لنعيش دون خلاف رغم الإختلاف
25/01/2021


كنت لا أدري وأنا أستمع لأحد أقاربي منذ أيام لموقف موجع حدث له! إن الإنسانية تسكن قلبي وأنا أدخر سلاما وعذرا وأبقي دموعا محبوسة داخلي, ولا أدري أيضا كم سيخطأ قلمي هنا!! كان هذا القريب فرحا برغبة إبنه للزواج واختياره لإحدى البنات, وعندما التقوا بعائلتها لأول مرة بشأن الخطبة التقليدية, فما كان من والد البنت إلا أن يكسر قلب والد المتقدم قائلا: كيف لك أن تتجرأ وتطلب إبنتنا وتخدعنا بوالدك المعاق!! يالله أي قبح هذا !! وماذا بعد !! فأخبرني ذلك القريب كم يحب السكوت والصمت, وهو مازال يعيش على إيقاع جراحه الأليمة ولعله سيعيش عليها طويلا!! أيبقى بعد هذا الموقف إحساس واحترام لضعف وآدمية الآخر!!
ماذا علي أن أرد لأسحب من داخل قريبي الإنكسار!! وفعلا أصبح في هذا الزمن تتعامل الحيوانات بالإنسانية ولا تؤذي بعضها! فكيف انعدمت الرحمة من قلوب بعض البشر الشرسين المفترسين حتى النخاع!! ربما من الصعب إيقاف هكذا دمار اخلاقي عند البعض.
من منّا لا يعرف الناس ذوي الإعاقات اصحاب الهمم؟ هؤولاء بالتأكيد معهم تبدأ الحياة, بل هم البلسم الذي ان وُضِع على جرح اصبح الجرح راضيا شاكرا بشفائه. هذه الفئة من البشر لا طعم لهم ولا لون ولا حول ولا قوة, هؤولاء إحساس يدخلون الأنفاس يُشبعون انفسهم لتصبح أسعد الخلق بمن حولها. هم أشخاص لا يقدرون بثمن يصنعون الرضا والصبر ويحملون كل الحواس في آنٍ واحد.
وهنا الرد لمن يستحق!
ليس هناك مسائل ومشاكل مبتذلة! بل هناك اسلوب طرح مبتذل وفيه معالجة معيبة ومشينة! نحن بإمكاننا الحوار معا حيث المناخ المجتمعي الذي نعيشه ضمن حوار ودي مريح بالحديث عن أي شيئ طالما نحترم ضعف الناس واختلافهم عنا! ولا ينبغي أن نستخف بالضعيف أو نكفر ونغلط المخطئ أو نتنمر على الأشخاص المختلفة عنا دون إرادتهم!

ليس عيبا ان نكشف ونعترف بالحقيقة والواقع وإن كان مرا وموجعا! ولكن العيب أن نتحول إلى نعامات وندفن رؤوسنا في الرمل ونتوارى ونختبئ وراء أصابعنا.
ولكن!!
إن الاختلاف سُنة كونية سنَّها الله تعالى لعباده لأخذ العبرة والعظة, لقد خلقنا الله في الحياة مختلفين عن بعضنا أي كان الإختلاف! حيث هناك اختلافات عديدة على مد العين والنظر! ولكوننا مختلفين هذا بيد رب العالمين! و للأسف المجتمع هو من يجعل المختلف بأن يدفع الثمن كبيرا !! و يبقى المبدأ الأساس هو محاولة تعزيز حضور الحق الإنساني في الشخص المعاق..

والسؤال الصعب جدا هنا??
عندما يمرض الإنسان يتعالج ويمكن يتعافى ولكن! المجتمع المريض من يشخص مرضه ومن يعالجه!؟ دعونا نعيش بسلام دون خلاف رغم الاختلاف.

طوبى لمن يبقي القلوب أحياءً, شكرا لكل من زرع بسمة في القلوب الجريحة.

بنت القطيف:غالية محروس المحروس
 

التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى