الطفل المولود حديثا :من الولادة حتى شهره السادس
10/04/2017

لايستطيع الطفل الوليد إدراك مفهوم الشخص ،  ولايعي أن الشخص الذي يحمله بين يديه هو والدته ،  بل أنه لايعي بأنه منفصل حتى عن هذا الشخص الذي يحمله . 

إنه يتجه غريزيا إلى النظر في وجهك و الانتباه لنبرة صوتك ، وذلك لأنه في قرارة نفسه يدرك أن قدرته على البقاء حيا تعتمد على نيل احتياجاته منك .

أثبتت الدراسات أن الجنين يتمكن من استخدام حاسة السمع وهو لا يزال في بطن أمه ،  بل أنه يستطيع تمييز صوت والدته عن باقي الأصوات بعد ولادته .
وفي المقابل ، يكون الأمر صعبا بعض الشيء بالنسبة إلى الأم حتى تتمكن من تمييز بكاء طفلها عن بكاء الأطفال الأخرين ، أو حتى معرفة أسباب بكائه .هل يبكي لأنه جائع ؟ أم بسبب مغص ألم به؟ أم لأنه يشعر بالتعب فحسب ؟

إذا كان هذا طفلك الأول ، فإن الأشهر الأولى من حياته ستكون كالكابوس بالنسبة اليك ، لأنها ستفتقد الاستقرار و سيبقى التذبذب صفة ملازمة لها ، مما سيشعرك بالتعب و الإنهاك أغلب الأوقات .

ليس المهم في هذه المرحلة العمريه أن تتمكني من تغيير حفاظ الطفل بمهارة ، بل ما يهم حقا هو مدى قدرتك على الاستجابة لاحتياجات طفلك .

وبعكس ماقد تلقنك إياه والدتك أو جدتك عن عدم تدليل الطفل حتى لايعتاد الأمر بعد ذلك  ، تأكدي أنه أصغر كثيرا من أن يلفك حول إصبعه الصغير هذه المرحلة الجميلة ستأتي لاحقا !
  
حينما تستجيبين لبكاء طفلك ، فإنك بذلك لاتستسلمين له بقدر ما تلبين حاجته إلى الحب و العطف والاهتمام 
في كل مرة تستجيبين فيها لطفلك ، فإنك تعلمينه أن يثق بأن احتياجاته ستلبى في المستقبل .

تركك الطفل يبكي لفترة طويلة من الزمن وهو لايزال في الأشهر الأربعة الأولى ، لايدربه على الصبر مثلا للحصول على وجبته ، أو على أن يعود  لمواصلة قيلولته . كل ما يصل للطفل في هذه الحالة أنه لايوجد من يهتم به و أنه لايملك من أمر نفسه شيئا .

خلاصة القول،  إن محاولة التأديب في هذه المرحلة العمرية لاتجدي نفعا بكل تأكيد 
كما أن محاولة تنظيم أوقات النوم و الطعام في الأيام الأولى من عمر الطفل مسألة غير حكيمة  ، ولابد من الصبر لفترة لاتقل عن الثلاثة ِأسابيع لتحصلي على النتيجة المرجوة 

من الصعب جدا تعويد طفل لم يتجاوز الشهرين على نظام نوم معين لكن من الممكن الوصول إلى هذه المرحلة من خلال البدء بتنظيم وجباته ،  مبتدئة بملاحظة كمية الحليب التي يتناولها. إذا كان الطفل يبكي بعد الوجبة فهذا يعني أنه يجوع بشكل أكبر من الطفل العادي . حينما يبدأ الطفل بشرب كمية حليب أكبر يكون عادة بين الثلاثة و الستة أسابيع من العمر ، و تصبح المدة الفاصلة بين كل وجبة و أخرى حوالي الساعتين إلى الأربع ساعات 

عند هذه النقطة يصبح لديك الخيار،  إما أن تتركي الطفل على سجيته أو أن تطوري هذا النمط الغذائي الذي توصل إليه إلى روتين دائم  . وتذكري أنك كأم تمتلكين السيطرة التامة على الموقف . فعندما يطلب طفلك الطعام في الأوقات نفسها كل يوم ،  وهي أوقات لا تناسبك ،  كونها تتطلب مثلا الاستيقاظ ليلا أكثر من مرة،  ماعليك حينها إلا أن تبدلي هذه الأوقات بإطعامه كل يوم أبكر من اليوم الذي سبقه حتى تصلي إلى الوقت الذي  يرضيك 

يحتاج الطفل في هذا العمر إلى الكثير من العناية الجسدية من إطعام ، تغيير حفاظ ، تحميم .... ألخ . لكنه يحتاج أيضا إلى الحافز و المنبه فعلى الرغم من كونه عاجزا عن الحديث إلا أنه يحب رؤية وجهك و سماع صوتك . 
فاحرصي على الاتصال به دوما و سرعان ما ستكافئين على ذلك من أول ابتسامة على ثغره الصغير .


أكثر مايمتع الأطفال المولودين حديثا :

* الاتصال الجسدي الحميم المعانقة تطويقه بذراعيك و تربيتك على ظهره إضافة إلى التدليك 

*تأمل الوجوه ففي الأسابيع الأولى من عمر الطفل لاشيئ يستهويه كما الوجه البشري 

* التأرجح و الهدهده 

 * الاستماع الى الموسيقى وإلى نبرة صوتك المحببة الى نفسه 

* الأغراض ذات الألوان النابضة بالحياة على مقربة من الطفل و بخاصة المتحركة منها 

كيفية التغلب على الصعوبات التي ستواجهك بعد الولادة :

-استغلي كل فرصة ممكنة لتأخذي قسطا من الراحة , حاولي أن تأخذي غفوة في الوقت الذي يكون فيه طفلك نائما .

- دعي الأمور تسير في مجراها ، ولا تتوقعي الوصول إلى درجة الكمال .

- اطلبي المساعدة من شريكك ، صديقاتك ، والدتك ، أو أي شخص بإمكانه أن يقوم عنك بالأعباء اليومية من غسل الملابس ، طبخ ، تسوق ..ألخ

- حاولي استقطاع جزء من الوقت لتمضيه مع شريكك و أطفالك الآخرين ، لتقتلعي أي بذرة غيرة أو استياء ممكن لها أن تنمو و تكبر بدون وعي منك .

- حاولي تقاسم مهام العناية اليومية بطفلك من تحميم ، تبديل حفاظ ..الخ مع شريكك

- عودي إلى أنوثتك سريعا ، و لا تهملي نفسك بأي شكل من الأشكال .


.. 

 


التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى