مراسم الفاتحة
25/05/2022



هناك مراسم خاصة لأجل الميت بعد الدفن دعا لها الدين وسيرة المؤمنين كافية لبيان ذلك فالمؤمنون يصلون صلاة الوحشة أو الهدية لموتاهم في ليلة الدفن أو ما بعد الدفن ويجلسون لقراءة الفاتحة والتعزية وتسلية بعضهم بعضا وصدقات وإباحة وتفقد وغيرها من المراسم الاجتماعية المفيدة للحي وللميت
وصلاة الوحشة أو الهدية للأموات تصلى في الليل وتهدى للمتوفي ويمكن أن تصلى صلاة واحدة وتهدى لأكثر من شخص واحد متوفي ووقتها ليلا أما لماذا اُختصت بالليل وتؤجل الصلاة إذا مات الميت نهارا إلى الليل فهذا لحكمة إلهية نعرف منها أن الميت في أول الموت وفي أول مراحل دخول الروح عالم البرزخ يكون للميت تمييز أو اتصال مع العالم الدنيوي إذا لا يحصل الانقطاع فهذه الصلاة تخفيف عليه بعدها يتعمق ويدخل مرحلة ما بعد الحد الفاصل بين العالم الدنيوي والبرزخ فلا تمييز بين الليل والنهار فهو في هذه المرحلة يحتاج إلى هذه الصلاة وهو يحتاج إلى كل خير يصله من الدنيا ولكن هنا ذكر خاص لهذه الصلاة وفي الرواية التي نقلها الفقهاء وأنقلها عن كتاب الصلاة لسيد الخوئي-ج٧-ص٣٤٦-٣٤٧عن العروة الوثقى قال النبي(ص) لا يأتي على الميت أشد من أول ليلة فارحموا موتاكم بالصدقة فإن لم تجدوا فليصل أحدكم ركعتين يقرأ في الأولى الحمد وآية الكرسي وفي الثانية الحمد والقدر عشرا وإذا سلم قال: اللهم صل على محمد وآل محمد وابعث ثوابها إلى قبر فلان فإنه تعالى يبعث من ساعته ألف ملك إلى قبره مع كل ملك ثوب وحلة ومقتضى هذه الرواية ان الصلاة بعد عدم وجدان ما يتصدق به

أما إذا تأخر دفن الميت عن الليل إلى اليوم الثاني فبعض الفقهاء قال أن الأولى أن يؤتى بالصلاة هذه في أول ليلة بعد الموت سواء أدفن أم لم يدفن وعلق السيد العظيم عليها بقوله لاستحباب المسارعة إلى الخير والتعجيل في دفع الشدة عن الميت الذي هو الملاك في تشريع هذه الصلاة بموجب النص وأقول أن هذه الصلاة تنقطع بها روح الميت لا جسد الميت فبعد ان فقدت الروح ارتباطها بالجسد فإنه لايهمها كثيرا دفن أم لم يدفن هذا الجسد فتأخير الصلاة أو الصدقة أو ما شاكل من أعمال الخير إلى ما بعد الدفن لا وجه له فروح الميت هي الآن في وضع حرج بسبب الانتقال من عالم مهما كانت هذه الروح واستثني الأرواح الاستثنائية فهي في هذه المرحلة أحوج ما تكون إلى هذه الصلاة وأمثالها إلى الخير

أما إقامة الفاتحة لروح الميت واستقبال المعزين لأهل الميت فهنا الفائدة تعود على الحي وعلى الميت على الميت من جهة التسلية والإحساس بوقوف أهله ومجتمعه معه وهذا أمر بالتأكيد مطلوب من الناس أما الميت فينتفع بأمور كثيرة فما عدا قراءة القرآن أو الفاتحة والتعزية إن تقبلت طبعا فإنه ينتفع باجتماع الناس وألفتهم فهو سبب من أسباب اجتماع الناس والأهل وهذا له مردود قوي على الميت ولهذا فمن الجميل أن يعتني أهل المتوفي بهذا الأمر حتى في وضع اجتماعهم ووقوفهم وترتيبهم بحيث يتمكن المعزي لهم من جلوسه براحة وسلامه براحة وهذا يشمل أمورا كثيرة هي واضحة للجميع وهنا اقتراح لجلسات التأبين وله مجال أيضا حتى في الفواتح المعروفة فتبدأ هذه الجلسة بقراءة الفاتحة إلى المتوفي أو المتوفين ثم عدد معين من الصلاة على محمد وآل محمد نيابة عن المتوفي وتهدى إلى إمام معين فهذه الصلوات مجال تقبلها أوسع من غيرها وهي خير هدية تقدم إلى الميت ثم يعقب ذلك كلمة قصيرة أو أبيات حسينية لمدة لاتزيد عن الربع أو الثلث ساعة وأيضا يستمع لها نيابة عن الميت بعد هذه الفقرة تلقى كلمة مختصرة جدا عن الميت وإن الإنسان مهما كان فلديه ذنوب وتبعات لله وللعباد وأفضل ما يعمل له في هذا المجلس أن يستغفر له فعلينا أن نقوم بالاستغفار له لمدة دقيقتين أو أكثر بقولنا: اللهم رب محمد وآله اغفر لفلان أو فلانه بحق محمد وآله

بعد هذا الاستغفار يأتي دور عدد آخر من الصلاة على محمد وآله بعددعشرون مثلا أو إكثر من الصلوات وبعد الصلوات يتهيأ الجميع لقراءة دعاء التوسل التوسل إلى الله بأهل بيت الرحمة في أن يقرب المتوفي لمحمد وآله بعطائهم اللا متناهي وأن ينفسوا عنه كل ضيق يمر به ويعد هذا التوسل أيضا عدد معين من الصلوات كالسابقة بعد هذا التوجه لإملم الزمان التوجه بزيارته بتوجه وعدم إطالة أي توجه مختصر براحة وإقبال والطلب منه صلوات الله عليه وعلى أهل بيته الطاهرين أن يكفر عن المتوفي الذنوب التي لم تزل أو آثارها لم تزل ويتقبل الله أعماله بأحسن القبول وأرقى قبول وذلك بشفاعة صاحب الزمان له عند الله

بعدها يأتي دور الوجبة الأخيرة من الصلوات وحبذا لو تكون مجمع الصلوات في المجلس كله مائة صلاة على محمد وآل محمد
ونترك عنا أيها المؤمنون الإسراف في الفواتح أو الإسراف في الأفراح لكي نتفادى عقوبة النعمة ونؤدي الشكر لله بالحفاظ عليها ونصونها نعم أيها الفقير حاول قدر الإمكان أن تتمسك بالحياة إلى آخر نفس فموتك أو زواجك سيكون مأزق على عائلتك قل من سيدفع تكاليف تجهيزك سواء كان في الفرح أو الموت تكاليف مراسيم الفرح أو مراسيم الزواج والضيافة كالشاي والقهوة والمشروبات وغيرها من تكاليف سواء في الموت أو الفرح وغيرها من خدمات نعم أيها الفقير وميسور الحال والغني حاولوا أن تمسكوا بالحياة والاقتصاد في مثل هذه الأمور إلى آخر نفس لكي يتعايش الفقير في الحياة على هذا النمط في الفرح أو الحزن ويسلك طريق الاقتصاد خاصة في هذه الفترة المكلفة جدا
اللهم اجعلنا من المحافظين على النعمة والشكر لله بحق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين أنك سميع مجيب وتختصر الفاتحة على خطيب عصرا وخطيب مساء كل منهما ثلث ساعة وقراءة القرآن والدعاء للميت
والله ولي التوفيق:
أخوكم/ صالح مكي المرهون أبو منتظر
 

التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى