سلوك طفل ماقبل الثالثة لايختفي فجأة عند سن الثالثة كثيرا من الخبراء يعتقدون أن الطفل و حتى الرابعة من العمر لايزال تقنيا طفل ما بين المرحلتين

القدرة على السيطرة على النفس تأتي تدريجيا كما أن نوبات الغضب تصبح أقل لقدرة الطفل على استيعاب الأسباب بشكل أفضل إلا أنها لا تختفي بشكل نهائي

عملية النضوج هذه قد تواجه بعض العراقيل الجديدة كقدوم أخ أو أخت للطفل حيث تجدين أن طفلك الصغير ذا الأربعة أعوام الذي استطعت أخيرا التواصل معه بالحوار الهادئ قد استحال مجددا إلى ذلك الصغير الهائج البعيد عن التعقل لكن بشكل عام فإن هذه المرحلة تبدأ بالتراجع بين الثالثة و الخامسة من العمر حيث يكون العقل قد بلغ قدرا من التطور يؤهل الطفل للسيطرة على النفس بشكل أكبر و للتصرف بطفولية بشكل أقل

إن طفلك الآن يتعلم كيف يفكر كما سيبدأ بمشاركة أقرانه عملية اللعب بعد أن كان يجاورهم فقط أثنائها إصبح يستطيع الانتظار (لبعض من الوقت ) و لم يعد منغلقا على نفسه في عالمه الصغير فقد أدرك أخيرا أن هناك آخرين يعيشون في هذا العالم

يتطور مستوى حوارك مع الطفل كثيرا في هذه المرحلة لقدرته على التعبير عن نفسه بشكل أوضح أولا و لأسئلته اللانهائية ثانيا

فإذا كانت المفردة المفضلة لابن عامين هي لا فإن أكثر كلمة محببة لطفل الثالثة هي لماذا و الأمر هنا يتعدى عملية طرح الأسئلة الكثيرة ليصل إلى رغبة الطفل في تحديك و الخوض معك في حوار مطول

إلا أن فهم الطفل للمسببات يظل قاصرا حتى هذه المرحلة فلا تتوقعي منه أن يتواصل معك في حوار منطقي بسلاسة أو يستوعب تفاصيل تفسيراتك للأشياء و يكون هذا الأمر واضحا حين تقدمين على تفسير أمر معين له فلا تؤدي أجابتك عن سؤاله إلا إلى لماذا جديدة.

كثير من الأطفال يجدون صعوبة في التفريق بين الحقيقة و الخيال فكل ما يتلقونه أو يرونه هو حقيقة لا محالة في السنة الرابعة قد يتخذ الطفل لنفسه صديقا خياليا هو غالبا يمتلك نفس شخصيته يحب ما يحبه الطفل و يكره ما يكرهه مثال : بينكي لايحب البازلاء أيضا و حين يرتكب الطفل خطأ ما فأن بينكي الصديق الخيالي هو من يجب أن يعاقب !

الحكايات الطويلة و القصص الهادفة و الأصدقاء الخياليون ليسوا بأدلة على أن طفلك في طريقه ليصبح شخصا كاذبا في المستقبل إنها مجرد مرحلة طبيعية من تطور الطفل و نموه و إشارة على أن الطفل يتمتع بخيال خصب

تستطيعين أن تعرفي الطفل بلطف على الفارق بين ما هو حقيقي و ما هو مزيف دون أن تضطري لتحديه بشكل مباشر أو لنكران المشاعر التي يحس بها حقيقة

علميه أنه من الجيد قول الحقيقة و تحمل مسؤولية أفعاله بدلا من إلقاء الملامة على الآخرين حتى لو كانوا خياليين .