أنا إحدى أشد المؤمنات بفائدة الروتين للأطفال الصغار الروتين من شأنه أن يبني هيكلا ثابتا للحياة اليومية كما أنه يتيح لك أن توجدي وقتا نوعيا لكل طفل من أطفالك يكون أداء الأطفال الصغار عموما أفضل و مرضيا أكثر بالنسبة إليك كأم إذا ماكانت أمورهم تسير بشكل متوقع كل يوم

فعلى سبيل المثال عندما لا يكون هناك موعد ثابت للنوم فإنك تقومين بأخذ الطفل إلى السرير حين لا يكون مرهقا و في أحيان أخرى تأخذينه إلى السرير حين يكون في غاية ألأرهاق هذا الأمر من شأنه أن يسبب قلقا للطفل يترجمه في عصبية زائدة أو أعمال عنف تعتبرينها أنت إساءة تصرف في حين أن الأمر لا يتعدى حاجة الطفل إلى نظام نوم ثابت

وقت النوم يشكل جزءا هاما من يوم الطفل يتعدى تأثيره على الطفل ليشمل باقي أفراد الأسرة

وعلى المنوال نفسه فإن كثيرا من الآباء و الأمهات لا يدركون أن التلاعب بتوقيت وجبات الطعام أو ترك فاصل كبير بينها من شأنه أنن يربك مستويات السكر في الدم وهذا بدوره يؤثر تأثيرا مباشرا على مزاج الطفل و صحته

هنا يأتي دور الروتين الذي يساعدك على تلبية حاجات طفلك الجسدية في الوقت الملائم إطعامه حين يكون جائعا أخذه إلى النوم حين يكون متعبا تحديد وقت ثابت للأنشطة المختلفة مسألة جوهرية و أساسية في تربية الطفل كما أن المرور بالمراحل نفسها يوميا يساعده على توقع ماسيحدث لاحقا

من دون إرساء روتين صريح وواضح للطفل حيث يمكن حصول أي شيء في أي وقت يبدأ الطفل بالشعور بعدم الأمان و العصبية فلا تعجبي إذا ما قضيت يومك لاهثة وراءه من مكان إلى آخر لأنه يتوقع دائما حدوث أي شيء مما يجعله في حالة دائمة من عدم الاستقرار و الأسترخاء

كما سيقابل أي تغيير في أنشطة بنوبة من نوبات الغضب لسبب بسيط إنه غير مستعد عقليا لمواجهة هذا التغيير

الروتين من شأنه أن يبني اتساقا و ثباتا في الحياة العائلية قبل أن تصري على مستوى معين من التصرفات لطفلك يجب أن تحددي ما هو السلوك المقبول من ذاك الصغير أما إذا كنت من أولئك الأمهات اللاتي يصغن القوانين ثم يغرينها على حسب أهوائهن فإن ذلك لن يؤدي إلا إلى تذبذب طفلك باستمرار فإن طفلك يرى في ذلك فرصة ذهبية لفعل ما يريد .