الطفل من الشهر الثامن عشر حتى عمر الثلاث سنوات
13/04/2017



بعد أن يخطو الطفل خطواته الأولى سيكون العالم بالنسبة إليه أكثر إثارة من أي وقت مضى، سيكون طفلك شبيها بمسبار فضائي تم إطلاقه في مرحلة جديدة من القابلية للتحرك ،اما بالنسبة إلى الكلام ففي الشهر الثامن عشر سيتمكن من نطق بعض المفردات بشكل واضح و بكل تأكيد ستكون إحدى هذه المفردات كلمة "لا ".

الممتع في هذه المرحلة من الشهر الثامن عشر حتى الثلاث سنوات أن الطفل لا يزال يعتبر بشكل رسمي طفلا يخطو خطواته الأولى ،فهو ليس طفلا حديث الولادة لايمتلك بعد أي مهارات وفي الوقت نفسه لايزال يعاني قصورا في مهاراته الجسدية العقلية و الأجتماعية ،إنه كالمراهق تماما يقع في منتصف مرحلتين و لهذا الأمر سلبياته كما له إيجابياته بالنسبة إلى الطفل ولك أيضا .

بخلاف المرحلة السابقة التي كان الطفل يرى العالم فيها مكانا رائعا للمغامرة و الاستكشاف فإنه في هذه المرحلة يرى أن العالم بما فيه أنت يمنعه من أخذ ما يريد في الوقت الذي يريد بالنسبة إليه هذه هي المرة ألاولى التي يعي فيها أنه كائن مستقل ممكن أن تكون له إرادة تبقى المشكلة في أنه لا يستطيع بعد استخدام هذه الإرادة فالجزء المسؤول عن السيطرة على النفس في الدماغ لم يتطوربشكل كاف بعد لذا فرغم مجاهدته للحصول على استقلاليته لايزال يعتمد عليك إلى حد كبير

حتى ولو بدا طفلك ثرثارا يستوعب كل ماتقولينه له فإن عقله لايزال يعمل بطريقة مختلفة عنك فإلى أن يبلغ طفلك على الأقل عامين و نصف العام ستظل هناك بعض الأشياء التي لا يستطيع فعلها أو استيعابها كما يجب .

هناك مرحلة يطلق عليها ( سنتي المتاعب ) وهي تبدأ عادة قبل سن الثانية حينما لايمتلك الطفل أي سيطرة على رغباته و في الوقت ذاته محبط لإدراكه قدراته المحدودة مع نهاية هذه المرحلة في نهاية العام الثالث أو بعدها بقليل يتحلى الطفل بشيء من النضج يؤهله لتكون لديه قدرة نسبية على السيطرة على النفس

في هذه المرحلة ستواجهين الكثير من التحديات وليس معنى ذلك أنك تمرين بوقت سيء في تربية طفلك خصوصا إذاماحصنت نفسك بالتوقعات المعقولة و المنطقية
فالأطفال في هذه السن من الممكن أن يكونوا سريعي الغضب غير منطقيين متعبين وذوي ردود أفعال غير متوقعة لكنهم أيضا يكونون ممتعين محبوبين متحمسين للحياة لذا استمتعي قدر استطاعتك بهذه المرحلة .

ملامح هذه الفترة العمرية :
- الصبر ليس من صفات الأطفال بعض الأطفال يستطيعون الصبر لفترة وجيزة لكن الكثير منهم لايستطيعون الصبر لدقيقة واحدة

- مسألة التخطيط أمر بعيد عن طفل هذه المرحلة فإذا ما خطرت بباله فكرة فإنه سيسعى إلى تنفيذها من دون أن يفكر في عواقبها أو حتى كيف سيكون شعوره حينها

- إنه لا يستطيع التحكم بنفسه

- إنه لايمتلك غريزة الإحساس بالخطر بعد

- إن ذاكرة الطفل محدودة مما يعني أنه عليك أن تكرري قولك مرات مرات

- إنه لايفهم معنى الوعد إلا إذا تم تنفيذه فهو حين يرغب بشيء فإنه يريدة في الحال مما يعني أن محاولة مساومته ستكون فاشلة بالتأكيد

- إنه لا يستطيع مجاراتك في طرحك عدة خيارات له أنه بكل بساطة لايعرف معنى أيا من...أة فهو سيرغب بالشيء ونقيضه في آن مثال: سيرغب في ارتداء حذائه وخلعه في الوقت نفسه

- إنه لا يعي أن تصرفاته قد تؤثر على مشاعر الآخرين كما أنه لايحب تبادل الأدوار فلو قلت له مثلا دع سوزي تلهو باللعبة لبعض الوقت فإنه سيعتقد أن اللعبة لن تكون له بعد الآن

- إنه يرغب بكمية من الاهتمام قد تفوق طاقتك وقدرتك على العطاء إنسانيا بل و يحتاجها لعدد من الساعات قد يتجاوز عدد ساعات اليوم الواحد

كيفية التغلب على صعوبات هذه المرحلة

الاستدلال المنطقي إيضاح الأسباب التوسل المساومة و التهديد و لا مفردة من هذه المفردات من شأنها أن تجدي نفعا مع أطفال هذه المرحلة .
لتأتي إحدى هذه الاستراتيجيات مفعولها فإن طفلك بحاجة إلى بلوغ نضج عقلي لم يتطور دماغه ليصل إليه بعد .

وضع الحدود السيطرة العادلة الثابتة و الروتين الثابت هي الاستراتيجيات التي من الممكن أن تجدي نفعا في هذه المرحلة قد تمرين بأوقات تشعرين فيها أن طفلك سيواصل تصرفاته الجنونية إلى الأبد مثلا قيامه بضرب أطفال معه في الحضانة ثقي بأنه لايفعل ذلك متعمدا إنه بكل بساطة يلجأ إلى التصرف فيزيائيا عن طريق جسده لأنه لا يمتلك القدرة على التعبير عن شعوره شفويا وليس معنى ذلك أن تستسلمي للطفل أو أن تديري ظهرك لما يفعله

في هذه المرحلة ليس مهما إذا ما غطى طفلك وجهه أو طاولته أو حتى الأرضية بطعام العشاء في محاولة منه لإطعام نفسه فما يعني حقا هو محاولته استخدام جميع أسلحة الطفولة من صراخ أو رفس وبكاء لتحقيق رغباته
هنا لا بد أن تضعي له حدودا واضحة و تشعريه بأن هناك من هو أكبر منه و يستطيع السيطرة عليه وهو أنت

تظهر في هذه المرحلة أهيمة قانون التماسك في المرحلة السابقة لم يكن الطفل يلاحظ الفرق في المعاملة التي يتلقاها ليستغلها لصالحه أما الآن في هذه المرحلة فإنك إذا لم تبدي موقفا موحدا في جميع المواقف أو إذا ما تبدلت نبرتك حول أمر ما حسب ما تشعرين فتأكدي أن طفلك الصغير هذا سيلاحظ هذا الشق الصغير في درعك و سيستغله إلى أقصى مما تتخيلين .





 

التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى