تفتيش خصوصيات الأبناء من الوالدين يقتل الدفء و الثقة
12/04/2021


د.نادر الخاطر

في ثورة الرقميات والعالم اللكتروني , بعض الآباء يقتحمون خصوصيات الأبناء و يفتشون في حسابات أبنائهم من السوشيل ميديا ...وحجة التبرير من الأب أو الأم خوف على أبنائهم ....لربما هذا التجسس يقيم جدار في قطع العَلاقة على المدى الطويل...نعم أكون صديق مع الوالدين في مراقبة الأبناء من صغار السن أن كان الأمر يستدعي ....لكن لربما خصيم مع الوالدين في التجسس وتفتيش خصوصيات على الأبناء من سن الرشد ..حيث سن المراهقة لها خصوصية و الشاب يريد إثبات ذاته و صناعة شخصيته.

النصيحة و التوصيات أحد الأسباب الجوهرية في استقامة الأولاد , التوجيه ابتعادهم عن المحرمات و عدم مصاحبة الأشرار و صديق السوء ...فتيل النصح والتوجيه إشعاله أفضل من التفتيش في الخصوصيات .... الأمور ربما تكون مختلفة في الحالات الشاذة من سبيل المثال : الابن لا يسمع النصيحة و لا يعمل بها في هذه الحالة إلزامي من الوالدين التدخل عن طريق المباشر و غير المباشر في استقامة الابن/البنت خوفا عليهم من الانحراف.

توجد شريحة من الأمهات أو الآباء مصابين بعطل و علة حب التجسس و الفضول فهذا العطال مرض الفضول لربما ليس منحصر في مراقبة الأبناء حيث يتطور في مراقبة الزوجة للزوج أو العكس و مراقبة الناس , التجسس في جميع أنواعه عمل قبيح مرفوض شرعاً قبل أن يكون مرفوض اجتماعياً ويخلق الشكوك و الظن و يزيد المشاكل عوضًا عن حلها.

الحياة الطبيعية لربما الولد أو البنت يقعان في الخطأ...فليس عيباً أن يقع الابن في خطأ سلوكي أواجتماعي من طبيعة الحياة .. ينبغي علينا نحن الآباء في تعريفهم الصواب من غير الصواب و معالجته من مستودعات تجربتنا في الحياة ...ليس أن نكون سياط جلاد عليهم و التلصص و التفتيش عليهم...فليس من حق الوالدين الإباحة في تجسس على الأبناء حتى لا ينقطع الاحترام و الثقة بينهم.

أعجبتني مقولة جوهرية منسوبة إلى الإمام علي عليه السلام : لا تكن قاسيا فتكسر ولا لينا فتعصر و في مورداً أخر لا تكن ليناً فتُعصَر ولا تكن صلباً فتُكسَر, معاملتنا مع الأبناء لا ينبغي في التضيق عليهم من قوانين صارمة أو أفعال قاسية ...على سيبل المثال زراعة كاميرات في غرف الأبناء أو استخدام تطبيقات تربطك في حساب ابنك أو مراقبة الزوج أو الزوجة ...هذا الفعل مبالغ فيه , ينبغي إعطاء الابن قيمته و مكانته في البيت و تشعره بانه عنصر فعال في الأسرة و تترك له / لها مساحة كبيرة في الاختيار و التشجيع في برامجه/ها الرياضية و الدينية و التطوعية و كذلك لا يكون رب الأسرة لين وضعيف فتفلت منه زمام الأمور و الأبناء تنحرف إلى طرق يصعب السيطرة عليها حيث حكمة الإمام تشير إلى الوسطية في مراقبة الأبناء من موازين الاعتدال و الحكمة.
 

التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى