سوبر ناني : القواعد
24/04/2017

تخيلي أن تشاركي في لعبة يعرف الجميع قواعدها ماعداك أنت سيكون من الصعب عليك مشاركتهم بلا شك و الآن تخيلي أن تلعبي لعبة تتغير قوانينها باستمرار مثال:

حين تحققين الفوز تحصلين على مئتي دولار
حين تحققين الفوز تدفعين مئتي دورلار
حين تحققين الفوز لاشيء يحدث

ستقومين فورا باختراع قوانينك الخاصة و تشاركين لتفوزي بأية طريقة

كذلك هو الطفل إذا لم تعلميه صراحة بالقوانين ماذا تتوقعين منه أن يفعل سيكون من الصعب عليه الالتزام بها و إذا ما وضعت قاعدة معينة ثم لم تلتزمي بها فإنه بلا شك لن يأخذك على محمل الجد أما إذا وضعت قوانين من المستحيل أن يتبعها الأطفال فإنك بذلك تدخلين في خصام غير مبرر و لا نهائي مع الطفل و لن يكون ذلك عادلا بالنسبة إليه

كوني واقعية

القواعد هي مرادف للحدود التي يحتاج إليها الأطفال و هذه القواعد بقدر ما تحتاج أن تكون ثابتة و متماسكة فإنها يجب كذلك أن تعكس توقعات منطقية بشأن الانجازات التي يجب أن يحققها الطفل في هذه المرحلة العمرية فعلى سبيل المثال لا جدوى من توقع طفل صغير أن يبقي على نظافة ملابسه كما يفعل البالغ لسبب بسيط هو أ برمجة دماغه تدفعه كليا لما تعتبرينه أنت فوضى و قذارة ولا يكون الحل في هذه الحالة أن تفرضي نظاما للنظافة لا سبيل لتطبيقه في كل الأحوال كل ما تستطيعين فعله هو السماح له باللعب بما يرغب تحت ملاحظتك الشخصية إما إذا كانت يده تطال الألوان الماجك حالما تديرين ظهرك فلا تلومي سوى نفسك إذا ما وجدت حائظ المنزل مغطى بلوحاته الفنية

من أهم الأخطاء الشائعة التي يرتكبها أغلب الأهالي أنهم يتوقعون من أطفالهم مستوى معينا من الفهم يفوق قدراتهم الحقيقية والعكس قد يكون صحيحا أيضا فبعضهم يصر على معاملة طفله كما لو أنه لايزال طفلا صغيرا في حين أنه قد تخطى هذه المرحلة فمن الصعب على بعض الآباء و الأمهات أن يقتنعوا بأن فترة الطفولة قد انتهت إلى غير رجعة خاصة إذا كان طفلهم هذا هو آخر العنقود

قد تشعرين كأم أنه لم يمض زمن بعيد منذ ولادتك طفلك الصغير لكن واقع الامر يقول إن طفلك قد أصبح في الثانية أوالثالثة من العمر مما يعني أنه بحاجة إلى أسلوب جديد في المعاملة فلا تتوقعي من طفلك أن يتقبل رفضك محاولاته تناول الطعام بمفرده لانه سيوسخ نفسه بسهولة إنه بكل بساطة يسعى لاستقلاليته و لاختباركل ما هو جديد فدعيه يفعل إذا كان ذلك لايضر أحدا و لاتكتمي غريزة حب التعلم و التجربة في داخله

لا تتوقعي الكمال منه كوني واقعية قدر المستطاع في تعاملك معه حتى لا تعرضيه للإحباط أو الفشل دون قصد منك

كوني متماسكة

كثير من ألآباء و الأمهات يقومون بخلق قوانين خاصة بهم و لا بأس بذلك تحت ظروف معينة لكن المشكلة الأساسية تكمن في عدم استشارة كل من الوالدين للآخر في القوانين التي وضعها و النتيجة تكون في الغالب تناقضا بين موقف الأب و موقف الأم
وفي الحقيقة يبلغ هذا الأمر مبلغا من الاهمية يستدعى جلوس الوالدين معا لمناقشة إمكانية اتفاقهما على طريقة موحدة في تربية أبنائهما أي نوع من السلوكيات يتفقان معا على رفضها ؟ و ما هي السلوكيات التي يقبلانها ؟ في أي النقاط يختلفان ؟ من الضروري جدا أن يكون اتفاقهما واحدا حول القواعد التي يرغبان بفرضها على المنزل إذا كان الأب و الام لا يمثلان جبهة موحدة أمام الأبناء فإن الأبناء سريعا ما يتعلمون اللعب على أعصاب و عواطف كل من الطرفين لصالح رغباتهم و أهوائهم

إذا كنت و شريكك تمتلكان أفكارا متناقضة حول أسلوب تربية أطفالكما فإنه من المستحيل في هذه الحالة فرض أية قواعد سواء كانت جيدة أم سيئة فالأمر سيان و قد يكون الامر راجعا في هذه الحالة إلى أنك قد نشأت في بيت متشدد أكثر من شريكك أو العكس

وربما أنك حتى لم تلاحظي هذا الأمر مسبقا إلا أن إنجاب الأطفال من شانه أن يوجد اختلافات بينك و بين شريكك لم تكون موجودة من قبل
أيا كانت توقعاتك الشخصية فقد حان الوقت لخلق أسلوب و نظام تربية يكون مرضيا نسبيا لكليكما بشكل عام يعتبر الشخص الذي يجالس الطفل أغلب ساعات يومه أدرى بنفسية الطفل و مستوى إدراكه و بالتالي يكون أقدر على وضع القواعد التي تتناسب مع مرحلته العمرية

التصرفات اللا مقبولة

 هناك بعض التصرفات المتفق عليها انها تتجاوز الحدود قد يكون طفلك صغيرا لشرح الأسباب له إلا أنه بكل تأكيد بحاجة ماسة ليعرف بأن هناك أمورا لا يجب القيام بها تحت أي ظرف الممنوع منعا باتا فئة تتضمن بكل تأكيد السلوكيات التي تجرح أو تضر الآخرين - الضرب العض اللكم الدفع - إضافة للسلوك الذي قد يعرض حياة الطفل للخطر مثل عدم ربط حزام الأمان أو عدم الإمساك بيدك أثناء عبور الشارع حينما يكون الطفل صغيرا جدا فإنه يقوم بهذه التصرفات بشكل طفولي و اندفاعي لكن بمجرد أن تشعري أنه أصبح يقوم بها بشكل متعمد لا بد أن تفرضي قوانينك بشكل صارم إذا لم تعلمي طفلك أنه من الخطأ أن يضرب أخته أو أخاه فإنه سينشأ معتقدا بأنه لا بأس من ضرب الآخرين خارج المنزل فالمسألة هنا مسألة مبدأ 

الأقل هو الأكثر

كلما قلت القوانين التي تفرضينها على أطفال هذه الفئة العمرية كلما كانت النتائج التي ترجينها أفضل فإذا ماوضعت قانونا لكل شيء فإنك حتما ستقضين وقتا أطول في تنظيم حياة طفلك بدلا من ممارسة دور الأمومة فالطفل الصغير لا يستطيع التفريق بين القاعدة المهمة - ضرب الآخرين - وبين قاعدة ثانوية - لا تبقي فمك مفتوحا و أنت تمضغ الطعام - لذا حاولي في هذا العمر التركيز بشكل أكبر على الأخطاء الكبيرة بدلا من الصغيرة



إن الأطفال في هذه المرحلة العمرية كثيرا ما يتعرضون لإحباطات مختلفة على مدار اليوم فلا تتسببي في تعريضهم لمواقف إضافية هم في غنى عنها يجب عليك التحلي بالمرونة فالقوانين التي تضعينها لا بد لها وإن تتطور و تتغير لتواكب نمو الطفل أي أن تكون لكل مرحلة قوانينها الخاصة التي تتناسب و عمر الطفل



 

التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى