القلق من الانفصال
من ملامح هذه المرحلة أن الطفل يبدي تعلقا مضاعفا بوالدته مفضلا إياها على الجميع و يتجسد ذلك في صورة اعتراض أو مقاومة حين تغادر الأم الغرفة أو تتجه نحو الباب فطالما أنت أمام عيني طفلك يكون سعيدا راضيا و حالما تختفين عن ناظريه يبدأ بالبكاء.
يختلف الأطفال عن بعضهم البعض في هذا الامر خلال الفترة الزمنية التي يظلون فيها متعلقين بالأم .
إلا أنها في كل الأحوال تصل إلى ذروتها في حوالي الشهر التاسع وتخفف تدريجيا بعد ذلك لتظهر في الشهر الثامن عشر من عمر الطفل و يطلق عليها عادة قلق الانفصال و هي دليل مقدرة الطفل على التذكر و المقارنه فهو يعلم أنك راحلة عنه ولو لدقائق و أنه لن يكون سعيدا لأن الأمر نفسه لم يرقه في المرة السابقة .
إذا كنت قد تحضرت للعودة إلى عملك في هذة الفترة الحرجة من تطور الطفل و نموه لا أخفي عليك أنك ستواجهين بعض الصعوبات التي من شأنها أن تغير بعض خططك لهذا الأمر .
التحرر من قلق الانفصال :
* تأكدي أن الطفل ليس مريضا أو تحت أي ضغط عاطفي فالأطفال أيضا يميلون إلى الالتصاق بالأم لهذه الأسباب
* حاولي تقبل فكرة أنها مجرد مرحلة لا بد أن يمر بها كل طفل و أنها ستنتهي عاجلا أم آجلا و أسوأ وقت الانفصال قد يكون قبل سنته الأولى .
* لاتتركي نفسك فريسة للشعور بالغضب خذي نفسا عميقا كلما شعرت بالضغط
* إذا كان عليك مغادرة الغرفة لفترة وجيزة استمري بمحادثة طفلك ليعرف أنك لاتزالين موجودة
* لا تغيبي عن الطفل في غفلة منه
* إذا كنت تنوين ترك الطفل في رعاية شخص آخر في هذه الفترة يستحسن أن تفسحي المجال لطفلك ليتعرف عن الشخص الجديد فمن شأن ذلك أن يساعد على الاستقرار
* قومي بطمأنة شريكك بأنه لم يقترف خطأ مع الصغير و أنه لايفضلك عنه فالآباء يشعرون بالنبذ من قبل الطفل في هذه الفترة أعلميه بأن هذه مرحلة في سبيلها إلى الأنتهاء و أن في إمكانه المساعدة لحصول ذلك
* أحب كثيرا ممارسة لعبة إخفاء الوجه مع الأطفال الصغار فهي تساعدهم على معرفة أن مالايرونه لايزال موجودا فأقوم أحيانا بتغطية وجهي بشرشف أو تغطية جسمي كاملا بلحاف وذلك للأطفال الأكبر قليلا و أحيانا أقوم بإخفاء الكريات تحت الأكواب إذا تمكنت من فعل ذلك و نجحت في إضحاك الطفل فإن ذلك يساعده على التعلم بصورة أسرع .
....
