زواج منكوب.. الكاتبة ليلى الزاهر
20/04/2017
ليلى الزاهر

تتوارى الأحزان خلف جمال انتصار إثبات الذات ، ويصبح تجرُع مرارة الصبر أحلى من العسل عندما يتحقق الوجود الإنساني المتكامل .
( سامية) امرأة موظفة تتقاضى راتبا شهريا لابأس به . 

تتحدث قائلة : منذ نزول راتبي في المصرف يأخذ طريقه إلى جهات مختلفة ، يتوزع مابين مصروف أطفالي من ملابس ومستلزمات مدرسية ، كما تأخذ العاملة والسائق جزءًا منه ، فضلا عن مصروفاتي الشخصية. وبالرغم عن ذلك فإن زوجي يشعرني دائما بالتقصير ويرميني جزافا بسوء إدارة مصروفاتي الأسرية . 

ويعمل دائما بقصد أو بدون قصد على المقارنة بيني وبين زوجات أصحابه ، ويزداد الأمر سوءا عندما احتاجه للذهاب إلى مشفى أو جلسة مع صديقاتي إذ يظل يتحدث طوال الطريق وكأنه المتفضل المنعم عليّ ، ويذكرني دائما بأنه يستطيع منعي من مواصلة عملي ، وقلّما يصمت ليريحني من عناء الاستماع لأحاديثه الهزلية أثناء سيرنا فإذا وصلنا لمحطة البنزين ، يطلب مني أجرة التوصيل واضطر مجبرة لدفعها بجانب ثمن البنزين !!
إن هذا الواقع المرير الذي تعيشه هذه الموظفة يكشف عن الخلل الموجود في مجتمعنا حتى في وقت فُتحت فيه جميع أبواب حقوق المرأة وضاع الحق كلّه عندها . 

ومن بين الفرقعات التي يطلقها البعض عن حقوق المرأة ، تظهر قصة ( سامية ) من بين السطور لتنعش ذاكرة الرجل فيتذكر الحقوق التي فرضها الإسلام ، والمكانة السامية التي أعطاها الأنثى .
هي بذاتها الأنثى الساحرة التي يطلبها الرجل للزواج وربما أرادها البعض موظفة أو أرادتها أخته أو أمه له كذلك ، حتى إذا تمّ زواجهما وبدت تظهر بوادر الطمع دفعت هي ثمن ذلك الزواج المنكوب ألما نفسيا .
كما وتخرج بعض النساء من زيجاتهن بخسائر فادحة وتحاول الواحدة منهن تضميد جروحها لتقابلها جريمة الطلاق عند ناقصي العقول ، وتظل تلاحقها حتى في بطاقة العائلة (( مطلقة )) !!
ولماذا هذا اللقب ؟! لماذا لا يكتب لها في بطاقة العائلة ( أم فاضلة) .
لله دره مجتمعنا الذي يحاصر المرأة من جميع الجهات بأسئلته المحرجة ألا يكفيها ألمًا أنها لانستطيع مغادرة البلاد إلا بتوقيع رجل ؟ !!
ألا يكفيها انتقاصا السؤال الذي يظل يلاحقها لماذا لم تتزوجي بعد؟!!
هل لتلك المرأة محكمة إنصاف
ترفع فيها قضاياها الإنسانية؟ تطالب المجتمع أن يرفع الظلم عنها . 

ويعترف بأنها نصف المجتمع حقيقة وليس تشدّقًا ، قناعة وليس شعارات جوفاء .
وفي خضم جميع الانتصارات التي حققتها المرأة في وقتنا الحاضر وتحت شعارات هي مؤمنة بها بمفردها تظل بعض النساء يعانين من جور أقرب الناس لهن ، ويتجرعن مرارة الظلم الاجتماعي دون رحمة .
لكنني وبالرغم عن ذلك كله أبصر شرفات الأمل تلوح في الآفاق بغدٍ جميل يعكس واقع المرأة بإذن الله ، لتصبح في حال أفضل كغيرها من نظيراتها اللاتي ينعمن بحقوق كاملة ، ويرفلن بأثواب الرضا .



التعليقات 3
إضافة تعليق
مواضيع اخرى