدمه مئات الألوف من البشر !! .

إذا : أين حس المسؤولية الاجتماعية ... وشعور المبادرة الشخصية ؟!! خاصة بعد أن وفرت الدولة مجموعة من وسائل التواصل لإيصال الطلبات والشكاوى للدوائر الحكومية !! .

ما إن وصلت مقر العمل بحثت عبر الانترنت عن الرقم المجاني لوزارة المواصلات واتصلت بهم وبعد أخذ بياناتي وتحديد الموقع تم تسجيل بلاغ شكوى حول البروزات الاسفلتية وخطورتها على الأشخاص والمركبات وما قد تؤديه في حدوث حوادث مرورية لاقدر الله صرت أتابع الشكوى إلى أن جاء اليوم الذي مررت بسيارتي على كبري الجش ولم أرى البروزات الاسفلتية.

إذاً حس المسؤولية الاجتماعية .. وبروز المبادرة الشخصية صفتان لا ترتبطان بالعرق أو الانتماء أو المناطقية أو العمر أو الجنس أو مستوى التعلم ؛ بقدر ارتباطهما بسعة الأفق واتساع دائرة المسؤولية في الذات البشرية.

لذلك تجد صنفاً من البشر لا يعبأ بشيء حتى لو رأى النيران تتصاعد من بيت جاره !! أو بتكون بحيرة مجاري تحت رجله !! فهمه الأول والأخير نفسه وبيته وأسرته ( يأكل ويشرب وينام ) !! .

و لا تجد على لسانه إلا قول : هذا الأمر لايعنيني وتلك المشكلة لا تخصني وحدي .. فلا يملك ذرة من حس المسؤولية الاجتماعية أو شعوراً بالمبادرة الشخصية ؛ بل ينتظر الآخرين للمبادرة وتقديم طلبات الخدمات الأساسية والضرورية لمجتمعه وهو نائماً يتقلب على فراشه !! .

الشيخ وجدي المبارك
القطيف – الأوجام
 

التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى