عبد العلي الدعبل نموذجا للعطاء
21/09/2021

بقلم: محمد الشيوخ



أجرى مؤخرا رجل الأعمال الحاج عبد العلي عبد الله الدعبل عملية جراحية لزراعة الكبد تبرعت بها شقيقته المعلمة حكيمة التي تعمل مرشدة طلابية في المدرسة الابتدائية الثانية بسنابس تكللت بالنجاح ولله الحمد ولكنه لازال يتلقى العلاجات اللازمة لحين تماثله التام للشفاء بحول الله قريبا.

هذا الحاج الذي مازال محبيه يبتهلون لله كل يوم بالشفاء العاجل له منذ تناهى لمسامعهم خبر توعكه يعد من الرجالات الذين جعلوا عمل الخير المتمثل في مساعدة الفقراء والمعوزين ودعم المشروعات الخيرية في أماكن مختلفة تتجاوز حدود بلادهم سلوكًا يوميًا في حياتهم وعلى إثر ذلك العطاء الدائم بارك الله لهم في أرزاقهم وأموالهم لأنهم أصبحوا واسطة لله في التخفيف عن آلام الفقراء والإحسان إليهم وإدامة المشروعات الخيرية.

الكثير ممن عاشر الحاج أبو محمد الدعبل صاحب المطعم ذائع الصيت في جزيرة (مطعم الدعبل) عن قرب يحتفظ بعشرات الأمثلة والمواقف في هذا المجال. من أسباب التوفيق لهذا الرجل صاحب النكتة المميزة والابتسامة الدائمة والحس الفكاهي المتوقد كما أظن راجع لمحبته الكبيرة للناس والاستدامة في خدمته للفقراء ودعمه السخي للأنشطة الخيرية في المجتمع وهي صفات الرجال النبلاء والكرماء وأصحاب القلوب الرحيمة والنفوس الخيرة.

أتذكر ذات يوم التقيت به في مكتبه العقاري الذي أصبح بمثابة “ديوانية” ليلية مفعمة بالأحاديث الاجتماعية حيث يحتضن فيه خيرة أصحابه ودار الحديث معه عن بعض المشروعات الخيرية في جزيرة تاروت ومن بينها مشروع مسجد الأئمة ع بحي المناخ الجديد. فسألني عن كلفة المقاول لتشطيب المشروع؟ قلت له ما بين: 300 - 350 ألف ريال . قال لي : أبلغ المقاول بأن أجرة عمل اليد للتشطيب كاملة ستكون من طرفنا بمشيئة الله إن أطال في أعمارنا .

وأعرف شخصيا بعض الفقراء والضعفاء من الناس يأتون لمحله المبارك وبشكل يومي ومنذ سنوات يأخذون وجبتي العشاء والغذاء مجانا وربما مع تلك الوجبات يمنحون حصة من الأموال أيضا بعنوان “الخارجية اليومية”. وسمعت من بعض الأصدقاء يروون الكثير عن مآثر هذا الرجل المعطاء. على سبيل المثال نقل لي الأخ الصديق الحاج محسن شلي قائلا: كان الحاج عبد العلي يزود بعض الضعفاء من العمالة الاجانب العاملين في جزيرة تاروت أما بوجبة الغذاء أو بوجبة العشاء وبشكل شبه دائم تقريبا.

وأفادني الاخ رئيس مجلس إدارة جمعية تاروت الخيرية الأستاذ محمد الصغير بأن الحاج تبرع بالطابوق كاملا لمبنى الذكر الحكيم وتعهد بالتبرع أيضا للمبنى الإداري للجمعية لكن المرض أعاقه عن إكمال هذه المهمة هذا فضلا عن التبرعات المنتظمة المقدمة للجمعية ومنذ سنوات.

كما وقد حدثني الكثير ممن أعرفهم شخيصا عن مواقف عديدة مشابهة لهذا الإنسان النبيل فعلى سبيل المثال نقل لي أحد الأصدقاء أيضا أن الحاج عبد العلي كان ذات يوم خارج البلاد وذهب للصلاة في أحد مساجدها القديمة وكان الجو حينها شديد السخونة ولا يوجد في ذلك المسجد الذي قصده للصلاة وحدات للتكييف فما كان منه إلا أن تبرع بقيمة كل الوحدات لهذا المسجد وفي ذات الوقت كي يصلي الناس في أجواء أكثر راحة. هذه مجرد أمثلة قليلة من نماذج العطاء وهناك عشرات الأمثلة الكثيرة في السخاء التي يعرفها الكثير من أصدقائه ومعارفه عن هذا الرجل المعطاء.

أمنياتنا للحاج عبد العلي الذي يعد أنموذجا في العطاء والبذل وشقيقته المعلمة حكيمة (أم حسن) التي سطرت هي الاخرى أروع المواقف في الحب والإيثار والتضحية والفداء والعطاء أيضا بتبرعها لأخيها أبي محمد بنصف كبدها لإنقاذ حياته ليتمكن من مواصلة طريق العطاء ووافر الصحة والعافية والسلامة والدعاء لهما بالشفاء العاجل وطولة العمر.


* رئيس التحرير بمجلة العطاء
* تم النشر في مجلة العطاء العدد 17 التابعة لجمعية تاروت الخيرية
 

التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى