تحصيل الإخلاص هو العمل الخالص لوجه الله لاتريد أن يحمدك أو يشكرك عليه أحد غير الله عز وحل والإخلاص درجات بعضها أصعب من بعض ورسول الله وأهل بيته المعصومون عليه وعليهم أفضل الصلاة نالوا الدرجة العليا من الإخلاص أي الإخلاص الخالص مئة في المئة والإخلاص حالة عامة للإنسان وتوجه عام وليس فعلا معينا يدرب الإنسان على فعله أي أن الإخلاص إذا أردنا أن نجعله صفة للإنسان لا أمرا طارئا عليه فهذا يتطلب تدريبا عمليا في كل أفعال الإنسان ونواياه وبالتأكيد هذا التدريب فيه جهد نسبي يختلف من شخص إلى آخر والعمدة في ذلك هو الإيمان الصحيح أي أن الإخلاص والابتعاد عن الرياء والشهرة لا يكتسب إلا بالإيمان الصالح ومع الإيمان لا بد من فضح النفس للنفس فهذا الافتضاح يجعلها تركز على خفايا سلوكها وعملها وهي مهمة شخصية تعني الشخص ذاته فهو المطلع على خفايا نفسه والقادر على فضحها.
وأيضا مراجعة النفس دائما في أفعالها حتى يكون الإنسان على بينة من وسوسات الشيطان والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى بفضح الشيطان في النفس في هذه الموارد والإكثار من قول:( أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له) هو عامل مساعد للتخلص من الرياء الرياء معناه الحديث عن الإخلاص في النية والعمل مطلق العمل سواء كان عباديا أم معاملاتيا والمشكلة التي يواجهها المرائي أنه يعمل كما يعمل المخلص أي أن ظاهر العمل واحد فهذا ينفق وذاك كذلك وهذا يصلي والآخر كذلك في الظاهر ولكن العائد مختلف لاختلاف النية فالمرائي لا أجر له فمثلا لو أنفق رياء فإن هذا الإنفاق ستكون له مردودات شخصية على المرائي وعلى المجتمع
اللهم أجعلنا من المخلصين وأبعدنا عن المرائين وأجعل أعمالنا خالصة لوجهك الكريم أنك سميع مجيب
والله ولي التوفيق:
أخوكم/ صالح مكي المرهون